بحث عن تضاريس الوطن العربي
في بداية الحديث حول بحث عن تضاريس الوطن العربي، يتميز وطننا العربي بطبيعة جغرافية تخصه دون غيره من بقية أقاليم ومناطق العالم الأُخرى، ويستمد قوته من كونه مهدًا للديانات السماوية الإسلامية والمسيحية واليهودية، كما تكمن قداسته في كونه يحوي بيت الله الحرام في مكة المكرمة والمسجد النبوي في المدينة المنورة، وبيت الله المقدس في القدس الفلسطينية وجبل الطور في سيناء المباركة، كل تلك البقاع يضمها الوطن العربي وغيرها من الأماكن المقدسة، فلابد لنا كعرب أن نعرف تضاريس الوطن العربي ونفتخر به و بانتمائنا له.
مقدمة بحث عن تضاريس الوطن العربي
تعكس الأشكال التضاريسية بشكل واضح الظروف الجيولوجية التي مرت بها الكرة الأرضية ككل على مر الأزمنة، بالإضافة إلى عوامل التعرية وغيرها من المؤثرات التي نتج عنها تلك التضاريس
نجد أن معظم مساحة الوطن العربي تُمثلها كتلة “الهضبة العربية الإفريقية” والتي تحيط بهَوامشها الجبال، ومن هنا يُمكننا تقسيم الأشكال التضاريسية إلى:
- الهضاب.
- الجبال.
- السهول.
- الأشكال الرملية.
الهضاب في الوطن العربي
تُعد الشكل التضاريسي الذي يحتل المساحة الأكبر من وطننا العربي، وهذه بعضاً من خصائصها:
- تُعرَّف على أنها المكان الذي يرتفع عن سطح البحر بما لا يقل عن مئتي مترًا ولا يزيد عن 1500 متر، ولها سطح مستوٍ وجوانب منحدرة بشكل تدريجي يُقَّدر بزاوية ميل أكثر من 40°.
- أهم ما يُميزها عن غيرها أنها تختزن المياه الجوفية، وتنبثق منها العديد من الينابيع عن أطراف تلك الهضاب.
أبرز الموجود منها بالوطن العربي في الجناح الأسيوي ما يلي:
- هضبة “نجد” في المملكة العربية السعودية.
- “حَضْرَموُت” في جنوب المملكة العربية السعودية.
- هضبة “بادية الشام” في بلاد الشام.
أما هضاب الجناح الإفريقي فتتمثل فيما يلي:
- هضبة “الجُلف الكبير” وهضبة “الدفة” في جمهورية مصر العربية.
- “الشطوط” في دولة الجزائر.
- “الحمَّادة الحمراء” بالجماهيرية العربية الليبية.
- هضبة “حمَّادة تادميت” في دولة الجزائر.
- “إفريقيا الشمالية والصحراوية”.
لعله من الجدير بالذكر أن سطحها ينقطع بعدة أشكال وظواهر جيومورفولوجية، ويُمكن تقسيمها كالتالي:
- الأودية الجافة.
- سطوح الحمَّادة.
- صحراء السرير.
- المنخفضات.
الأودية الجافة القاطعة للهضاب
تكونت في العصر المطير الذي مرت به أراضي الوطن العربي، حيث نتجت من الأمطار الغزيرة التي تركت أثر في الهضبة بشكل دائم، ولكن بمرور الزمن وبحلول العصر الحديث الذي ارتبط بالجفاف “عصر الهولوسين” جفت تلك الأودية، ولعل من أبرزها في الجناح الأسيوي ما يلي:
وادي الرُمَّة
- يمتد من شرق الحجاز ليقطع صحراء الدهناء واصلًا إلى شمال هضبة نجد.
وادي الدواسر
- يبدأ عند شمال عَسير ويمتد إلى صحراء الرَبع الخالي في المملكة العربية السعودية.
أما عن أودية الجناح الإفريقي فيُمكن تقسيمها كالتالي:
- وادي العريش: الذي يقطع شبه جزيرة سيناء بجمهورية مصر العربية.
- وادي الأسيوطي، ووادي العلاقي، وادي شعيت، وادي قنا، وادى خريط: وهي المجموعة التي تقطع الصحراء الشرقية بجمهورية مصر العربية لتصل إلى نهر النيل.
تنويه هام: “تجدر الإشارة إلى أن الأودية الجافة هي أنسب الأماكن التي تصلح للسكن في الوطن العربي نظرًا لتوفر المياه والأراضي الخصبة، ووجود الواحات في باطنها، كما يسهل مد طرق برية وجوية للمطارات على أرض تلك الأودية”.
سطوح الحمادة القاطعة للهضاب العربية
هي شكل تضاريسي ينتج من عوامل التعرية والنحت الذي تقوم به الرياح، لتتشكل على هيئة صخور عارية لا يُوجد بها أي مصدر للمياه وبالتالي لا ينبت على سطحها أي نبات، وتنقسم إلى:
- الحَمَّادة الحمراء في ليبيا.
- الحَمَّادة تادميت في الجزائر.
صحراء السرير القاطعة للهضاب
صُنِفَت كمسّاحة مستَوِيَة أو شبة مستَوِيَة مُغطاة بالرواسب الحصوية الخشنة، نشأت من عوامل التعرية الناشئ من تأثير الرياح التي تزيل الطبقة الناعمة وتترك السطح الخشن، وتتميز بالتالي:
- يُمكن العثور على المياه الجَوفيَّة في تلك الصحاري حين نحفر الآبار.
- يسهل مرور السيارات على سطحها لكونه خشن، على عكس صعوبة السير في الصحاري الناعمة.
- منتشرة في أماكن متفرقة داخل كلا الجناحين الآسيوي والإفريقي.
المنخفضات القاطعة للهضاب
يُمكن تعريفها على أنها أماكن حوضيَّة ذات منسوب منخفض عن سطح الهضبة من حولها، وبعد البحث المطول لأسباب نشأتها وجدنا أن هناك عدد منها، يتضح فما يلي:
- الرأي الأرجح هو أنها نشأتها الأولى تعود إلى التصدعات وحركات الالتواء، والتي من ضمنها عامل النحت الرأسي الناتج من الأودية والأمطار الغزيرة وظاهرة الإذابة.
- يلي ذلك فعل الرياح التي قامت بدور رئيسيّ وهام من قِبل عامل التعرية، والذي بدوره أزاح الطبقات في عصر الجفاف لتنتج لنا تلك المنخفضات في عصرنا الحديث.
هناك العديد من المنخفضات المنتشرة في أماكن متفرقة من الوطن العربي، ومن ضمنها ما يلي:
- منخفض عِنيزَة وبريْدة والهُفوف وحائل في منطقة شبه الجزيرة العربية بالجناح الآسيوي.
- مجموعة منخفضات الصحراء الغربية في جمهورية مصر العربية والتي تتمثل في القطَّارة وسيوة والفيوم والداخلة والفرافرة والخارجة والبحرية.
- إضافةً إلى منخفض جغبوب في الجماهيرية الليبية في الجناح الإفريقي.
ملاحظة: “تتوفر تلك المنخفضات المياه الجوفية وتربتهم صالحة للزراعة وخصبة للغاية لكونهم واحات، وهي أنسب المناطق للتجمع السكاني في تلك الصحراء”.
السلاسل الجبلية في الوطن العربي
تُصَنَف الجبال بكونها كتل صخرية مخروطية الشكل، يتراوح ارتفاعها في الوطن العربي ما بين 1000 متر إلى 4165 متر، تتعدد ظروف نشأتها تبعًا للفترة الزمنية التي نشأت فيها، وتتميز بكونها ممتدة على سواحل البحار والمحيطات كما تتوازى السلاسل ويفصل بينها السهول والوديان، ويُمكن تقسيمها إلى ما يلي:
- سلاسل جبال الجناح الإفريقي.
- جبال الجناح الأسيوي.
سلاسل جبال الجناح الإفريقي
تضم مجموعة من المناطق المتمثلة في النقاط التالية:
سلاسل جبال البحر الأحمر
- نشأت تلك السلسلة في عصر الأُليجوسين والمَيوسين كناتج للحركات الصدعية التي أصابت الوطن العربي.
- تمتد على ساحل البحر الأحمر في جمهورية مصر العربية والسودان الشقيق.
- ترتفع من نحو 1500 متر إلى 2000 متر عن مستوى سطح البحر.
الأطراف الشمالية للوطن العربي
- تحتوي على الجبل الأخضر في ليبيا الذي يصل طوله إلى 1000 متر.
الأطراف الجنوبية للوطن العربي
- تحتوي على مجموعة منعزلة من الجبال يمتد ارتفاعها إلى ما بين 1000 و3400 متر.
- يتواجد على قمة الجبال التي تعلو عن 2000 متر كتلة صخرية نارية متحولة.
- تكون مُغطاة بصخر يبرز وجود نشاط بركانيّ قديمًا في العصر الجيولوجي الثالث.
جنوب الجماهيرية الليبية
- توجد جبال تبستي التي يصل ارتفاعها إلى 3400 متر، وتفصل ما بين الحدود الليبية وبحيرة تشاد جنوبًا.
- جبل مُرَّة البركانيّ في غرب السودان بدرفور.
- سلسلة جبال الأطلس.
سلاسل جبال الجناح الأسيوي
تُقسم إلى عدة أماكن يُمكن سردها في النقاط التالية:
- مرتفعات غرب شبه الجزيرة العربية.
- سلسلة جبال بلاد الشام.
أقصى الجنوب الشرقي
- الجبل الأخضر العماني والذي يُعد امتدادًا لالتواءات مرتفعات زاجروس ويبلغ طوله 3000 متر.
جبال العراق
- تمتد من حدود العراق إلى دولتيّ إيران وتركيا، حيث تمتد في الاتجاه الشمال الغربي والجنوب الشرقي، وترتفع من 1000 إلى حواليّ 3600 متر.
سلسلة جبال الأطلس
تمتد على ساحل الركن الشمالي الغربي للوطن العربي، تتجه من الغرب إلى الشرق في سلسلة عرضية، يصل ارتفاعها إلى أكثر من 4000 متر غربًا وتنخفض وتضيق كلما اتجهنا إلى الشرق، وتنقسم إلى ما يلي:
أطلس التل
- تفصل بينها وبين أطلس الداخلية هضبة الشطوط ذات الارتفاع 700 إلى 900 متر، وتحتوي على بحيرات مالحة.
أطلس الداخلية
- تشتمل على أطلس الصحراوية والداخلية والعظمى، منها جبل طوبقال الذي ينتمي إلى جبال أطلس العظمى ويُعد أعلى قمة جبل في الوطن العربي لكونه يصل ارتفاعه إلى 4165 متر.
جبال أطلس الوسطى
- أغلبها جبال بركانية ويصل ارتفاعها إلى 3000 متر.
- جبال أطلس الخلفية.
سلسلة مرتفعات غرب شبه الجزيرة العربية
تمتد على طول الساحل الشرقيّ للبحر الأحمر، تبدأ في دولة اليمن جنوبًا بمرتفعات بركانية يبلغ طولها من 2500 إلى 3000 متر، وتضم ما يلي:
- أعلى قمة في شبه الجزيرة العربية “جبل نبيّ الله شُعَيب” والتي بلغت 3670 متر.
- تمتد إلى شمال اليمن في جبال السراة في إقليم عسير لتصل إلى مرتفعات الحجاز.
- تتكون من صخور تدفقات الحمم البركانية، تشتهر بانحداره الشديد نحو البحر فتكاد تكون مشرفة عليه، بينما يقل انحدارها من الجهة الداخلية.
سلسلة جبال بلاد الشام
تُصَنَف من الجبال الانكسارية الالتوائية، تتميز بصخورها الكَلسيَّة وتضم كل مما يلي:
- جبال سوريا: تشتمل على جبال اللاذقية والبير البسيط والأمَنَوس، وشرقًا يُوجد جبل حارم وحلب والزاوية وسمعان، وبها جبل العَلَويين
- جبل لبنان الشرقية: أعلى ما بها هو جبل الشيخ الذي يبلغ ارتفاعه 2184 متر.
- جبال لبنان الغربية.
- جبال الأردن: جبل الكرك وعجلّون.
- جبل القرنة السوداء: هو أعلى جبل بها حيث يبلغ طوله 3308 متر.
- جبال فلسطين: تشمل جبل الخليل والجليل والسامرة والنقب.
سهول الوطن العربي
تُعد مناطق مرتفعة عن سطح البحر بشكل مسطح لا يزيد ارتفاعها عن مئتي متر، ويُمكن تقسيمها تبعًا لظروف نشأتها إلى نوعين أساسيين، وهما كالآتي:
- فيضية.
- ساحلية.
السهول الفيضية في الوطن العربي
تلك التي كونتها رواسب الأنهار والتي من أهمها سهول ضفاف نهر النيل في دولتيّ مصر والسودان، وسهول نهريّ دجلة والفرات في دولة العراق، وتتميز بما يلي:
- يختلف عرضها على ضفاف نهر النيل من مكان لآخر فنجدها تتسع لتأخذ شكل المروحة عند جنوب السودان، ثم تضيق حين تصل إلى النوبة.
- تبدأ في الاتساع مرة أخرى تدريجيًا إلى أن تصل إلى القاهرة وضفت الدلتا يبلغ اتساعها 25 كيلو متر، وتنخفض بعض أجزائها إلى ما هو أقل من سطح البحر.
- أما سهول نهريّ دجلة والفرات ويتراوح ارتفاعها ما بين مستوى سطح البحر وأعلى بمائة متر.
السهول الساحلية في الوطن العربي
هي التي كونتها البحار حيث تتصل بشط البحر ولكن نجد معظمها في الوطن العربي ضيقًا، لكون البحار تتصل بالسلاسل الجبلية في معظم الأحيان، وهي كما يلي:
- السهل الساحلي لدولة المغرب.
- السهل الممتد من مدينة بنزرت شمال تونس إلى طرابلس في ليبيا وتحتوي على الكثير من البرك.
- أما عن الجناح الأسيوي فتكون السهول هناك على هيئة أشرطة رملية ذات طبيعة حصوي.
- كما هو الحال في سهل تهامة الذي تنتشر فيه المستنقعات والبحيرات المالحة وتحفه الشعاب المرجانية.
- بالتالي يصعب على البشر أن يسكنوا في مثل تلك الأماكن أو أن تُقام بها الموانئ البحرية.
- حين ننظر إلى سهول شبه الجزيرة العربية نجدها مُتسعة وتتخللها التلال القصيرة الارتفاع وتغطيها الرمال.
- أحياناً قد تُغطيها القشور الملحية، ويُوجد بها بحيرات مالحة وتصلح لإقامة المنتجعات.
الأشكال الرملية في الوطن العربي
في سياق الحديث حول بحث عن تضاريس الوطن العربي هناك العديد منها وفي مقدمتها تأتي البحار الرملية والتي تُعد مساحات شاسعة من الرمال، تغطيها أشكال أخرى مثل الكثبان الرملية بأنواعها المختلفة والفرشات الرملية، ولعل أبرز الأمثلة لهم ما يلي:
- بحار الرمال.
- الكثبان الرملية.
بحار الرمال
تتواجد في مناطق متفرقة داخل الوطن العربي ويتضح ذلك من خلال الآتي:
بحر الرمال العظيم
- الذي يقع ما بين الحدود المصرية الليبية.
بحر رمال صحراء الرَبع الخالي
- الكامن في منطقة شبه الجزيرة العربية.
بحر رمال العروق
- الواقع في منطقة المغرب العربي ويتمثل في العرق الغربي الذي يقع جنوب سلسلة جبال أطلس الصحراء، والعرق الشرقي الكبير الممتد داخل صحراء الجزائر.
الكثبان الرملية
تنتشر في الوطن العربي بشكل ملحوظ وتحتل مساحات كبيرة جدًا، لكنها أقل من مساحة بحار الرمال إذا ما قورنت بها، ولها اشكال عدة منها الهلالية والطُولية والعرضية، إضافةً إلى النجمية والبسيطة وأخيراً المركبة، وتُعرَف بالحقول الرملية ومن أمثلتها ما يلي:
- كثبان صحراء الدهناء والنفود في المملكة العربية السعودية.
- صحاري جمهورية مصر العربية والجماهيرية الليبية.
- كثبان صحاري المغرب العربي.
تنويه: من الجدير بالذكر أن الكثبان تُمثل خطورة كبيرة على الطرق البرية، لكونها تتحرك سنويًا بمعدل يتراوح من خمسة إلى عشرون متر، تبعًا لاتجاه الرياح والتضاريس من حولها لذلك تزحف على العمران والطرق.
تكمن أهمية دراسة التضاريس في كونها متغيرة على مر الأزمنة، فلا يُمكن أن نلجأ في دراستها إلى كتب تم نشرها من أكثر من عشرين عامًا، لأنها تحتاج إلى تحديثات بمعدل كل خمس سنوات
لنتطلع على كل ما هو جديد من تغيرات تنشأ من حركة الرياح وتأثير الأمطار وعوامل التعرية، والظواهر الطبيعية التي بدورها تُغير من تضاريس الوطن العربي كل حقبة زمنية عما سبقتها لنُواكب ما وصلت إليه أراضينا العربية.