لماذا ينبغي أن يكون الإنسان قنوعًا ؟ وكيف يُصبح المرء قنوعًا

لماذا ينبغي أن يكون الإنسان قنوعًا ؟ وكيف يُصبح المرء قنوعًا

الإنسان يمتلك بطبعه غريزة الطمع، والعينُ لا تشبع فمداها أكبر من اليد، فكُل ما نظر الإنسان اشتهى فتمناه، ولكن هذا ليس هدفُ الحياة، وحكى الكثير من الأدباء عن أهمية تحلي الإنسان بالقناعة، وهو ما سنُبينهُ باستفاضة في هذا الموضوع.

لماذا ينبغي أن يكون الإنسان قنوعًا ؟

لماذا ينبغي أن يكون الإنسان قنوعًا

قال تعالى: “طه* ما أنزلنا عليك القُرآن لتشقى” تلك الآيات كانت سببًا في إسلام عُمر بن الخطاب، وتحريم الخمر والميسر كان يعتقد أن الله ليشقى عليه بهذا، ولكن على العكس، بل لسعادتهِ إذا امتنع، وإذا توغل واتبع شهواته سيشقى لقوله تعالى:

“ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشةً ضنكا”.

أتذكر قول أحد العُلماء في مُداخلة تلفزيونية “كثرة الإستهلاك تؤدي إلى الهلاك”، ففي عصرنا الآن أصبح الجميع في هوس الاستهلاك، الزحام مُستمر في السوبر ماركت لساعاتٍ طويلة، لا يرضى الكثير على الرغم من أهمية تلك الصفة، فقد قال أحد الشعراء:

“إذا كُنت ذا قلبٍ قنوعًا* فأنت ومالك الدُنيا سواءٌ”.

الكثير من الأدلة القرآنية والأدبية توضح أهمية أن يكون الإنسان قنوعًا، يرضى بما قسمهُ الله له، لِمَ لا ينظُر إلى نصف الكوب المُمتلئ؟ لماذا لا يقوم بذات الاستهلاك في أمر مُفيد؟ هذا نتيجة غفلة واِتباع المرء شهوات الدُنيا مُتناسيًا آخرته، يسعى للحصول على المزيد والمزيد، لذا سنوضح لماذا ينبغي أن يكون الإنسان قنوعًا فيما يلي:

  • تزيد شعور الإنسان بالسعادة والطمأنينة.
  • زيادة الرغبة في التقرب إلى الله تعالى بالطاعات.
  • زيادة البركة والرزق في الحياة.
  • الوقاية من الشعور بالاكتئاب.
  • تُساعد المرء على احترام الآخرين ونزع الحقد والكراهية من قلبِه.
  • الشعور بالرضا والقبول.

الجدير بالذكر أن القناعة لا تتضمن فقط الاستهلاكات من ملبس ومأكل، بل وكافة تصرفات الإنسان، عليه أن يترُك ذمام الأمور لله تعالى فهو أعلمُ.

لا يفوتك أيضًا: حكم و أقوال عن القناعة والرضا : مقولة عن القناعة

مراتب القناعة

إن القناعة صفة هامة للغاية على الإنسان السعي والمحاولة أن يكون قنوعًا وراضيًا بما قسمهُ الله له، فإن له أجرٌ عظيم دلالة على قول أبي هريرة رضي الله عنه:

“أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يومًا يحدث، وعنده رجلٌ من أهل البادية- أنَّ رجلًا من أهل الجنة استأذن ربه في الزرع، فقال له: ألست فيما شئت؟ قال: بلى، ولكني أحبُّ أن أزرع، قال: فبذر، فبادر الطرف نباته واستواؤه واستحصاده، فكان أمثال الجبال، فيقول الله عزَّ وجلَّ: دونك يا ابن آدم، فإنَّه لا يشبعك شيءٌ. فقال الأعرابي: والله لا نجده إلا قرشيًّا، أو أنصاريًّا، فإنهم أصحاب زرعٍ، وأما نحن فلسنا بأصحاب زرعٍ. فضحك النبي صلى الله عليه وسلم “

ما قد يغفل عنهُ الكثير أن للقناعة مراتب مُتعددة، وبعد أن تعرفنا على إجابة سؤال لماذا ينبغي أن يكون الإنسان قنوعًا؟ سنوضح تلك المراتب عبر السطور المُقبلة:

المرتبة الثالثة المرتبة الثانية المرتبة الأولى
هو الإنسان الراضي بالقليل مُقتنعًا بأن الله يعطيه ما يزيد عن رغبته. تصل بالشخص إلى الكفاية لتحد من الشعور بالرغبة في المزيد. أعلى مراتب القناعة، يشعُر الإنسان بالقناعة في كافة الأمور.

آثار القناعة على الفرد والبشرية

لا يفعل الله تعالى سوى الخير للإنسان، لذا فعليه أن يحاول الوصول إلى مُراضاة ربِه بالقناعة والرضا بما يأتيه، فلهذا الشعور آثر إيجابي كبير على النفس والمجتمع ككُل، يُمكن تلخيصُه في النقاط التالية:

  • الوقاية من الشعور بالنقص.
  • الحد من الشعور بتأنيب الضمير.
  • قيل إنها تحد من الحسد.
  • انتشار التسامُح بين الناس.
  • الشعور بالسعادة المُستمرة، وهذا له أثر إيجابي على من حولِه.
  • عدم الشعور بالذنب.

لا يفوتك أيضًا: قصص عن القناعة (قصه الرجل الفقير )

الفرق بين الزهد والقناعة

كلاهُما مُتشابهان بشكل كبير، هذا ما يُعتقد من قِبل الكثير لسنواتٍ عديدة، على الرغم من وجود فرق بيّن بينهُما، وهذا ما سنوضحهُ فيما يلي:

الزهد القناعة
الشعور بالاكتفاء من الاحتياجات ولو بكمية ضئيلة. الشعور بالرضا في كافة الأمور، ولو بقليل جدًا عن احتياج الإنسان.

لا يفوتك أيضًا: قصص عن القناعة

كيف تصبح قنوعًا؟

لماذا ينبغي أن يكون الإنسان قنوعًا

إن نيل محبة الله لن تُخسركَ شيئًا، لكن غيابها لن تُلقيك شيئًا، النتائج والآثار المُترتبة على محبة الله للإنسان لا تُعد ولا تُحصى، فإن أحبك الله أصبحت قنوعًا، ومن يؤتيها فقد أوتي خيرًا كثيرًا، وإن فقدها فسيشقى، الإنسان قد يؤتى الكثير من نِعَم الدُنيا ولا يؤتى الرضا.. فهو أشقى الأشقياء، لذا قيل إن الله يُعطي الكثير من النِعَم للكثير من خلقِه، ولكنهُ يُعطي السكينة للمؤمنين،

ولا يفوتك أيضًا:- من هو مخترع المصباح الكهربائي إجابة سؤال برنامج مهيب ورزان الحلقة 

إغلاق