كيف أتخلص من الوسواس نهائيًا (3 طرق مختلفة)
اضطراب الوسواس القهري من الاضطرابات النفسية المزعجة نظرًا لتأثيره بالسلب على حياة المصابين للحد الذي يجعلهم غير قادرين على ممارسة أبسط الأنشطة اليومية لذا يسعون إلى إيجاد الحلول المناسبة للقضاء عليه بفاعلية، ففيما يلي سنوضح لكم طرق العلاج المضمونة.
علاج الوسواس القهري نهائيًا
من أبرز أمراض الجهاز العصبي والأكثر انتشارًا هو مرض الوسواس القهري والذي من الممكن أن يصيب كل الأعمار، وهو عبارة عن اضطراب يجعل المصاب يرتبط بنمط محدد من المخاوف والأفكار الغير طبيعية وغير مرغوب فيها.
حيث تدفعه إلى أداء سلوكيات تكرارية مزعجة تسبب في شعوره بالضيق الشديد نظرًا لعدم قدرته على الفكاك منها لسيطرتها عليه وتسببها في نشأة رغبة داخلية فيه ومُلحة لكي يفعلها مرارًا وتكرارًا رغمًا عنه.
قد يلجأ بعض المرضى إلى تجاهل هذه السلوكيات محاولة منهم في إيقافها إلا أن ذلك الحل ليس مجدي، فالجهود المبذولة لتجنب الوساوس ستزيد من توترهم بدلًا من تقليله.
لذا وحتى يتم القضاء نهائيًا على الوسواس القهري الذي يؤدي إلى شعور المصاب بالخجل عند تعامله مع من حوله لا بد واتباع الأساليب العلاجية المتاحة لهذه المشكلة المرضية، والتي سنوضحها لكم في السطور التالية:
1- العلاج النفسي
في حقيقة الأمر إن العلاج النفسي لمرض الوسواس القهري قد لا يؤدي إلى التخلص بشكل كامل من المشكلة ولكنه يفيد في السيطرة على أعراضها حتى يتمكن المريض من التحكم في حياته اليومية.
كما أنه هناك بعض الحالات التي تتطلب علاج طويل الأمد واستخدام طرق علاجية أخرى إلى جانب العلاج النفسي، ولكن هذا لا ينفي فاعليته.
يتركز العلاج النفسي في جعل المصابين بالوساوس القهرية قادرين على إدارتها، حيث إنه يشمل أجود الأنواع وهو العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، والذي يوجد به عنصر علاجي هام وهو التعرض ومنع الاستجابة.
هذا العنصر يساهم في تعريض المريض لمخاوفه بشكل تدريجي وليكن على سبيل المثال التلوث والأوساخ، ثم يقوم بتعريفه بأفضل وسائل المقاومة للرغبة التي تدفعه نحو القيام بطقوسه القهرية.
قد يتطلب التعرض ومنع الاستجابة بذل الجهد الكبير إلا أنه في حالة الاعتياد عليه سيتم الاستمتاع بحياة أفضل وخالية من القلق والتوتر.
2- العلاج الدوائي
تساهم بعض الأدوية النفسية في معالجة الهواجس القهرية بفاعلية وربما القضاء عليها نهائيًا، فلقد اعتمد إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بعضًا من مضادات الاكتئاب لعلاج اضطراب الوسواس القهري وهي كالآتي:
كلوميبرامين (أنافرانيل) | للبالغين والأطفال الأكبر من 10 سنوات |
فلوكسيتين (بروزاك) | للبالغين والأطفال الأكبر من 7 سنوات |
فلوفوكسامين | للبالغين والأطفال الأكبر من 8 سنوات |
باروكسيتين (باكسيل، بيكسيفا) | للبالغين فقط |
سيرترالين (زولوفت) | للبالغين والأطفال الأكبر من 6 سنوات |
على الرغم من شيوع هذه الأدوية إلا أن الطبيب من الممكن أن يصف مضادات اكتئاب أخرى، ومن الجدير بالذكر أن العلاج الدوائي يحمل بعض المخاطر وهي التعرض للآثار الجانبية المزعجة.
فقد يزداد لدى المرضى عند تناوله مضادات الاكتئاب في الأسابيع الأولى من استخدامها الأفكار الانتحارية، لذا لا بد من المتابعة الطبية الدورية حتى يتم تحسين الحالة المزاجية والشفاء من الوساوس دون أي مضاعفات أو التعرض لأي خطر يهدد حياة المريض.
3- علاجات أخرى
في بعض الأحيان قد لا يكون العلاج النفسي والدوائي مجديًا للسيطرة بقوة على أعراض الوسواس القهري أو للتخلص منه نهائيًا، حيث قد يقاوم جسم المريض هذا العلاج، لذا يقوم الأطباء بتقديم خيارات أخرى وهي كالآتي:
- العلاج المكثف، ويعتمد على تقديم المزيد من العلاج عبر تطبيق أسلوب التعرض ومنع الاستجابة لعدة أسابيع.
- التنبيه العميق للدماغ، وهو يمكن تطبيقه للبالغين الأكبر من 18 سنة ولمن لم يستجيبوا للعلاجات التقليدية، حيث إنه يعتمد على زرع مسارات كهربائية في بعض المناطق داخل الدماغ.
إذ تقوم تلك المسارات بإصدار نبضات كهربائية تساهم في تنظيم وضبط نبضات المخ الغير طبيعية.
- التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة، ويجرى هذا العلاج للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 22 إلى 68 سنة.
يعتمد هذا الإجراء على استخدام المجالات المغناطيسية من خلال وضعها على فروة الرأس وبالقرب من الجبين حتى تقوم بتحفيز الخلايا العصبية عبر النبضات المنبعثة منها.
أعراض وأمثلة على الوسواس القهري
بعد أن تعرفنا إلى كيفية علاج الوسواس القهري نهائيًا فإننا في النقاط التالية سوف نوضح لكم أعراض هذا الاضطراب النفسي:
- الخوف من التعرض للجراثيم أو الإصابة بالتلوث والعدوى.
- الحرص على جعل كل الأشياء المحيطة مرتبة ومتناسقة بطريقة مزعجة.
- الشك طوال الوقت وعدم اليقين بأي شيء.
- تكون الأفكار العدوانية والرغبة في إيذاء النفس أو الآخرين.
- بعض الأفكار الغير مرغوب فيها وبالتحديد في الأمور الدينية أو الجنسية.
- الخوف من حدوث الحريق أو فقدان شيء هام أو اصطدام السيارة الخاصة أو إصابة شخص آخر.
- التكرار للعمل ذاته عدة مرات.
- السعي وراء تجنب الأحداث غير السارة أو العلامات كالأرقام والألوان المتعلقة بأفكار سيئة.
- الرغبة المُلحة في الاعتراف بأي شيء تم القيام به مع الحاجة لموافقة من حوله له وعلى أنه فعله بشكل صحيح.
- غسل اليدين باستمرار وكذلك الاستحمام ونظافة الجسم.
- الإفراط في الطمأنة.
- الفحص المتكرر للأبواب للتحقق من قفلها جيدًا.
- تجنب مصافحة الآخرين.
- الانسياق وراء روتين محدد وعدم القدرة على الهروب منه.
- تضيع الوقت كثيرًا بسبب الطقوس المتبعة والتي يتم إجراؤها بشكل دائم.
- التأخر في تسليم المهام والأعمال المطلوبة للتحقق من صحتها عدة مرات.
لا يفوتك أيضًا: اقراص سيروبرام لعلاج الوسواس القهري
أسباب الإصابة بالوسواس القهري
تنقسم الأسباب المؤدية إلى الإصابة بالوسواس القهري إلى أسباب بيولوجية وبيئية، ففي السطور التالية سوف نوضحها لكم بالتفصيل:
1- الأسباب البيولوجية
تتمثل هذه الأسباب في الآتي:
- الوراثة، فإن كان أحد الآباء مصاب بالوسواس القهري من المتوقع أن يزداد خطر تعرض الأولاد له، وذلك لأن الجينات لها دورًا في نقل الأمراض النفسية والجسدية.
- التعلم، فقد يرى بعض الأشخاص أفراد الأسرة لديهم مخاوف تجاه أشياء محددة فيتعلمون الخوف مثلهم بمرور الوقت.
- بنية المخ، ففي حالة الإصابة بأي تشوهات في جزء محدد من المخ لا سيما المسؤول عن الانفعالات القوية نتيجة لحدوث تغيرات عديدة في الكيمياء الطبيعية للجسم أو لوظائف الدماغ فقد يتم خلق الأفكار القهرية.
2- الأسباب البيئية
تلعب البيئة المحيطة بنا منذ الصغر دورًا كبيرًا في تشكيل الحياة، فهناك مجموعة من العوامل البيئة من الممكن أن تتسبب في حدوث الوساوس القهرية وهي كالآتي:
- التعرض لصدمة نفسية نتيجة لموت أي شخص قريب على سبيل المثال.
- مواجهة مشكلات عديدة في المدرسة أو ربما في مكان العمل.
- الصراعات الدائمة في العلاقات مع المحيطين.
- التغير في طريقة المعيشة.
- الإصابة بعدوى البكتيريا العقدية المكورة وغيرها من الأمراض.
- الاستغلال والإساءة طوال الوقت ومن المقربين.
- ضغوطات الحياة النفسية وكثرة المسؤوليات والمعاناة من القلق والاكتئاب.
لا يفوتك أيضًا: افضل عقار لعلاج الوسواس القهري
مضاعفات الإصابة بالوسواس القهري
في حالة إن لم يتم علاج الوسواس القهري والتخلص منه نهائيًا من الممكن أن تحدث بعض المضاعفات المزعجة والتي منها ما يلي:
- التكرار المُفرط لأداء الشعائر الدينية والطقوس اليومية.
- الإصابة ببعض المشكلات الصحية ومنها التهاب الجلد التماسي وذلك بسبب تكرار غسل اليدين أو الاستحمام.
- مواجهة الصعوبة في الذهاب مرة أخرى للعمل أو للمدرسة أو حتى في المشاركة في بعض الأنشطة الاجتماعية.
- اضطراب العلاقات العاطفية.
- التدني الملحوظ لجودة الحياة.
- المعاناة من الأفكار الانتحارية.
طرق تشخيص اضطراب الوسواس القهري
قد تتشابه أعراض الوسواس القهري نسبيًا مع أعراض الاكتئاب ومرض الفصام وغيرها من الأمراض النفسية والعقلية، لذا لا بد على المريض التعاون مع الطبيب وإخباره بكل ما يشعر به حتى يتم تشخصيه بشكل سليم وبالتالي وصف العلاج المناسب.
يمكن تشخيص الإصابة باضطرار الأفكار القهرية من خلال إحدى الطرق الآتية:
- التقييم النفسي، وهو يتم من خلال مناقشة المريض لأفكاره ومشاعره والسلوكيات القهرية التي تؤدي إلى التعارض مع نوعية حياته، وقد يتم إحضار أفراد العائلة والأصدقاء للتعرف إلى ما يعاني منه.
- معايير تشخيص مرض الوسواس القهري، وهذه المعايير قامت بنشرها الجمعية الأمريكية للطب النفسي حتى يتمكن الأطباء من تحديد الاضطرابات العقلية والنفسية.
- الفحص الجسدي، وذلك للتحقق من أي مضاعفات له صلة بالوسواس القهري.
لا يفوتك أيضًا: كبسولات ديبريبان لعلاج الوسواس القهري Depreban
نصائح للتخلص من الوسواس القهري
يفيد تغير نمط الحياة في جعل علاجات الوسواس القهري فعّالة، وذلك من خلال اتباع النصائح الآتية:
- التعرف على مخاطر اضطراب الوسواس القهري، حيث يساعد ذلك في جعل المريض يلتزم بالخطة العلاجية الموصوفة له.
- التركيز على الأهداف، وذلك من خلال وضع التعافي أمام نصب العينين.
- ممارسة التمارين الرياضية للتنفيس عن الأعراض المزعجة واتباع حمية غذائية صحية إلى جانب الحصول على القدر الكافي من النوم للتخلص من المشاعر السلبية.
- التحكم في اضطراب التوتر والقلق من خلال إرخاء العضلات بتمارين اليوغا.
- القيام بالأنشطة المفيدة وعدم تجنبها والسماح للوسواس القهري بإعاقة سير الحياة.
- قضاء الوقت مع الأهل والأصدقاء للانشغال عن الأفكار القهرية.
- تناول الأدوية العلاجية في أوقاتها والالتزام بتوجيهات الطبيب.
- في حالة إن كان هناك محفزات لأعراض الوسواس القهري فلا بد من الاستعداد لمواجهتها وتجنب سيطرتها على العقل.
الجمع بين العلاج النفسي والعلاج الدوائي بلا شك من الخيارات الأكثر فاعلية للتخلص من الوساوس القهرية، لذا لا بد من التوجه للطبيب لوصف هذه العلاجات مع أهمية الاقتناع بفكرة التعافي وعودة الحياة إلى وضعها الطبيعي.