علام يدل كثرة أسماء سورة الفاتحة
سورة الفاتحة هي أول سور القرآن الكريم، لكن علام يدل كثرة أسماء سورة الفاتحة؟ وما هي أسماء سورة الفاتحة الكثيرة؟ فمن خلال موضوعنا اليوم نتعرف على سورة الفاتحة وعلى أسماءها وفضلها، وما السبب وراء التسمية المتعددة لها، نتعرف على كل هذا من خلال موضوعنا عبر موقع محتوى.
الفاتحة هي الاستثناء الوحيد من بين كل سور القرآن الكريم التي تحمل هذه المكانة الكبيرة، وقد تعددت أسماءها لعظم شأنها بين سور القرآن، ولتعدد أسماءها العديد من الأسباب وهي:
- كثرة أسماء سورة الفاتحة تشير إلى أهميتها وعظم شأنها، فهي السورة الوحيدة في القرآن التي تقرأ في بداية كل ركعة من كل صلاة، وهذه إشارة إلى أهميتها العظيمة.
- فاتحة الكتاب لها حوالي 25 اسمًا منها أسماء عرفت بها، ومنها ما أطلقه عليها الفقهاء والعلماء، مما يدل على علو مكانتها وعظم شأنها والشرف الذي حظيت بها.. فهي النور في القرآن الكريم الذي شرفنا به.
- عرفت بالعديد من الأسماء منها الشافية والواقية، لما عرف عنها من تأثير في التخفيف من المرض الذي يكون سببه الحسد.
- للفاتحة العديد من الأسماء التي تشير إلى شرفها ومكانتها.. وهي سهلة القراءة مما يجعل قراءتها ميسرة وسهلة ومكررة بشكل ميسر لكل مسلم في أي وقت، بجانب قراءتها سبعة عشر مرة في الصلوات المكتوبة التي فرضها الله على العباد.
فالقرآن الكريم هو المعجزة التي أرسلها الله -سبحانه وتعالى- لرسولنا الكريم، والفاتحة هي أول سورة في الترتيب في المصحف الشريف.. عدد آيات سورة الفاتحة هي سبع آيات تشمل البسملة، ولفاتحة الكتاب ما يتجاوز العشرون اسم، لكن علام يدل كثرة أسماء سورة الفاتحة؟ وما هي هذه الأسماء.. لنتعرف معًا على أسماء سورة الفاتحة.
لا يفوتك أيضًا: سبب تسمية سورة الفاتحة بأم الكتاب
سبب تسمية سورة الفاتحة بالعديد من الأسماء
سُميت سورة الفاتحة بالعديد من الأسماء التي تشير على علو شأنها وفضلها العظيم، الذي منّ الله سبحانه وتعالى علينا بها، وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن أسماءها “هيَ فاتِحةُ الكتابِ، وَهيَ السَّبعُ المثاني، والقرآنُ العظيمُ” (صحيح)، وأسماء سورة الفاتحة هي:
- فاتحة الكتاب: سميت بهذا الاسم لأن يفتتح بها المصحف الشريف، كما يفتتح بها الصلاة، فهي الفاتحة لما يليها سواء قراءة القرآن أو الدعاء.
- أم القرآن: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الفاتحة: “الركعتان اللتان لا يقرأُ فيهما كالخداجِ لم يُتمَّا، قال رجلٌ: أرأيتَ إن لم يكن معي إلا أمَّ القرآنِ؟ قال: هي حسبُكَ، هي أمُّ القرآنِ، هي السبعُ المثاني” (صحيح).
على الرغم من أن عدد آياتها هي سبع آيات فقط إلا أنها قد اشتملت فيهم على حمد الله وشكره على نعمة الإسلام، ثم طلبنا من الله الهداية وهنا يأتي الاعتراف بربوبية الله تعالى وحده لا شريك له.
بالإضافة إلى باقي السورة وما تحمله من رسالة ومناجاة العبد لله بطلب المغفرة والرحمة من الله سبحانه وتعالى.
سبب تسمية سورة الفاتحة بالسبع مثاني
عند الإجابة عن سؤالنا اليوم لما يشير كثرة أسماء سورة الفاتحة نجد أن من ضمن اسماءها هي السبع مثاني.. فلماذا سميت بهذا الاسم؟
السبع مثاني والقرآن العظيم: الأصل في هذا هو تسميتها هو أنها مكونة من سبع آيات وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الحمدُ للَّهِ ربِّ العالمينَ أمُّ القرآنِ، وأمُّ الْكتابِ، والسَّبعُ المثاني” (صحيح).
المقصود بالمثاني هنا هو أنها تثنى، بمعني أنها تكرر في كل ركعة من ركعات الصلاة، كما قيل إن الله سبحانه وتعالى قد استثناها لأمة محمد عن باقي الأمم.
كما أخبر الله تعالى بها رسولنا الكريم في قوله تعالى: “وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ” (سورة الحجر آية 87)، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لم ينزل في التَّوراةِ ولا الإنجيلِ ولا الزَّبورِ ولا القرآنِ مثلَها، وَهيَ السَّبعُ المثاني والقرآنُ العظيمُ الَّذي أوتيتُهُ” (صحيح).
أسماء سورة الفاتحة
يوجد العديد من الأسماء لسورة الفاتحة والتي نعرف من خلالها معرفة علو قدرها وشأنها وهذه الأسماء هي:
- الحمد: لأن سورة الفاتحة هي السورة الوحيدة في القرآن التي تكون البسملة فيها هي أول آياتها.
- الصلاة: يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يقولُ اللهُ عز وجل قسمتُ الصلاةَ بيني وبين عبدي نصفين نصفُها لي، ونصفُها لعبدي، ولعبدي ما سأل” (صحيح)، والمقصود بالصلاة هنا هي الفاتحة أي أن الله قد قسم الفاتحة بينه وبين العبد، وقد وعدنا الله بإجابة الدعاء في الفاتحة.
- الكافية الشافية أو الشفاء وقد قال الشيخ ابن تيمية في مجموع الفتاوى أن الفاتحة هي الشافية التي جعل الله فيها الشفاء وجعل فيها الرقية، كما أنها الكافية التي تكفي عن سواها ولا يكفي سواها عنها.
- الواقية: التي تقى صاحبها من الشرور.
- الرقية: فقد أمرنا رسول الله أن نرقى بها لأنها الرقية التي تشفى من الحسد والمرض والبلاء، فهي أول ما يبدأ به من يرقى بالرقية الشرعية ليبرأ من شر العين والحسد.
- الوافية: وتلفظ بفتح الفاء وذلك لأنها وافية بما فيها، ولا يجوز تصنيفها، كما أنها وافية بما فيها من معاني مكتملة للقرآن الكريم.. ففيها آيات الحمد والثناء على الله سبحانه وتعالى، وتفضيل الله لنا بالإجابة.
- الأساس: سميت الفاتحة بالأساس، لأنها تشمل على أساس القرآن العظيم، وتجمع فيها الثناء على الله تعالى ثم دعواتنا بأن يجعلنا ممن يدخلون الجنة على الصراط المستقيم، كما أنها أول سورة في المصحف الشريف، مما جعل الفقهاء والعلماء يعتبرونها أساس القرآن الكريم.
لا يفوتك أيضًا: فضل قراءة سورة الفاتحة
أسماء متعددة لسورة الفاتحة أطلقها عليها الفقهاء
عند الإجابة عن سؤالنا اليوم علام يدل كثرة أسماء سورة الفاتحة، نجد أن الفقهاء والعلماء قد أطلقوا العديد من الأسماء على سورة الفاتحة، لبيان افضالها العديدة.. ومن هذه الأسماء:
- الكنز: قال عنها الزمخشري في كتابه أن سورة الفاتحة هي الكنز التي أعطانا الله إياها.
- كما سميت الفاتحة بالنور، وسورة الحمد والشكر، ومن أسمائها الحمد الأولى وهي المناجاة والتفويض.
- من أسماءها الدعاء، النور، تعليم المسألة، السؤال.
تسمية سورة الفاتحة بسورة الحمد وسورة الصلاة
أطلق على سورة الفاتحة سورة الحمد، لأنها السورة الوحيدة كما سبق وذكرنا أنها تبدأ أولى آياتها بالبسملة، أما تسميتها بسورة الصلاة.. فهي بسبب أن الصلاة لا تقبل بدونها.
الفضائل المتعددة لسورة الفاتحة
بالرغم من أن سورة الفاتحة من السور القصيرة في القرآن الكريم، فعدد آياتها سبع آيات إلا أنها قد اشتملت على مقاصد الدين.. ومقاصد الدين هي التوحيد والعبادة والأحكام والوعد والوعيد.
عند قراءة سورة الفاتحة تتحقق المناجاة بين العبد وربه، كما جاء في حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الله سبحانه وتعالى: “قَسَمْتُ الصَّلاةَ بَيْنِي وبيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ، ولِعَبْدِي ما سَأَلَ، فإذا قالَ العَبْدُ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمِينَ}، قالَ اللَّهُ تَعالَى: حَمِدَنِي عَبْدِي، وإذا قالَ: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، قالَ اللَّهُ تَعالَى: أثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي، وإذا قالَ: {مالِكِ يَومِ الدِّينِ}، قالَ: مَجَّدَنِي عَبْدِي، وقالَ مَرَّةً فَوَّضَ إلَيَّ عَبْدِي، فإذا قالَ: {إيَّاكَ نَعْبُدُ وإيَّاكَ نَسْتَعِينُ} قالَ: هذا بَيْنِي وبيْنَ عَبْدِي، ولِعَبْدِي ما سَأَلَ، فإذا قالَ: {اهْدِنا الصِّراطَ المُسْتَقِيمَ صِراطَ الَّذينَ أنْعَمْتَ عليهم غيرِ المَغْضُوبِ عليهم ولا الضَّالِّينَ} قالَ: هذا لِعَبْدِي ولِعَبْدِي ما سَأَلَ” (صحيح).
سورة الفاتحة بها أفضل الدعاء من العبد إلى الله تعالى بالهداية إلى الصراط المستقيم، واشتملت الفاتحة على آداب الدعاء التي حدثنا عنها رسولنا الكريم.. فنبدأ بالحمد لله ثم الثناء عليه، ثم تمجيده وإفراد العبودية لله وحده الواحد، ثم تأكيدنا بعد ذلك على الاستعانة بالله وحده دون غيره، ثم الدعاء لتأتي بعده الإجابة كما أخبرنا رسولنا الكريم.
كما سبق وذكرنا أن سورة الفاتحة هي من أفضل سور القرآن الكريم وأعظمها ولها المكانة والشرف بين سور القرآن الكريم، وقد فضلها الله -سبحانه وتعالى- وكرمها في العديد من الآيات في القرآن الكريم.. وقال عنها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “أمُّ القرآنِ السَّبعُ المثاني الَّتي أُعطيتُها” (صحيح).
لا يفوتك أيضًا: عجائب واسرار سورة الفاتحة
فضل الرقية بسورة الفاتحة كما قال ابن القيم
في كتاب مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين لابن قيم الجوزية وقد استهل مقدمة كتابه بأن الله -سبحانه وتعالى- لم ينزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في القرآن مثلها.
يقول ابن القيم في كتابه: “فاتحة الكتاب وأم القرآن والسبع المثاني والشفاء التام والدواء النافع والرقية التامة ومفتاح الغنى والفلاح وحافظة القوة ودافعة الهم والغم والخوف والحزن لمن عرف مقدارها وأعطاها حقها وأحسن تنزيلها على دائه وعرف وجه الاستشفاء والتداوي بها والسر الذي لأجله كانت كذلك”.
عُرف عنها أنها دواء ورقية فيقول ابن القيم: أنه كان يقرأ بها على ماء زمزم، فيمسح بها في مكان الألم فيسقط كأنما يتساقط الحصى، وقد وجد فيها من النفع والقوة عند قراءتها.
إنَّ كثرة أسماء سورة الفاتحة إنما تدل على تشريف الله لتلك السورة الكريمة، وهكذا يكون ثواب وجزاء من يقرأ ويتلو فاتحة الكتاب الكريم.