فضل قراءة القرآن في عشر ذي الحجة

إن المسلمون يتسارعون في فعل الخيرات في الأوقات المباركة مثل أيام ذي الحجة، لذا حثنا النبي –صلى الله عليه وسلم- على الزيادة من الأعمال الصالحة فيها، ومن المعروف أن تلاوة القرآن الكريم من ضمن أهم هذه الأعمال .

فضل قراءة القرآن في عشر ذي الحجة

لقد أوضح لنا نبينا الحبيب فضل قراءة القرآن في عشر ذي الحجة حيث ذكر أنه فضل عظيم، ولقد عُرف إن قراءة القرآن بشكل عام من الأمور المستحبة التي لا غنى عنها، لذا يجب معرفة هذا الفضل لتشجيع المسلمين على عمل هذه العبادة في هذه الأيام المباركة، إليكم فيما يلي:

1- مضاعفة الثواب

لقد قال النبي –صلى الله عليه وسلم- أن من يقرأ القرآن الكريم له ضعف الحسنات والجزاء الذي يحسبه الله تعالى له، والدليل على ذلك الحديث النبوي الشريف:

“منْ قرأَ حرفًا من كتابِ اللهِ فله به حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها لا أقولُ آلم حرفٌ، ولَكِن ألِفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ“.

2- أخذ الأجر والثواب

لقد وعد الله –سبحانه وتعالى- المسلمين وبشرهم بجزاء قراءة القرآن الكريم بشكل عام، وذلك لما جاء في كتابه المبارك، قال تعالى:

“إِنَّ ٱلَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَٰبَ ٱللَّهِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَٰهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَٰرَةً لَّن تَبُورَ* لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِۦٓ ۚ إِنَّهُۥ غَفُورٌ شَكُورٌ“.

لا يفوتك أيضًا: فضل يوم عرفة للحاج وغير الحاج مختصر

3- الحماية من كل سوء

ضمن فضل قراءة القرآن في عشر ذي الحجة هو أن المولى جل وعلا يحفظ قارئ القرآن الكريم في الحياة الدنيا وفي الآخرة، والدليل على هذا الفضل ما ورد في كتاب تفسير الإمامِ القشيري لقول الله تعالى:

“وَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجاباً مَسْتُوراً”.

4- نيل منزلة الكرام السفرة

فيما ورد بخصوص فضل قراءة القرآن الكريم هو الكرم الذي يعود على القارئ من قبل المولى -عز وجلّ- وذلك من خلال إكرام الله للمقرئ منزلة عظيمة وأعلى الدرجات وهي منزلة الكرام السفرة، والبررة الذين يطيعون الله تعالى، وقد ورد حديث نبوي صريح يؤكد هذا الفضل، قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:

“مَثَلُ الذي يَقْرَأُ القُرْآنَ وهو حافِظٌ له، مع السَّفَرَةِ الكِرامِ البَرَرَةِ، ومَثَلُ الذي يَقْرَأُ وهو يَتَعاهَدُهُ، وهو عليه شَدِيدٌ؛ فَلَهُ أجْرانِ”.

5- الوصول لأعلى الدرجات في الجنة

قام نبينا الحبيب بتوضيح منزلة من يقرأ القرآن في الجنة، حيث قال -صلى الله عليه وسلم- أن منزلة المسلم الذي يتلو القرآنِ في الجنةِ تكونُ عند نهاية آخر آية كريمة قام بتلاوتها، حيث قال:

“يُقالُ لصاحِبِ القرآنِ اقرأ وارتَقِ ورتِّل كما كنتَ ترتِّلُ في الدُّنيا فإنَّ منزلَكَ عندَ آخرِ آيةٍ تقرؤُها”.

6- شفاعة القرآن يوم القيامة

من ضمن فضل المولى –جل وعلا- الذي يُنعم به على قارئ القرآن هو أن ما قرأه يشفع له يوم القيامة، وذلك ما أوضحه لها النبي الكريم، وذلك في قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم:

“اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ”.

لا يفوتك أيضًا: هل بكره ذي الحجة متي اول يوم من ذي الحجة

خير الذكر في عشر ذي الحجة

بعد أن أوضحنا أن فضل قراءة القرآن في عشر ذي الحجة جليل، وجب معرفة بعض الأذكار المحمودة التي أمرنا النبي –صلى الله عليه وسلم- بالدعاء بها، والتي وردت في هذه الأيام المباركة، والتي تأتي كما يلي:

التهليل	التحميد	التكبير
“لا إله إلا الله”، وذلك لما جاء عن النبي -عليه الصلاة والسلام-: “خيرُ الدعاءِ دعاءُ يومِ عرفةَ وخيرُ ما قلتُ أنا والنبيونَ مِن قبلي لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، له الملكُ وله الحمدُ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ”	“الحمد لله”، والحمد هنا يكون على كافة النعم التي رزقه الله بها، وجاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- حديث عن ذلك، حيث قال: “كَلِمَتانِ خَفِيفَتانِ علَى اللِّسانِ، ثَقِيلَتانِ في المِيزانِ، حَبِيبَتانِ إلى الرَّحْمَنِ: سُبْحانَ اللَّهِ العَظِيمِ، سُبْحانَ اللَّهِ وبِحَمْدِهِ”.	“اللّه أكبر” حيث يعتبر التكبير دلالة على عظمة الله –سبحانه وتعالى- وأنه هو مستحق العبادة وحده.

لا يفوتك أيضًا: افضل 10 اذكار ذي الحجة مكتوبة

الأعمال المستحبة في عشر ذي الحجة؟

ولا بأس في هذا المقام من ذكرِ بعضِ الأعمال الصالحة التي يُستحبُّ للمسلمِ فعلها في ذِي الحجةِ، وفيما يأتي ذلك:

• الصيام: من أهم الأعمال الصالحة التي يستحب عملها غير فضل قراءة القرآن في عشر ذي الحجة هي الصوم في تلك الأيام المباركة، وذلك لأنه الصيام له ثوابٌ عظيم عند الله تعالى، خصوصًا صيام يوم عرفة، حيث اختصه النبي بالمزيد من الاهتمام، وأوضح أن صيامه يترتب عليه فضلًا عظيمًا، والدليل على ذلك ما جاء عن أبو قتادة حيث قال: “وَسُئِلَ عن صَوْمِ يَومِ عَرَفَةَ، فَقالَ: يُكَفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ”.
• الحج والعمرة: من أعظم الأعمال التي يمكن أن يقوم بها المسلم قال النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم-: “العُمْرَةُ إلى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِما بيْنَهُمَا، والحَجُّ المَبْرُورُ ليسَ له جَزَاءٌ إلَّا الجَنَّةُ”.
• الصدقة: تعتبر الصدقة من أفضل الأعمال المستحبة عند الله تعالى، ولا سيما في هذه الأيام المباركة، حيث قال الله تعالى: “يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَٰكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِىَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَٰعَةٌ ۗ وَٱلْكَٰفِرُونَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ”، وتعتبر الصدقة هي خير عمل يقوم به المسلم في هذه الأيام.

قراءة القرآن في ذي الحجة عظيم، حيث يعد القرآن الكريم من أفضل الأعمال التي يمكن أن يتقرب بها العبد إلى ربه، خصوصًا في الأيام المباركة التي يتضاعف فيه الأجر والثواب.