صلاة الفجر ماذا يقرأ فيها وكم ركعة بالتحديد
صلاة الفجر ماذا يقرأ فيها وكم ركعة بالتحديد؟ وهل هناك نافلة للفجر؟ إن الصلاة من أركان الإسلام الخمسة، وهي الركن الثاني بعد الشهادة، ولا تعد ذلك فحسب بل هي الركن الأول للمسلمين بالفعل، قد فرض الله الصلاة لأسباب كثيرة منها ما نعلمه ومنها ما هو في علم الغيب، ولكن من فضائل الصلاة أنها تطهر قلوب المسلمين كما تجعلهم مذعنين لأوامر الله مما يزيد من حالة الرضا والراحة النفسية لديهم.
صلاة الفجر
هي أحد الصلوات الخمس والتي يبدأ بها المسلم يومه، وتعد صلاة الفجر بالذات ذات مزايا لا يمكن حصرها، لما فيها من الخير والخصائص النافعة الجمة التي خصها بها الله عز وجل ورسوله صل الله عليه وسلم، والصلاة هي إظهار العبد عبوديته الكاملة لله وحده، كما أن الله جعلها ذات إلزام على كل فرد مسلم.
كما في قوله تعالى:
{إنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا (103)} [سورة النساء: 103].
الفجر هو أحد الصلوات التي أقسم الله بها عز وجل في كتابه وعندما يقسم الله على شيء فإنما يدل على جلاله وعظمته وأهميته للمؤمن، كما أنه سميت سورة كاملة باسمها، في قوله تعالى:
{وَالْفَجْرِ (1(} [سورة الفجر: 1].
من أدلة تعظيم الله لتلك الصلاة النفيسة هو إقرار الله عز وجل بكونها صلاة مشهود عليها من قبل ملائكة الليل والنهار، كما في قوله سبحانه وتعالى:
{إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا (78)} [سورة الإسراء: 78].
لا يفوتك أيضًا: حكم سجود التلاوة وماذا يقال فيها وحكم تاركها
عدد ركعات صلاة الفجر
إذًا بعدما تعرفنا على فرضية وأهمية صلاة الفجر لنتعرف على عدد ركعاتها وكيفية أدائها، تتكون صلاة الفجر من ركعتين وذلك بإجماع الأمة من السنة على أن رسولنا الكريم أداها على هذا النحو، كما أن لصلاة الفجر نافلة (النافلة: هي صلاة السنة التي أقرها الرسول صل الله عليه وسلم).
لا يفوتك أيضًا: صلاة الفجر كم ركعة جهراً أم سرًا
ماذا يقرأ في صلاة الفجر
تعد الفاتحة هي ركن أساسي من أركان الصلاة في كل ركعة من ركعاتها، فعندما يشرع المصلي في الصلاة يقوم بقراءة الفاتحة أول كل ركعة، وبالتحديد فأن صلاة الفجر والتي هي ركعتان يتم قراءة الفاتحة في كل ركعة منهما، كما يليها سورة يفضل أن تكون من طوال السور، أو أن يقرأ فيها ما يزيد عن باقي الصلوات اقتداءً برسول الله صل الله عليه وسلم.
قيل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في ركعتين الفجر طوال السور، فكان يقرأ فيهما ما لا يقرأ في غيرهما، حيث صلاها الرسول الكريم يوم الجمعة بسورة السجدة في الركعة الأولى كما صلى بسورة الإنسان في الركعة الثانية.
كما ذكر عن رسول الله صل الله عليه وسلم أنه في أداء صلاة نافلة الفجر كان يقوم بقراءة كلٍ من سورة الكافرون في الركعة الأولي بينما سورة الإخلاص في الركعة الثانية، ولكن لا يجب الثبات على ذلك لأنه لم يرد نص ثابت في هذا الأمر.
وبشكل عام فإن الصلوات لا تختص بقراءة سور معينة دونًا عن غيرها، وذلك حتى لا يتخذها الناس فرضًا، فمن الممكن قراءة ما تيسر من السور والآيات، كما في قوله تعالى:
{فَقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ} [سورة المزمل: 20]
وقت صلاة الفجر
الصلوات فرضت على مدار اليوم في أوقات حددها الله لا يجب للمؤمن الطلوع عن وقتها إلا وقد أداها كما أمر الله بها، ولكل صلاة وقت ينبغي القيام بالصلاة خلال ذلك الوقت للمسلمين والمسلمات بشكل عام، مع وضعنا في الاعتبار أهمية حرص الرجال على أداء الصلوات في المسجد جماعة.
يعد الوقت المحدد لأداء صلاة الفجر هو منذ طلوع الفجر الصادق، والذي يعني انتشاره شمالًا وجنوبًا، إلى حد زوال آثار الليل، ولا ينبغي قيام الصلاة قبل ذلك وإلا تعد صلاة باطلة، ويمتد وقت الصلاة إلى شروق الشمس، ويلزم المبادرة في أداء الصلاة قبل ضياع وقتها وإلا قدر مع الساهون عن صلواتهم نسأل الله السلامة والعافية، كما في قوله تعالى:
{فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاتِهِمْ سَاهُونَ} [الماعون: 4-5]
فضل صلاة الفجر
على الرغم من أن صلاة الفجر هي الأقل عددًا في ركعاتها من بين باقي الصلوات، إلا أن فضلها العظيم لا يمكن تخيل عظمته وفضله على المؤمن الحريص على أدائها في وقتها مع إفراد النية له سبحانه وتعالى، ومن فضائل صلاة الفجر:
- الدخول في معية الله وحفظه: حيث قيل في حديث عن رسول الله صل الله عليه وسلم، عن جندب بن عبد الله – رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم: “مَن صَلَّى الصُّبْحَ فَهو في ذِمَّةِ اللهِ، فلا يَطْلُبَنَّكُمُ اللَّهُ مِن ذِمَّتِهِ بشَيءٍ، فيُدْرِكَهُ، فَيَكُبَّهُ في نَارِ جَهَنَّمَ. “المصدرصحيح مسلم
كتب له كأنما قام الليل كله: قيل في حديث حسن يرتقي للصحة، عن عثمان بن عفان –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم:
“من صلَّى العشاءَ في جماعةٍ كان كقيامِ نصفِ ليلةٍ ومن صلى العشاءَ والفجرَ في جماعةٍ كان كقيامِ ليلةٍ” [المصدر: سنن أبي داود]
- سبب في دخول الجنة: فعن أبي موسى الأشعري –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “مَن صَلَّى البَرْدَيْنِ دَخَلَ الجَنَّةَ”
شهادة الملائكة للصلاة: كما في قوله سبحانه وتعالى: {إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا (78)} [سورة الإسراء: 78].
- البراءة من النفاق: فعند مواظبة المؤمن عليها تعد مخالفة لمعنى ثقلها، كما في قوله صل الله عليه وسلم، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم:
“أَثقلُ الصَّلاةِ على المنافقينَ الصُّبحُ والعشاءُ”
- تعد صلاة الفجر سبب منجي من النار بإذن الله.
- فضلها النبي الكريم صل الله عليه وسلم، فهي صلاة خير من الدنيا وما فيها.
- علامة على صدق المؤمن وإخلاصه.
لا يفوتك أيضًا: متى ينتهي وقت صلاة الفجر بالساعة
كيفية أداء صلاة الفجر
هناك بعض الأمور التي يجب معرفتها قبل أداء صلاة الفجر، للحرص عليها وعلى أدائها بشكل كامل وصحيح والذي يحاكي الكيفية التي أداها بها رسول الله صل الله عليه وسلم، وهي على النحو التالي:
- الوضوء قبل الشروع في الصلاة.
- ارتداء الزي المناسب والذي يستر عورة المسلم مع مراعاة نظافته وهندامه والهيئة الحسنة.
- التعطر والتزين عند الذهاب للصلاة للنساء في منازلهم، وللرجال عند الذهاب للمسجد كما في قوله تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ} [سورة الأعراف: 31].
- الوقوف تجاه القبلة.
- استحضار النية والحالة الإيمانية الخالصة لله، الخشوع في الصلاة.
- الشروع في الصلاة من خلال تكبيرة الإحرام (الله أكبر).
- وضع اليد اليمنى على اليسرى عند الصدر.
- قول دعاء استفتاح الصلاة (سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك)
- التعوذ بالله من الشيطان الرجيم ثم ثول البسملة (بسم الله الرحمن الرحيم).
- قراءة سورة الفاتحة.
- ثم قراءة سورة طويلة نسبيًا، ولا بأس إن كانت قصيرة.
- تكبيرة الركوع وذكر (سبحان ربي العظيم) ثلاث مرات.
- القيام من الركوع وقول (ربنا ولك الحمد حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه ملء السموات والأرض كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك).
- ثم التكبير للسجود (سجدتان) وقول في كل سجدة (سبحان ربي الأعلى) ثلاث مرات.
- القيام من السجود وقول (رب اغفر لي) ثلاث مرات.
- السجدة الثانية ثم القيام للركعة الثانية.
- تكرار ما سبق فعله في الركعة الأولى.
- بعد القيام من السجدة الثانية قول التشهد (التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته،
السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله،
اللهم صلِّ على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد،
اللهم بارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد،
بعد ذلك استعذ بالله من عذاب جهنم، وعذاب القبر، وفتنة المسيح الدجال، وفتنة المحيا والممات(. - ثم التسليم من الصلاة يمينًا أولًا ثم يسارًا بقول (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته).
- قول أذكار ما بعد الصلاة.
يجب على المسلم الحرص على ما ينفعه، والتعبد لله بما يحب ويرضى، وأداء العبادات في المواقيت التي حددها الله عز وجل، بالكيفية التي أمر بها رسولنا الكريم صل الله عليه وسلم، والفجر من أهم الصلوات التي ينبغي على المؤمن رعايتها وإعطائها حقها.