ما هي صحة حديث صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة
يُعتبر عاشوراء من الأيام المباركة العظيمة، التي أشارت معظم الأحاديث النبوية عن فضلها وأجرها الكبير فهي تغفر الذنوب لمن صامها، وتقربه من الله سبحانه وتعالى، فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يصومها، وكذلك أصحابه نظراً لأهميتها.
صحة حديث صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله
يُعتبر حديث صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله حديث صحيح أخرجه الإمام مسلم في صحيحه برقم 1162، وهو يكون نفس حديث صيام يوم عرفة أحتسب على الله،.
فعن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “صِيَامُ يَومِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتي بَعْدَهُ، وَصِيَامُ يَومِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ”.
وأيضاً أخرجه الإمام السيوطي في الجامع الصغير وضح صحة حديث صيام عاشوراء، علاوة عليهما فقد أخرجه الإمام أبو داود برقم: 2425، وكذلك أخرجه الإمام أحمد مطولًا برقم: 22650، وقد أخرجه الإمام الترمذي مفرقًا بجزئين برقم: 749، 752، بالإضافة إلى هؤلاء أخرجه ابن ماجه مفرقًا أيضًا برقم: 1730، 1738، وابن حبان برقم: 3632.
سبب صيام يوم عاشوراء
السبب وراء صيام يوم عاشوراء هو أنَّ الله عز وجل قد أُنقذ فيه سيدنا موسى عليه السلام، وأغرق الله الكافر الفاسد فرعون وجنوده، لذا يعتبر من ضمن الأيام العظيمة والمباركة في الإسلام، وقد اعتبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم أن عاشوراء هو يوم نجاة للإيمان وأصحابه على وجه الأرض.
فهو لم يكن فقط نجاة لسيَدنا موسى عليه السلام، وقد ذُكر ذلك في الحديث الذي رواه الصحابي عبد الله بن عباس رضي الله عنهما حيث قال: “قَدِمَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ المَدِينَةَ، فَوَجَدَ اليَهُودَ يَصُومُونَ يَومَ عَاشُورَاءَ فَسُئِلُوا عن ذلكَ؟ فَقالوا: هذا اليَوْمُ الذي أَظْهَرَ اللَّهُ فيه مُوسَى، وَبَنِي إسْرَائِيلَ علَى فِرْعَوْنَ، فَنَحْنُ نَصُومُهُ تَعْظِيمًا له، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: نَحْنُ أَوْلَى بمُوسَى مِنكُم فأمَرَ بصَوْمِه”.
اقرأ أيضاً: متى وقت دعاء يوم عاشوراء ؟ وما هو دعاء عاشوراء لقضاء الحاجة
فضل صيام يوم عاشوراء
يكمن فضل صيام يوم عاشوراء هو أنه يكفر ذنوب وخطايا سنة ماضية عن الشخص الصائم، كما في الحديث الذي رويَ عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم:
” سُئِلَ عن صَوْمِ يَومِ عَاشُورَاءَ؟ فَقالَ: يُكَفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيَةَ”، وقد أشار الإمام النووي والقاضي عياض رحمهما الله وغيرهما الأئمة أنّ أجر صيام عاشوراء هو تكفير الذنوب الصغيرة صغائر فقط دون الكبائر منها.
كما أن صيام يوم تاسوعاء مع عاشوراء من ضمن الأشياء المستحبة كذلك في الإسلام، فهو اتباع لسنة نبي الله صلى الله عليه وسلم، ويثيب القدير عليها الأجر الكبير، فقد قال رسول الله عليه الصلاة والسلام:
” لَئِنْ بَقِيتُ إلى قَابِلٍ لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ. وفي رِوَايَةِ أَبِي بَكْرٍ: قالَ: يَعْنِي يَومَ عَاشُورَاءَ”، ويقول في حديث آخر صلى الله عليه وسلم: “صوموا يَومَ عاشوراءَ وخالِفوا فيه اليَهودَ، صوموا قَبلَه يَومًا، أو بَعدَه يَومًا”.
اقرأ أيضاً: فضل صيام عاشوراء ابن باز ومتى يصام يوم عاشوراء
أحاديث نبوية عن صيام عاشوراء
من المعروف أن صيام يوم عاشوراء سنة مستحبة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد تم ذكرها في الكثير من الأحاديث التي تشير إلى ذلك، وإليكم عدد من الأحاديث الواردة في صيام عاشوراء، والتي تكون أدلة واضحة وصحيحة على ذلك:
عن الصحابي عبد الله بن عباس رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ليسَ ليومٍ فضلٌ على يومٍ في الصيامِ، إلا شهرَ رمضانَ، ويومَ عاشوراءَ”
عن الصحابي عبد الله بن عباس رضي الله عنه عندما سُئِلَ عن صيام يوم عاشوراء أنّه قال: “ما عَلِمْتُ أنَّ رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- صَامَ يَوْمًا يَطْلُبُ فَضْلَهُ علَى الأيَّامِ إلَّا هذا اليومَ”
عن أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه قال: ” أنَّهُ سَمِعَ مُعَاوِيَةَ بنَ أبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللَّهُ عنْهمَا، يَومَ عَاشُورَاءَ عَامَ حَجَّ علَى المِنْبَرِ يقولُ: يا أهْلَ المَدِينَةِ أيْنَ عُلَمَاؤُكُمْ؟ سَمِعْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، يقولُ: هذا يَوْمُ عَاشُورَاءَ ولَمْ يَكْتُبِ اللَّهُ علَيْكُم صِيَامَهُ، وأَنَا صَائِمٌ، فمَن شَاءَ، فَلْيَصُمْ ومَن شَاءَ، فَلْيُفْطِرْ”.
عن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال:” قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ، فَوَجَدَ الْيَهُودَ يَصُومُونَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَسُئِلُوا عَنْ ذَلِكَ ؟ فَقَالُوا: هَذَا الْيَوْمُ الَّذِي أَظْهَرَ اللهُ فِيهِ مُوسَى، وَبَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى فِرْعَوْنَ، فَنَحْنُ نَصُومُهُ تَعْظِيمًا لَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نَحْنُ أَوْلَى بِمُوسَى مِنْكُمْ فَأَمَرَ بِصَوْمِهِ “.
عن الصحابي الجليل أبي قتادة الحارث بن ربعي رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم:” سُئِلَ عن صَوْمِ يَومِ عَرَفَةَ؟ فَقالَ: يُكَفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ قالَ: سُئِلَ عن صَوْمِ يَومِ عَاشُورَاءَ؟ فَقالَ: يُكَفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيَةَ”.
عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قال: “حِينَ صَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ قَالَ فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ”
عن الصحابي عبد الله بن عمر رضي الله عنه:” أنَّهُ سَمِعَ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ في يَومِ عَاشُورَاءَ: إنَّ هذا يَوْمٌ كانَ يَصُومُهُ أَهْلُ الجَاهِلِيَّةِ، فمَن أَحَبَّ أَنْ يَصُومَهُ فَلْيَصُمْهُ، وَمَن أَحَبَّ أَنْ يَتْرُكَهُ فَلْيَتْرُكْهُ وَكانَ عبدُ اللهِ رَضِيَ اللَّهُ عنْه لا يَصُومُهُ، إلَّا أَنْ يُوَافِقَ صِيَامَهُ، وفي رواية: ذُكِرَ عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ صَوْمُ يَومِ عَاشُورَاءَ فَذَكَرَ مِثْلَ حَديثِ اللَّيْثِ بنِ سَعْدٍ سَوَاءً”.
هل صام رسول الله عاشوراء
لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم يوم عاشوراء وكان يحث الصحابة على صيامه، نظراً لثوابه الكبير عند الله سبحانه وتعالى، وهذا ما أشارت عليه معظم الأحاديث الصحيحة، والتي من أهمها الحديث الذي روته أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها،.
وقد رواه الإمام البخاري والإمام مسلم، حيث قالت فيه: ” كانَتْ قُرَيْشٌ تَصُومُ عَاشُورَاءَ في الجَاهِلِيَّةِ، وَكانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَصُومُهُ، فَلَمَّا هَاجَرَ إلى المَدِينَةِ، صَامَهُ وَأَمَرَ بصِيَامِهِ، فَلَمَّا فُرِضَ شَهْرُ رَمَضَانَ قالَ: مَن شَاءَ صَامَهُ وَمَن شَاءَ تَرَكَهُ “، وهذا دليل على أنَّ نبي الله كان يصوم عاشوراء قبل مجيئه إلى المدينة المنورة.
اقرأ أيضاً: هل صام رسول الله يوم عاشوراء ؟ وما مراتب صوم عاشوراء
يهتم معظم المسلمين بصيام يوم عاشوراء، نظراً لفَضل هذا اليوم الذي نصر فيه الله الخير على الشر وأعلى كلمته، حيثُ نجي الله سيدنا موسى عليه السلام وقومه من فرعون الظالم، كما أن صيام هذا اليوم يكفر ذنوب سنة ماضية للصائم.