ما هي شروط الزواج في الإسلام
شروط الزواج في الإسلام ما هي إلا دليل على أن الخالق -سبحانه وتعالى- عندما أرسل خاتم المرسلين رسوله الكريم “محمد بن عبدالله” -صلى الله عليه وسلم-، قد أرسله بدين متكامل يهتم بكل صغيرة وكبيرة في حياة الإنسان، ولا يترك لهم أمراً. إلا وقد أوضحه ووضع الأسس الخاصة به سواء كان أمر دنيوي أو ديدي، ولعل شروح عقد النكاح؟ هي خير دليل على ذلك, كما أنها خير دليل على أن الإسلام دين يهتم بالإنسان وكيانه الشخصي سواء كان ذكراً أو انثى دون التفريق بينهم.
ما هي شروط الزواج الصحيح
ما هي شروط الزواج الصحيح في الدين الإسلامي؟ هذا السؤال الذي يجب أن تكون إجابته لدى كل مسلم، لأنه مرتبط بصحة الزواج في الشريعة، وعدم فعل أي من هذه الشروط قد يؤدي إلى بطلان العقد، ومن ثَم عدم صحة الزواج كاملاً. لذلك يجب أن يكون كل مسلم ومسلمة على علم بالخمسة شروط الأساسية التي يجب توافرها عند عقد القران، وهي كالتالي:
- تعيين الزوجين.
- رضا الزوجين.
- وجود الولي.
- وجود الشهود على العقد.
- عدم وجود موانع النكاح لأي من الزوجين.
شروط النكاح في الفقه بالتفصيل
اتفق رجال الدين على أن الخمسة شروط “تعيين الزوجين ورضاهما، وجود الولي والشهود، عدم وجود موانع النكاح”، يجب أن: تتوافر عند كتابة كل عقد نكاح في الشريعة الإسلامية، وبدون أي منهم يصبح هذا العقد غير صحيح، وقد حرص هؤلاء العلماء على توضيح شروط النكاح في الفقه بالتفصيل.
- تعيين الزوجين : المقصود هنا هو تحديد شخص الزوج والزوجة باسمهم وصفاتهم الخاصة، فلا يصح أن يقول الولي زوجتك بنتي وله من البنات غيرها. بل يجب أن يقول زوجتك “فلانة” ويحددها باسمها. بالإضافة إلى صفاتها التي لا يشاركها أحد غيرها فيها، مثل: “ابنتي الوحيدة أو ابنتي الكبرى أو الصغرى وهكذا”.
- رضا الزوجين: لا يجوز عقد القران إلا برضا كلِِ من الزوجين. فلا يجوز شرعاً إجبار أي منهما على الآخر مثلما يفعل البعض مما يؤدي إلى بطلان هذا العقد.
- وجود الولي: يكون الولي للزوجة ضروري، ولا يجوز شرعاً أن تزوج المرأة نفسها سواء كانت بكر أو ثيب. أما الرجل هو يزوج نفسه دون ولي.
- وجود الشهود: يجب أن تتواجد الشهود عند كتابة العقد، ويكون شاهدين من الرجال واحداً من أهل الزوج وآخر من أهل الزوجة أو شاهدين يثق فيهم أهل الزوج والزوجة.
- خلو الزوجين من موانع النكاح: وقسم أهل الفقه الأسباب التي قد تمنع النكاح إلى شقين. هما : “نسب أو سبب”.
- النسب: المصاهرة أو الرضاعة أو أن يكونا من المحارم.
- السبب: الأسباب الصحية والجسدية التي قد تمنع الزواج وعدم الإخبار بها قبل عقد القران أو الاختلاف في الدين بين الزوجين بما لا يتفق مع الشريعة الإسلامية. مثل: الزواج المسلمة من غير المسلم أو المسلم من وثنية أو غير كتابية أو زواج المطلقة أو الأرملة في شهور العدة.
شروط الزواج في الإسلام من السنة
على الرغم من أن القرآن الكريم لم يتواجد فيه شروط الزواج التي ذكرناها في الفقرات السابقة. إلا أن فقهاء الدين قد تعرفوا على شروط الزواج في الإسلام من السنة النبوية الشريفة، التي جاء فيها. جميع هذه الشروط في مجموعة من الأحاديث النبوية الصحيحة، والتي أوضحت معظم هذه الشروط بالتفصيل، خاصة شرط وجود الولي الذي يتغاضى عنه البعض ويعتقد أن عقد القران صحيح وقتها.
عن عائشة، وعبدالله بن عباس -رضي الله عنهم-. قالوا: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا نكاح إلا بولي»، وفي حديث عائشة: «… والسلطان ولي من لا ولي له».
عن عائشة -رضي الله عنها-، قال: رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل. فنكاحها باطل. فنكاحها باطل».
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه-، أنه قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل فما كان على غير ذلك فباطل مردود».
عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، أنه قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: « لا تنكح الأيم حتى تستأمر، ولا تنكح البكر حتى تستأذن. قالوا: كيف إذنها؟ قال: أن تسكت».
شروط الولي في النكاح
على الرغم من وجود العديد من الأحاديث النبوية الصحيحة التي تؤكد على وجود تواجد شرط الولي في النكاح. إلا أننا نجد أن البعض لا يزال يبرر الزواج بدون ولي! وهذا خاطئ ويبطل عقد الزواج, كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا نكاح إلا بولي». بدايةً من الأب فالجد ثم الابن ثم الشقيق، ومن بعدهم الأقرب فالأقرب في الصلة بالزوجة. فإن لم يكن أي منهم يكون الولي. هذا ولم يقتصر دور الشريعة الإسلامية على وجوب وجود الولي عند عقد القران، بل وضعت الشريعة بعض شروط الولي في النكاح التي يجب توفرها في الولي.
- أن يكون بالغ.
- إنسان عاقل، وألا يكون يعاني من مرض نفسي أو عقلي.
- يكون مسلم.
- معروف عنه أنه تقي وعادل.
- أن يكون بغير محرم في الحج أو العمرة.
- الحرية وأن لا يكون عبداً أو مملوكاً لأحد.
شروط النكاح في المذاهب الأربعة
لا تختلف شروط النكاح في المذاهب الأربعة عن الشروط الخمس الأساسية المتفق عليها بين علماء الدين. إلا أنهم قد اختلفوا في وجوب تواجد بعض من هذه الشروط أم لا، كما أنهم أضافوا بعض الشروط الأخرى الواجب توافرها حتى يصح عقد النكاح.
- اتفق أصحاب المذاهب الأربعة.
- عدم وجود موانع النكاح: وأن تكون المرأة حلاً لهذا النكاح من الرجل. لعدم وجود سبب أو نسب, كما وضحنا مسبقاً.
- على ضرورة وجود الشهود: وعدم تواجدهم يبطل العقد. إلا أن المذهب المالكي اختلف معهم في عدم وجود تواجد الشهود عند كتابة العقد ويكفي تواجده عند الدخلة.
- عدم تحديد وقت لعقد الزواج: يصبح عقد الزواج باطلاً في حالة تم تحديد مدة لهذا العقد، ومن بعدها يصبح بلا قيمة؟ لأن الزواج في الإسلام أحد مميزاته الاستمرارية والتناسل، وإن حدث خلاف فإن الطلاق يكون متاحاً وقتها كأحد الحلول.
- الصداق: ذهب الأئمة الأربعة إلى وجوب الصداق للعروسة حتى يصح عقد النكاح بين الزوجين. إلا أنهم اختلفوا في قيمته، حيث رأي الشافعي وأحمد -رحمهما الله-: أنه لا يوجد حد لأقله وأكثره بينما حدد أصحاب المذهب المالكي الحد الأقل، وقدره ربع دينار. فيما قالت الحنفية أن الصداق لا يجب أن يقل عن عشرة دراهم.
- اختلف أصحاب المذاهب الأربعة: وجوب وجود المولى.
- قال أصحاب المذهب الشافعي والحنبلي والمالكي: بوجوب وجود المولي عند عقد القران، وبدون يبطل العقد. مؤكدين على أن المولى يجب أن يكون للمرأة في جميع أحواله سواء كانت ثيب أو بكراً، مستندين في ذلك على حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، الذي يقول:«أيما امرأة نكحت بدون إذن وليها فنكاحها باطل …».
- مذهب أبو حنيفة: يرى أصحاب هذا المذهب عدم اشتراط تواجد المولي عند عقد النكاح. طالما أن المرأة بالغة رشيدة حتى وإن كانت بكراً. إلا أن هذا الرأي لا يتم الأخذ به خاصة أن أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كثيرة وتتحدث عن بطلان العقد في حالة تزوجت المرأة بدون ولي.
هل الإشهار من شروط الزواج
مثلما توجد شروط الزواج في الإسلام وعددها خمس كما اتفق علماء الدين. فإنه توجد أركان الزواج، وعددها أربع حيث حددها الفقهاء كالتالي:
- الولي والشهود.
- الإشهار والمهر.
- الرضا والقبول بين الزوجين.
- عدم وجود موانع النكاح.
وعليه فإننا يمكن الإجابة على سؤال هل الإشهار من شروط الزواج؟ نعم، قال العلماء بأن الإشهار ركن من الأركان الهامة في الزواج في الشريعة الإسلامية. فيقول الشيخ ابن باز -رحمه الله-: أن الإشهار واجب عند الزواج لأنه هو الفارق بينه وبين الزنا الذي يكون في الخفاء, كما أنه سنة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، الذي أوصى بذلك في الأحاديث النبوي الشريفة:
عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-: «أن عبد الرحمن بن عوف جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبه أثر صفرة. فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأخبره أنه تزوج امرأة من الأنصار، قال: كم سقت إليها؟ قال: زنة نواة من ذهب. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أولم ولو بشاة» .
عن صفية بنت شيبة -رضي الله عنها-، قالت: «أولم النبي صلى الله عليه وسلم على بعض نسائه بمدين من شعير».
وعلى الرغم من وجود خلاف بين الأئمة الأربعة على حكم إقامة وليمة النكاح، وما إن كانت واجبة أم سنة. إلا أنهم قد اتفقوا على وجوب إشهار الزواج. أما الوليمة، فقد قال أصحاب المذهب الحنفي والشافعي أن الوليمة سنة إلا أنها ليست واجب. بينما ذهب أصحاب المذهبين الحنبلي والمالك إلى وجو إقامة وليمة النكاح، واستند كلِِ منهم في قولهم على حديثي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «…أولم ولو بشاة».
مبطلات عقد الزواج
يمكن التعرف على مبطلات عقد الزواج من خلال الرجوع إلى شروط الزواج في الإسلام، وعدم تواجدها يؤدي إلى بطلان العقد، بمعنى؟
- عدم تعيين الزوجين.
- عدم الرضا والقبول.
- عقد النكاح بدون ولي أو شهود.
- وجود موانع النكاح من سبب أو نسب.
- يكون أحد الزوجين من المحارم: عم أو عمة أو خال أو خالة وغيره.
- رضاعة الزوجين مع بعضهما البعض.
- المرأة تكون في فترة العدة.
- زواج المسلمة من غير المسلم.
- زواج المسلم من كافرة أو وثنية، من غير أهل الكتاب.
ختاماً؛ رباط الزواج رباط مقدس من عند الله يجب ألا يقدم عليه إنسان. إلا وأن يكون على دراية بقيمته العظيمة عند الخالق -سبحانه وتعالى-، وفي ديننا الإسلامي، الذي يحث على ضرورة الزواج سواء كان في القرآن الكريم في العديد من الآيات القرآنية. منها قوله تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾ أو حث الحبيب المصطفى -صلوات الله عليه وتسليمه- على ضرورة النكاح، في أكثر من حديث منهم: « تناكحوا تناسلوا أباهي بكم الأمم يوم القيامة».