حكم ضرب الزوجة في الإسلام وأهم أحكامه
حكم ضرب الزوجة في الإسلام من أهم الأحكام التي يجب أن يكون المسلمين على دراية بها. خاصة في ظل وجود نص قرآني صريح يبيح ضرب الزوجات بالإضافة إلى عدد من الأحاديث النبوية الشريفة. مما تسبب في شيوع تفكير خاطئ تماماً، يوحي بأن الإسلام قد أباح إهانة المرأة من الرجل، وأنه دين يفرق بين الذكر والأنثى في أحكامه.
وفي ظل وجود العديد من حالات الطلاق التي زادت في المجتمعات العربية في الآونة الأخيرة بسبب ضرب الزوج لزوجته، يجب أن نوضح الحكم الشرعي في ضرب الزوجة، والمقصود من النصوص القرآنية والأحاديث الواردة عن سيد الخلق أجمعين سيدنا محمد -صلوات الله عليه وتسليمه-.
ما حكم ضرب الزوجة
تتعرض الكثير من النساء للضرب من أزواجهن بصفة خاصة داخل المجتمعات العربية، وعادةً ما يكون المبرر الأول لدى الأزواج؟ أن الشرع يبيح لهم ذلك مرددين بعض الآيات الواردة في القرآن الكريم وبعض من الأحاديث التي وردت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. دون الدراية بالمقصود من هذه النصوص الدينية. لذلك نجد أن أكثر الأسئلة المطروحة على علماء الدين من المتزوجات، هو سؤال ما حكم ضرب الزوجة؟
وعلى الرغم من أن إجابة الفقهاء على هذا السؤال هو أن الدين الإسلامي قد أباح ضرب الزوجة. إلا أن الإجابة لا تكون مقتصرة على ذلك فقط. بل يوضح الفقهاء أن الشريعة عندما أباحت ضرب الزوج لزوجته، قد وضعت عدة شروط من أجل لجوء الزوج إلى هذا الحل, كما أنها وضعت أحكام يجب أن ينفذها الزوج، في حالة اضطر إلى عقاب زوجته بالضرب.
طرق تأديب الزوج لزوجته في القرآن
قال الفقهاء في الدين الإسلامي أن طرق تأديب الزوج لزوجته في القرآن الكريم، قد جاءت مرتبة تدريجباً؟! بمعنى أنه لا يجوز شرعاً، فعل خطوة قبل الأخرى، وهو ما قال به جمهور الفقهاء على رأسهم الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله-. أما الوحيد الذي قال: أنه يمكن للزوج فعل أي من طرق التأديب دون الحاجة إلى ترتيب. هو الإمام الشافعي -رحمه الله-. إلا أن هذا الرأي ضعيف، والذي يتم العمل به عند العلماء، وهو الترتيب الوارد في الآية القرآنية التي تقول:
(الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا). [النساء: 34].
ومن خلال الآية 34 من سورة النساء، نجد أن الله -سبحانه وتعالى-. قد وضع شرطاً يجب توفره قبل اللجوء إلى طرق تأديب الزوجة،وهو النشوز. فإن تحقق هذا الشرط، حق للزوج تأديب زوجته باتباع الطرق والخطوات الواردة في الآية القرآنية بالترتيب دون فعل واحداً قبل الآخر، وهم بالترتيب.
- العظة، والتحذير.
- الهجر في المضاجع.
- الضرب.
ملاحظة: المقصود من النشوز هو عدم طاعة الزوجة لزوجها وخروجها عن طاعته. هذا ويمكنكم التعرف على معنى الكلمة بصورة تفصيلية من، “هنا”.
الحكم الشرعي في ضرب الزوجة في السنة
جاء الحكم الشرعي في ضرب الزوجة في السنة النبوية الشريفة، مشابهاً بالطبع لما ورد في القرآن الكريم. أي أنه لم يخالف ما أمر به المولى -عز وجل-. بل أنه أباح ضرب الزوج لزوجته. إلا أنه -صلوات الله عليه وتسليمه-، قد أكد على أن الضرب ليس الخيار الأول الذي يجب أن يلجأ إليه الزوج عند تأديب الزوجة الناشز عن زوجها. بل أن الزوج الأخير، وهو مَن لا يضرب زوجته, كما جاء في الحديث النبوي الشريف، الذي يقول:
عن إياس بن عبد الله، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «(لا تضربوا إماء الله)، فجاء عمر إلى رسول الله. فقال: (ذئرن النساء على أزواجهن)، فرخص في ضربهنّ، فأطاف بآل رسول الله صلى الله عليه وسلم نساء كثير يشكون أزواجهن. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لقد طاف بآل محمد نساء كثير يشكون أزواجهن، ليس أولئك بخياركم)».. رواه أبو داود، وابن ماجه، والدارمي، وصححه ابن حبان، والألباني.
أحكام ضرب المرأة من زوجها في الإسلام
عندما شرع الخالق حق ضرب الزوجة عند النشوز، ولكنه -سبحانه وتعالى-. قد وضع الأحكام والضوابط التي يجب أن يسير عليها الزوج عند اللجوء إلى هذا العقاب؟! لأن الهدف الأول من الشريعة الإسلامية هو الحفاظ على رباط الزوجية ودعم قوامه وليس هدمه. لذلك نجد أن الشريعة الإسلامية قد وضعت عدد من أحكام ضرب المرأة من زوجها، والتي ورد الكثير منها في السنة النبوية الشريفة. مثلما جاءت إباحته فيه، ويمكن توضيح هذه الأحكام في عدة نقاط:
- ألا يكون الضرب مبرحاً: لا يكون الضرب شديداً وبقوة مما قد يسبب أثر جسدي على الزوجة سواء كان عيباً دائماً أو مؤقت.
- ألا يضربها بآلة حادة أو مؤذية: حرصاً على تأذيها جسدياً أو جرحها.
- عدم الضرب على الوجه: يجب أن يراعي الزوج ألا يمس زوجها، لأن الله قد حرم اللطم على الوجه.
- ألا يسب الزوجة: عدم توجيه الشتائم والكلام القبيح إليها.
- يكون الغرض من الضرب الإصلاح: وألا تكون عادة او مثلاً بقصد الإنتقام منها. بل هي حل للوصول إلى المرغوب فيه وإعادة الزوجة عن نشوزها.
- التأكد من الضرب سوف يأتي بنتيجته: بمعنى أن الزوج يكون على يقين، بأن الضرب سوف يكون ذات فائدة.
- التوقف عن ذلك عند حدوث المطلوب: أي يجب توقف الزوج عن ضرب زوجته فوراً، في حالة توقفت الزوجة عن عدم طاعة زوجها.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع: «ألا واستوصوا بالنساء خيرًا، فإنما هنّ عوان عندكم، ليس تملكون منهن شيئًا غير ذلك، إلا أن يأتين بفاحشة مبينة، فإن فعلن، فاهجروهن في المضاجع، واضربوهن ضربًا غير مبرح، فإن أطعنكم، فلا تبغوا عليهن سبيلًا، ألا إن لكم على نساءكم حقًّا، ولنسائكم عليكم حقًّا …» الحديث. أخرجه الترمذي، وقال: حسن صحيح.
حكم ضرب الزوجة على الوجه
جاء في السنة النبوية الشريفة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. قد حدد حكم ضرب الزوجة على الوجه، حيث حرم رسول الله الضرب على الوجه، وذلك في أكثر من حديث شريف. لذلك لا يجوز شرعاً للزوج أن يضرب زوجته على وجهها، وإلا فقد أثم؟! لأنه انتهك ما أمر به نبينا الكريم -صلوات الله عليه وتسليمه-.
عن معاوية بن حيدة القشيري، قال : قلت : «يا رسول الله! ما حق زوجة أحدنا عليه؟ قال : (أن تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا اكتسيت أو اكتسبت ولا تضرب الوجه ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيت)».رواه أبو داود ( 2142 ) وصححه الألباني في ” صحيح أبي داود “.
عن جَابِرٍ -رضي الله عنه-، قال : «نهى رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن الضَّرْبِ في الْوَجْهِ». رواه مسلم (2116).
حكم ضرب الزوجة ضرب مبرح
الإسلام هو الدين الوحيد الذي أعلى من مكانة المرأة، وأعطى لها حقها بعد أن كانت في العصر الجاهلي تعاني من الظلم والجور على حقوقها. لذلك ليس من الطبيعي أن تكون هذه الرسالة السامية سبباً في إهانة المرأة او أذيتها، وخير دليل على ذلك؟ أن أهم الأحكام التي يجب إتباعها هو حكم ضرب الزوجة ضرب مبرح، والذي نهى عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. بل يجب أن يكون ضرب الزوج لزوجته غير مؤذي أو مضر لها جسدياً سواء كان بيده أو بآلة أخرى, كما جاء في سنة خاتم المرسلين -صلوات الله عليه وتسليمه-.
- النهي عن الضرب المبرح.
عن جابر -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، أنه قال في حجة الوداع : «اتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف».
- النهي عن الضرب بآلة حادة مؤذية.
عن عطاء قال: قلت لابن عباس: «ما الضرب غير المبرح؟ قال: (السواك، وشبهه، يضربها به). رواه ابن جرير، وغيره.
قال البهوتي في كشاف القناع: «الأولى ترك ضربها؛ إبقاء للمودة. وقيل: يضربها (بدرة، أو مخراق -وهو منديل ملفوف-. لا بسوط، ولا بِخشب!) لأن المقصود التأديب».
ما حكم ضرب الزوجة وإهانتها
قال الفقهاء في الفقه، أن الإسلام عندما أحل ضرب الزوج لزوجته، كان الغرض منه؟ تحقيق الضرب النفسي عليها، من أجل العودة ما هي عليه من النشوز، وليس الإيذاء النفسي الذي قد يسبب الأمراض النفسية ونحوها. لذلك يمكن الإجابة على سؤال ما حكم ضرب الزوجة وإهانتها؟ هو لا يجوز شرعاً إهانة الزوجة سواء بالسب أو الشتائم أو إهانتها أمام الآخرين. لذلك نجد أن أهم الضوابط التي وضعتها الشريعة الإسلامية عند ضرب الزوج لزوجته، هي عدم سبها وشتمها بالقبيح.
وعلى الرغم من أن الكتاب والسنة النبوية، لم يأتي في أي منهما آية أو حديث يخص منع الرجل من أن يهين زوجته أو يسبها بصورة مباشرة. إلا أن الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي دعت إلى المعاشرة بالمعروف، هي خير دليل على تحريم إهانة الزوجة. هذا بالإضافة إلى النصوص التي تحرم السب والشتم.
(…. وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ ۚ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ…..). [النساء: 19].
( وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا). [الإسراء: 53].
عن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن المؤمن ليس باللعان ولا الطعان ولا الفاحش ولا البذيء». رواه مسلم (836).
روى عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه-، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أنه قال: «سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر». صحيح البخاري (6044).
عن جابر بن عبدالله -رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده». صحيح مسلم (41).
ملاحظة: اشترط الإمام أحمد -رحمه الله- وأصحابه، أنه في حالة ضرب الزوج زوجته بشيء غير يده. فإنه لا يحل له ضربها أكثر من عشرة ضربات! مستنداً في ذلك على حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، الذي يقول:
«لا يجلد أحدٌ فوق عشرة أسواطٍ إلاّ في حدّ من حدود اللّه».
حكم ضرب الزوجة بدون سبب
عندما أباح المولى -عز وج-، في كتابه العظيم ضرب الزوج لزوجته. فإنه -سبحانه وتعالى-، قد وضع السبب في الآية الكريمة، قبل الإباحة بالضرب، في قوله تعالى: (…ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ…). لذلك نجد أن حكم ضرب الزوجة بدون سبب، هو محرم شرعاً! لأنه فيه تعدي على حق الغير، بالإضافة إلى ظلم شديد واستغلال الزوج لِقوته على زوجته، وقد حرم رب العزة -تجلى في علاه- الظلم على نفسه وعبادة جميعاً. لذلك نجد أن من شروط ضرب المرأة، هو التأديب وليس الإهانة أو الإنتقام منها على شيء فعلته أو استعراضاً للقوة. مثلما يحدث في الفترة الحالية من بعض الأزواج.
(وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا). [الأحزاب: 58].
عن أبي ذر -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. فيما روى عن الله تبارك وتعالى، أنه قال : «يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا». رواه مسلم ( 2577 )
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من ضرب سوطا ظلماً اقتص منه يوم القيامة».
حكم القانون في ضرب الزوجة
على الرغم من أن الدول العربية لم تصدر قانوناً يمنع ضرب الزوج لزوجته. إلا أنه يوجد قانون يحمي حقوق الغير من التعدي عليها سواء كان بالضرب أو غيره. لذلك نجد بعض النساء التي تقاضي أزواجهن على ضربهم لهم حتى إن كان بسبب وبدون التعدي على أحكام الله ورسوله, كما أنه توجد العديد من الدول الغير عربية التي تجرم ضرب الزوج لزوجته حتى وإن كان بالطريقة الشرعية، التي أوصى بها نور الهدى -صلوات الله عليه وتسليمه-.
ونتيجة لأن حكم القانون في ضرب الزوجة محرماً في بعض الدول، ويمكن أن يضار الرجل بذلك، إن لجأ إلى الضرب كعقاب لزوجته تأديباً لها على خروجها عن طاعته أو أي أمر أخر. فإنه في هذه الحالة يحرم على الزوج ضرب زوجته شرعاً! لأنه فيه ضرر على الزوج، وهو ما لا يرضى به الله ولا رسوله.
أخرج الإمام أحمد في المسند من حديث حذيفة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: «لا ينبغي لمسلم أن يذل نفسه، قيل: وكيف يذل نفسه؟ قال: يتعرض من البلاء لما لا يطيق».
عن عبدالله بن العباس -رضي الله عنهما-، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: «لا ضرر ولا ضرار».
حكم ضرب الزوجة لزوجها دفاعا عن النفس
نتيجة عدم الاستيعاب من الكثير من الرجال، ولجوئهم إلى الضرب في العديد من المواقف بسبب وبدون. هذا بِجانب الضرب المبرح، الذي يسبب آثار جسمانية كبيرة. بل أنه في بعض الأحيان يصل إلى الضرب الذي يدمي، بدأت الكثير من النساء تسألن عن حكم ضرب الزوجة لزوجها دفاعا عن النفس؟ وقد أفتى العلماء في ذلك أنه لا يجوز شرعاً أن تضرب الزوجة زوجها حتى إن كان دفاعاً عن النفس.
إلا أن العلماء قد أكدوا على أنه في الوقت نفسه لا يجب على الزوجة الصبر على زوج يهينها ويضربها. بل لديها الكثير من الحلول التي أعطتها لها الشريعة الإسلامية. خاصة أن أساس الزوج هو العيش في وفاق ومودة ورحمة. لذلك يمكن للمرأة اللجوء إلى أهلها أو الهجر وغيره من الطرق. أما سكوتها، فهو يخالف الشرع تماماً, كما قال الحبيب المصطفى -صلوات الله عليه وتسليمه-، في الحديث الشريف:
أخرج الإمام أحمد في المسند من حديث حذيفة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: «لا ينبغي لمسلم أن يذل نفسه، قيل: وكيف يذل نفسه؟ قال: يتعرض من البلاء لما لا يطيق».
عن عبدالله بن العباس -رضي الله عنهما-، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: «لا ضرر ولا ضرار».
آداب معاملة الزوجة في القرآن
لا يخلو منزل من الأزمات والمشكلات المختلفة التي تحدث بين الزوجين. لذلك عندما أمر الله -سبحانه وتعالى- بالزواج وجعله سنة محكمة على جميع بني البشر دون استثناء وليس أمة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- فقط. فقد وضع -سبحانه وتعالى- أسس التعامل بين الزوجين سواء كان في السراء أو في الضراء. لذلك نجد أن رب العزة -تجلى في علاه-، قد ذكر آداب معاملة الزوجة في القرآن الكريم، والتي يجب تطبيقها بين الزوج والزوجة، مثلما يتم تطبيق طرق العقاب التي منها الضرب.
- نجد أن أول الأسس التي تقوم عليه العلاقة الزوجية، هو المودة والرحمة، لِقوله تعالى:
(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ). [بالروم: 21].
- كما أن الخالق -سبحانه وتعالى-، قد علم بصعوبة الحياة ووجود الأزمات وغيرها. خاصة من ناحية الزوجة التي تمتلكها العاطفة عن العقل في أغلب الأوقات. لذلك أمر رب العزة -تجلى في علاه- الزوج معاملتها بالمعروف، في قوله تعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا ۖ وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ ۚ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا). [النساء: 19].
- إعطاء حق الزوجة لها كاملاً, كما أمر الله، وعدم ظلمها أو التعدي على هذا الحق.
(وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ ۚ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِن كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَٰلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا ۚ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ). [البقرة: 228].
آداب معاملة الزوجة من السنة النبوية
في ظل استناد الكثير من الرجال على الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التي تبيح ضرب الزوجات. يجب أن يعلم مثل هؤلاء أن الشريعة لم تضع الضرب حل أول, كما أن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، قد أمر في البداية بعدم ضرب النساء. فقال: «لا تضربوا إماء الله»، وعندما أباح -صلى الله عليه وسلم- الضرب. قال: «لقد طاف بآل محمد نساء كثير يشكون أزواجهن، ليس أولئك بخياركم». لذلك يجب أن يتعلم الرجال آداب معاملة الزوجة من السنة النبوية، التي ورد فيها الكثير من الأحاديث التي توضح أخلاق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، مع أهل بيته.
فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: «ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه شيئًا قط بيده، ولا امرأة، ولا خادمًا، إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه، إلا أن ينتهك شيء من محارم الله، فينتقم لله». رواه مسلم.
عن جابر -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، أنه قال في حجة الوداع : «اتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف».
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، أنه قال: «أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا ، و خياركم خياركم لنسائهم».
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي».
إجمالاً لما ورد في هذه المقالة: الضرب ليس أفضل الطرق التي يجب اللجوء إليها لتأديب الزوجة. فإنه على الرغم من أنه أحد الرخص التي أباحها الشرع. إلا أنها ليست الأولى, فيسبقها الوعظ ثم الهجر في المضاجع، وحتى إن فشلا. على الزوج ألا يلجأ إلى الضرب وأن يحاول وألا يجعله عقاباً دائماً, كما أوصانا الله ورسوله في النصوص الدينية المختلفة.