ما حكم الزوج الذي يهين زوجته ويسبها ويضربها
ما حكم الزوج الذي يهين زوجته؟ ذلك السؤال أحد أكثر الأسئلة شيوعاً خلال هذه الفترة. خاصة داخل جمهورية مصر العربية؟! بعد حالات القتل التي شهدتها الأسابيع السابقة بين الأزواج سواء من الأزواج الذين قاموا بقتل زوجاتهم أو الزواجات التي قومن بقتل أزواجهن، أو كثيرة حالات الطلاق المنتشرة في جميع ربوع الوطن العربي. مما جعل الكثير من علماء الدين يحرصون على العودة للحديث مرة أخرى عن قدسية العلاقة الزوجية وحق كلاً من الزوجين على بعضهما البعض.
ما هو حكم الزوج الذي يهين زوجته
بنيت الرابطة الزوجية على المودة والرحمة بين كلا الزوجين. فنجد أن الخالق -سبحانه وتعالى-، الذي أمر بالزواج من فوق سبع سماوات في كتابه العزيز، قد أرسى القواعد التي يجب أن تكون عليه هذه الرابطة المقدسة، وذلك في قوله تعالى:
(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ). [الروم: 21].
ومن خلال الآية الكريمة، وباقي الآيات التي تحدثت عن العلاقة الزوجية؟ يمكن الإجابة على سؤال ما هو حكم الزوج الذي يهين زوجته؟ وهو أنه بذلك آثم لأنه يخالف ما أمر به رب العزة -تجلى في علاه- ورسوله الكريم -صلى الله عليه وسلم-، مما يجعل هذا الزوج من المفسدين في الأرض الذي يتعدى حدود الله وسوف يحاسب على إهانة زوجته التي يجب أن يعاملها بالحسنى، وسوف يرى جزاء ذلك في حياته الدنيا وفي آخرته بعد مماته.
(وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا). [الأحزاب: 58].
(الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ. ۖ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ۗ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا. إِلَّا أَن يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ. فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا ۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ). [البقرة: 229].
ما حكم الزوج الذي يسب زوجته
ما حكم الزوج الذي يسب زوجته ويسب أهلها؟ هذا السؤال بات مطروحاً بكثرة من العديد من الزوجات، بعد أن أصبح بعض الأزواج يستخدمون السب والشتائم! للتعدي على الزوجة وعلى حقوقها التي عليه لها، وقد حرص علماء الدين على الإجابة على هذا السؤال، من خلال ما ورد في القرآن الكريم، فنجد أن الإجابة قد جاءت مبينة وواضحة لدى كل الأزواج عن كيفية معاشرة الزوجة، في أكثر من آية قرآنية، منها قوله تعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا ۖ وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ. إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ ۚ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا). [النساء: 19].
وعليه فإن الزوج الذي يهين زوجته ويسبها ويسب أهلها، يتعدى على ما أمر به المولى -عز وجل- في معاشرة زوجته وحسن المعاشرة، والتي أمر بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، هو الآخر في سنته النبوية الشريفة، فنجد أنه قد ورد في الحديث الصحيح ما يوضح ضرورة حسن الخلق مع الزوجة وأن السب والشتائم ليست من شيم المسلم الحق الذي يتبع تعاليم الخالق ورسوله في الأرض.
قال أبو هريرة -رضي الله عنه-: قال: رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لنسائهم». حسن صحيح.
عن معاوية بن حيدة القشيري، قال : قلت : «يا رسول الله! ما حق زوجة أحدنا عليه؟ قال : (أن تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا اكتسيت أو اكتسبت ولا تضرب الوجه ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيت)».
كما ان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. قد أخبرنا أن خير المسلمين، من يكون لسانه معطر. بذكر الله وليس الذي يسب ويلعن، ويكون له زوجة مؤمنة تعينه على ذكر ربه.
عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: «أفضله لسان ذاكر، وقلب شاكر، وزوجة مؤمنة تعينه على إيمانه».
كما يمكنكم التعرف أيضاً على: حكم مخاصمة الزوجة لزوجها لأنه يسبها.
حكم السب واللعن في الإسلام
مثلما وضحنا في الفقرة السابقة. فإنه لا يجوز للزوج أن يسب زوجته مهما كان السبب أو درجة الخلاف الذي بينهم. ليس فقط لأن الأساس الذي تقوم عليه العلاقة الزوجية المعاملة بالمعروف والبر والتقوى. بل لأن حكم السب واللعن في الإسلام، هو أنه غير جائز شرعاً، وليس من صفات المسلم الحق أن يكون لسانه مليئ بالبذاءة والشتائم سواء كان لأهل بيته أو لغيرهم، وهو ما جاء في كلِِ من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ويوضح حكم الزوج الذي يهين زوجته.
- حكم السب واللعن في الإسلام من القرآن.
﴿وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ﴾. [الهمزة: 1].
﴿وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا﴾. [الإسراء: 53].
﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ﴾ [الأحزاب: 58].
- حكم السب واللعن في الإسلام من السنة.
روى مسلم في صحيحه، عن أبي الدرداء -رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا يكون اللعَّانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة».
روى البخاري ومسلم، عن عبدالله بن عمرو -رضي الله عنهما-، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: «(إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه)، قيل: يا رسول الله، وكيف يلعن الرجل والديه؟ قال: (يسب الرجل أبا الرجل فيسب أباه، ويسب أمه)».
وروى البخاري ومسلم عن عبدالله بن مسعود- رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: «سباب المسلم فسوق وقتاله كفر».
عن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن المؤمن ليس باللعان ولا الطعان ولا الفاحش ولا البذيء». رواه مسلم (836).
عن جابر بن عبدالله -رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده». صحيح مسلم(41).
حكم الزوج الذي يضرب زوجته
نتيجة لما ورد في القرآن الكريم من إباحة ضرب الزوج لزوجته في حالة عصيانه وإنشقاق الزوجة عن طاعته. فإن بعض الأزواج يظنون، أن لهم الحق في ضرب زوجاتهم طوال الوقت وبأي طريقة كانت. إلا أنهم إن قاموا بالرجوع إلى القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، سوف يجدون أن إباحة الضرب. قد جاء بعد المرور بعدد من الخطوات التي يجب أن تعاقب بها الزوجة، وفي حالة الاضطرار إلى الضرب. فإنه يكون وفق شروط وأسس وضعتها الشريعة الإسلامية.
لذلك على الرغم من أن أنه يجوز للزوج ضرب زوجته. إلا أن حكم الزوج الذي يضرب زوجته باستمرار ويهينها، إنه آثم وظالم، ويتعدى على الحدود التي وضعها الله ورسوله. أي أنها سوف يحاسب على ذلك، لأنه ظالم والله قد حرم الظلم على نفسه وعلى عباده. أما أحكام ضرب الزوجة فقد وردت في الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة، والتي منها:
(الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا). [النساء: 34].
عن جابر -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، أنه قال في حجة الوداع : «اتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف».
عن معاوية بن حيدة القشيري، قال : قلت : «يا رسول الله! ما حق زوجة أحدنا عليه؟ قال : (أن تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا اكتسيت أو اكتسبت ولا تضرب الوجه ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيت)».رواه أبو داود ( 2142 ) وصححه الألباني في ” صحيح أبي داود “.
شاهد أيضاً: حكم ضرب الزوجة في الإسلام، وأهم أحكامه.
درجات تأديب الزوجة من القرآن والسنة
وضعت الشريعة الإسلامية درجات تأديب الزوجة من القرآن والسنة. بحيث نجد أن القرآن الكريم، قد جاء فيه عدد من الخطوات يجب أن يسير عليها الزوج عند معاقبة زوجته الناشز عن طاعته، ولا يجوز له القيام بخطوة قبل الأخرى، وهو ما توضحه الآية الكريمة، التي تقول:
(الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا). [النساء: 34].
وأوضحت الآية الكريمة ثلاث خطوات يجب أن يقوم بها الزوج تدريجياً لِعقاب زوجته، في حالة خرجت عن طوعه وليس دائماً، وهو ما وضحته السنة النبوية الشريفة بالتفصيل، من خلال عدد من الأحاديث النبوية الشريفة، والتي توضح ضوابط تأديب الزوجة. بحيث يجب على الزوج الإلتزام بهذه الضوابط، في حالة لجأ إلى عقاب زوجته بأي منها.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «… ألا واستوصوا بالنساء خيراً. فإنما هن عوان عندكم، ليس تملكون منهن شيئا غير ذلك. إلا أن يأتين بفاحشة مبينة ، فإن فعلن فاهجروهن في المضاجع ، واضربوهن ضربا غير مبرح. فإن أطعنكم ، فلا تبغوا عليهن سبيلا، ألا وإن لكم على نسائكم حقا، ولنسائكم عليكم حقا، فأما حقكم على نسائكم؛ فلا يوطئن فرشكم من تكرهون، ولا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون، ألا وإن حقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن».
عن معاوية بن حيدة القشيري، قال : قلت : «يا رسول الله! ما حق زوجة أحدنا عليه؟ قال : (أن تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا اكتسيت أو اكتسبت ولا تضرب الوجه ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيت)».رواه أبو داود ( 2142 ) وصححه الألباني في ” صحيح أبي داود “.
عن جَابِرٍ -رضي الله عنه-، قال : «نهى رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن الضَّرْبِ في الْوَجْهِ». رواه مسلم (2116).
درجات تأديب الزوجة في الإسلام
وبناء على ما ورد في كلِِ من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة السابق الإشارة إليهم. فإن درجات تأديب الزوجة في الإسلام، ثلاث، ولكلِِ منهما الضوابط الخاصة به, كما يتضح فيما يلي:
- الوعظ: الذي يكون باللين والحديث بالحسنى أو بالتحذير والوعيد.
- الهجر: ويكون ذلك بالهجر في المضجع، وليس بالخروج من البيت، ولا يجوز هجرها فوق الثلاث أيام.
- الضرب: أن لا يكون ضرباً مبرحاً، غير مؤذي أو بآلة حادة. بحيث لا يتسبب في أي ضرر جسدي أو نفسي، وألا يكون على الوجه، وقال البعض، منهم الإمام أحمد، أنه لا يجوز للزوج أن يضرب زوجته أكثر من عشرة ضربات، طالما يضربها بشيء غير يده، استناداً على الحديث النبوي الشريف، الذي يقول:
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ««لا يجلد أحد فوق عشرة أسواط إلا في حد من حدود الله».
وعلى الرغم من ان هناك ثلاث درجات من العقاب يمكن أن يقوم الزوج بها على زوجته. إلا أن هناك امر هام يغفل عنه الكثيرون، وهو الرجوع والتوقف عن عقاب الزوجة، إذا تراجعت عن نشوزها ولا يكون لزوجها الحق بعقابها. بل أنه إن هجرها أو ضربها، فإنه يأثم.
(…… فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا). [النساء: 34].
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «… ألا واستوصوا بالنساء خيراً، فإنما هن عوان عندكم، ليس تملكون منهن شيئا غير ذلك، إلا أن يأتين بفاحشة مبينة ، فإن فعلن فاهجروهن في المضاجع ، واضربوهن ضربا غير مبرح، فإن أطعنكم ، فلا تبغوا عليهن سبيلا …».
كما يمكن مشاهدة: درجات تأديب الزوجة المسيئة لزوجها.
حسن معاملة الزوجة من السنة النبوية
بينما يتساءل بعض الأزواج عن حكم الزوج الذي يهين زوجته ويسبها أو الزوجة التي تخرج عن طوع زوجها أو تسبه والوصول إلى درجة القتل بين الزوجين. يعطي لنا رسولنا الكريم -صلوات الله عليه وسلم- دروساً مجانية في حسن معاملة الزوجة من السنة النبوية، من خلال معاملته مع زوجاته.
فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: «سابقني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسبقته، فلبثنا؛ حتى إذا أرهقني اللحم، سابقته، فسبقني. فقال: هذه بتلك».
عن أم المؤمنين عائشة –رضي الله عنها-، قالت: «كان رسولُ اللهِ – صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ – يخصف نعلَه، ويخيطُ ثوبَه، ويعمل في بيته كما يعمل أحدُكم في بيته».
وعن أم المؤمنين عائشة –رضي الله عنها-، قالت: «ما غرت على أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم، ما غرت على خديجة، وما رأيتها، ولكن كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يكثر ذكرها، وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء، ثم يبعثها في صدائق خديجة. فربما قلت له: كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة. فيقول: إنها كانت، وكانت، وكان لي منها ولد».
يقول أنس بن مالك –رضي الله عنها-، أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، كان يقول: «فضل عائشة على النساء. كفضل الثريد على سائر الطعام».
عن النعمان بن بشير، قال: «استأذن أبو بكر –رضي الله عنه- على النبي -صلى الله عليه وسلم-. فسمع صوت عائشة عالياً فلما دخل تناولها ليلطمها وقال ألا أراك ترفعين صوتك على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يحجزه وخرج أبو بكر مغضبا. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- حين خرج أبو بكر ” كيف رأيتني أنقذتك من الرجل ؟ ” قال فمكث أبو بكر أياما ثم استأذن على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فوجدهما قد اصطلحا. فقال لهما: أدخلاني في سلمكما كما أدخلتماني في حربكما فقال النبي صلى الله عليه وسلم ” قد فعلنا قد فعلنا».
أحكام العلاقة الزوجية من القرآن الكريم
مع ازدياد حالات الطلاق ووجود العديد من الأزمات الأسرية، التي أدت مؤخراً إلى انتشار حالات القتل بين الأزواج وبعضهم البعض. فإن الرجوع إلى أحكام العلاقة الزوجية من القرآن الكريم، والوقوف أمامها مع العمل بها، بات من أكثر الحلول التي يجب أن يلجأ لها الأزواج، ويفضل أن يكونوا على دراية بها قبل الإقدام على هذه الخطوة، حتى لا يحتاج الناس إلى السؤال عن حكم الزوج الذي يهين زوجته أو الزوجة التي لا تطيع زوجها.
- المعاملة بالبر والتقوى، والمودة والرحمة بين الزوجين.
(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ). [الروم: 21].
- المعاشرة بالمعروف، وعدم الإجبار على استكمال العلاقة، طالما أحد الطرفين لا يرغب في ذلك. خاصة الرجل، لأن له السلطة في العلاقة الزوجية.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا ۖ وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ ۚ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا). [النساء: 19].
- إدراك كلا الزوجين لحقوق بعضهما البعض جيداً، وعدم التعدي على أي منها.
(وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ ۚ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِن كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَٰلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا ۚ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ). [البقرة: 228].
كيفية التعامل مع النساء من السنة
مثلما أرسى رب العزة -تجلى في علاه- قواعد العلاقة الزوجية في كتابه العزيز من فوق سبع سموات. فإنه يمكن التعرف على كيفية التعامل مع النساء السنة النبوية الشريفة، وحسن المعاملة، وذلك من أفعال النبي -عليه أفضل الصلاة وأجل التسليم-.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي».
عن جابر -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، أنه قال في حجة الوداع : «اتقوا الله في النساء. فإنكم أخذتموهن بأمان الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف».
عن أبي هريرة –رضي الله عنه-، عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، أنه قال: «استوصوا بالنساء؛ فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء».
فعن عائشة -رضي الله عنها-. قالت: «ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه شيئًا قط بيده، ولا امرأة، ولا خادمًا. إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه. إلا أن ينتهك شيء من محارم الله، فينتقم لله». رواه مسلم.
إجمالاً لما ذكرناه في هذا التقرير. فإننا قد حرصنا على توضيح حكم الزوج الذي يهين زوجته ويسبها، مع توضيح حكم السب واللعن في الإسلام، وحكم ضرب الزوج لزوجته, كما وضحنا درجات تأديب الزوجة بالتفصيل, كما وردت في القرآن والسنة، وبجانب ذلك. قدمنا طريقة حسن معاملة الزوجة كما وردت في سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأيضاً. أحكام العلاقة الزوجية كما وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية، وكيفية التعامل مع النساء.