حكم أكل الضبع في الإسلام

حكم أكل الضبع في الإسلام

خرج في الفترة الأخيرة أحد الفنانين السعوديين وتحدث عن أكله للحم الضباع، وقال: أنه كان سبباً في شفائه من أحد الأمراض، موضحاً أن أكل هذه النوعية من اللحوم، لها خصائصها الشفائية، وتسبب هذا التصريح في ظهور جدل كبير في الساحة العربية، خاصة أن هذا الفنان معروف أنه مسلم الديانة، مما جعل الكثير من المسلمين يتعجبون ويتساءلون عن حكم أكل الضبع في الإسلام؟ وما إن كان حلال أم حرام؟!

ويرجع سبب الجدل الشاسع المتواجد بين المسلمين وتعجبهم من تصريح الفنان السعودي المسلم، هو أن الضبع من الحيوانات المعروف عنها أنها من الحيوانات المفترسة المعروف أنها محرم أكلها في الدين الإسلامي، وعلى الرغم من صحة هذا القول؟ إلا أن أكل لحم الضبع من الأمور التي يوجد حولها خلاف بين علماء الدين، حيث ذهبت الآراء حول هذا الأمر إلى ثلاث أقوال، هي كالتالي:

  • القول الأول: التحريم.
  • أصحاب القول الثاني: الكراهة دون التحريم.
  • القول الثالث: الإباحة

حكم أكل الضبع عند الحنفية

جاء حكم أكل الضبع عند الحنفية مختلفاً عن الكثير من الآراء المتفق عليها بين أهل العلماء، حيث تفرد أصحاب هذا المذهب برأيهم في هذه المسألة؟ وذهبوا إلى تحريم أكل لحم الضباع في الدين الإسلامي، وقد استدلوا في حكمهم هذا؟ على الحديث النبوي الشريف، الذي له علاقة بمثل هذه المواضيع.

عن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه : «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن أكل كل ذي ناب من السبع». رواه مسلم (1932).

عن خزيمة بن جزء رضي الله عنه قال : «سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكل الضبع، فقال: (أو يأكل الضبع أحد ؟!)، وسألته عن الذئب فقال : (أو يأكل الذئب أحد فيه خير ؟!)» رواه الترمذي (1792). غير أنه حديث ضعيف لا يصح الاستدلال به ، قال الترمذي : هذا حديث ليس إسناده بالقوي . وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي .

وعليه قال الإمام أبو حنيفة -رحمه الله-، أن الحديث الأول، يوضح أن أكل السباع، وكل حيوان له ناب، والضباع من الحيوانات التي له ناب. مما يعني أنه من الحيوانات المحرم أكلها في الدين الإسلامي, كما أن الإمام أبي حنيفة. قد استدل بالحديث الثاني على الرغم من ضعفه! وقال أن الحديث يوضح استنكار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لمن يأكل الضبع. وهذا تصريح واضح بتحريم أكله، وفقاً لرأي المذهب الحنفي.

حكم أكل الضبع

حكم أكل الضبع

حكم أكل الضبع عند المالكية

جاء حكم أكل الضبع عند المالكية مختلفاً عن حكم الحنفية وأصحاب المذهب الحنبلي والشافعي، حيث قال هؤلاء أن: أكل لحم الضبع في الدين الإسلام مكروه، ولكنه جائز شرعاً وغير محرم. وقد استند أصحاب هذا المذهب على الحديث الذي استند عليه أصحاب المذهب الحنفي، وهو:

«سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكل الضبع، فقال: (أو يأكل الضبع أحد ؟!) ….».

وعلى الرغم من ضعف هذا الحديث إلا أن المالكية، قالوا: أن الحديث هنا يوضح؟ استنكار رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، من الذي يأكل الضبع، وأنه لا يأكله إلا أنه لم يحرمه أي أن الحديث يوضح كراهة أكل لحم الضبع في الإسلام، وهي كراهة التنزيه دون التحريم القطعي.

حكم أكل الضبع

هل يجوز أكل الضبع عند الحنابلة والشافعية

“هل يجوز أكل الضبع عند الحنابلة والشافعية؟” الإجابة على هذا السؤال لا تخص أصحاب المذهب الحنبلي والشافعي فقط. بل أن هذا الرأي يخص الرأي الغالب والمتفق عليه بين جمهور الفقهاء، الذين قالوا: بإباحة أكل لحم الضبع في الإسلام دون الكراهة أو التحريم.

وهذا الرأي ليس متفق عليه بين علماء الدين فقط! بل أنه متفق عليه بين عدد كبير من صحابة رسول الله -رضوان الله عليهم أجمعين-، ومن بينهم؟ “علي بن أبي طالب، أبو هريرة، سعد بن أبي وقاص، ابن عباس، ابن عمر، جابر الأنصاري، أبي سعيد الخدري، وغيرهم من الصحابة”. هذا وقد استدل هؤلاء -رضى الله عنهم أجمعين- على الأحاديث الصحيحة، الذي يقول:

جاء عن ابن أبي عمار قال: «قلت لجابر: الضبع أصيد هي؟ قال : نعم. قلت: آكلها ؟قال : نعم، قال قلت: أقاله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم». رواه الترمذي (851) وصححه الألباني في “إرواء الغليل” (2494).

عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه-، قال: «سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الضبع؟ فقال: هو صيد، ويجعل فيه كبش إذا صاده المحرم».

ومن خلال هذه الأحاديث يتضح أن الضباع من الصيد؟! التي تعني أنه يجوز أكلها، لأن الصيد الذي حرمه الله -سبحانه وتعالى-، هو الصيد الذي يكون عبثاً بقتل الحيوان. بينما الصيد الذي يكون فيه القتل من أجل الأكل؛ فهو جائز شرعاً في الإسلام، وعليه:

  1. حديث التحريم السباع وكل ذي ناب، وهو حديث عام دون تخصيص على عكس حديث جابر الذي خصص فيه الضبع. مما يعني أنه يحرم كل حيوان ذي ناب عدا الضبع.
  2. ذهب البعض أن جعل الضبع ضمن حديث تحريم أكل السباع، هو خاطئ شائع، على الرغم من أن الضباع ليست من السباع العادية، والحديث هنا حدد السباع العادية بطبعها، مثل الأسود والنمور والذئاب والثعالب والفهود.

الضباع في الشريعة الإسلامية

الضباع في الشريعة الإسلامية

حكم أكل الضبع ابن القيم

كان حكم أكل الضبع ابن القيم مشابهاً للرأي الغالب بين علماء الدين، وهو إباحة أكل لحم الضبع في الشريعة الإسلامية، واستند ابن القيم رحمه الله على حديث جابر الذي خصص فيه الضبع، وقال عنه أنه من الصيد. خاصة أنه من الأحاديث الصحيحة, كما قال ابن القيم -رحمه الله-، في تفسير حديث تحريم أكل السباع وكل ذي ناب، في كتابه (إعلام الموقعين: 2/136).

أن التحريم جاء للحيوانات ذات الوصفين: (السباع العادية بطبعها، التي لها ناب). أما السباع العادية بطبعها مثل الأسد والنمر والفهد، والتي بسبب طريقة غذائها سوف تسبب ضرراً كبير على الإنسان في حالة تناولها. فقد حرمها الشرع الإسلامي، وأكد على ذلك حديث خاتم المرسلين -صلوات الله عليه وتسليمه-. أما الضبع؛ فإنه يوجد فيه وصف واحد فقط من الحديث، وهو أنه ذات ناب، أما القوة السبعية؛ فهي غير متواجدة فيه، وعليه:

  • لا يجوز التسوية بين السباع والضباع في حكم تحريم أكله في الشريعة الإسلامية؟ لأن الضبع لا ينتمي إلى السباع لغتاً كان أو عرفاً. هذا ويمكنكم التعرف على رأي ابن القيم في حكم أكل الضبع في الإسلام بصورة مفصلة من خلال الرجوع إلى هنا.

حكم أكل الضبع لابن باز

قال الشيخ ابن باز -رحمه الله-، أن حكم أكل الضبع في الإسلام، هو الإباحة وعدم التحريم، وقد استدل ابن باز في رأيه هذا المتفق مع باقي آراء علماء الدين على حديث جابر:

« «سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الضبع؟ فقال: هو صيد، ويجعل فيه كبش إذا صاده المحرم». 

وجاء نص الحديث واضح، وهو أن الضباع من الصيد، مما يعني أنها من التي يجوز صيدها من أجل الأكل. لهذا قال الشيخ ابن باز -رحمه الله-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قد أوضح حكم أكل الضبع، ولا يوجد سبب للخلاف؟ وأنه حلال شرعاً. بل أنه -صلوات الله عليه وسلم-، قد جعله شاه؟ قد يضحي بها الإنسان، وإن كان محرم أو مكروه، ما كان قال عنه رسولنا الكريم أنه صيد, كما أتفق مع هذا الرأي الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-.

الضباع في الشريعة الإسلامية

فوائد أكل الضبع

على أثر تصريحات الفنان السعودي الذي تناول لحم الضبع، وقال: أنه كان سبباً في شفائه من أحد الأمراض. زاد البحث عن هذه المسألة، ليس من الناحية الشرعية فقط. بل للتعرف أيضاً على فوائد أكل الضبع، والتي جاء فيها:

  1. تعالج بعض أمراض الكلي والآلام الشديدة بها.
  2. لها أثراً في علاج مرض السكري.
  3. تعالج الضعف الجنسي.
  4. يستخدم لحم الضبع في بعض القبائل في أفريقيا، في السحر والأعمال وطرد الأرواح الشريرة.

وعلى الرغم من شيوع هذه الفوائد وإقبال الكثير من الناس على شراء لحم الضباع. مما أدى إلى إرتفاع سعره خاصةً في دول الخليج. إلا أن أحد الأطباء المتخصصين في أمراض القلب وقسطرة الشرايين، رد على تصريحات هذا الفنان والمعلومات الخاصة بفوائد لحم الضبع، قائلاً: أن أضرار تناول لحم الضباع أكثر من فوائده التي لم تثبت علمياً، حيث ثبت علمياً أن أضرار أكل الضبع:

  1. حمى المالطية.
  2. الديدان الشريطية.
  3. داء الكلب.

ختاماً؛ حاولنا خلال هذه المقالة تقديم معظم المعلومات التي تخص حكم أكل الضبع في الإسلام، سواء كان الآراء الخاصة بالأئمة الكبار في المذاهب الأربعة أو كبار العلماء في الشريعة الإسلامية، ولكن في حالة كان لديكم أي استفسار يخص هذه المسألة، يمكنكم كتابته في التعليقات أسفل الموضوع حتى نجيب عليكم ونوضحه لكم.

إغلاق