الفرق بين الأحاديث القدسية والأحاديث النبوية

الفرق بين الأحاديث القدسية والأحاديث النبوية

يتميز الدين الإسلامي عن الأديان السماوية الأخرى أنه دين شامل لِكافة الأمور الخاصة بالبشر جميعاً سواء الأمور الدينية أو الدنيوية التي حدثت قديماً أو التي تحدث في الحاضر أو حتى التي

سوف تقع في المستقبل، وقد تعرفنا على ذلك من خلال مصدرين هامين في الشريعة هما القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة إلا أن هناك مصدر ديني آخر يمكن من خلاله تعلم بعض الأمور الدينية الهامة وهي الأحاديث القدسية.

الفرق بين الأحاديث القدسية والأحاديث النبوية

عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: يقول الله تعالى: (أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم، وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة) رواه البخاري ومسلم.

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكلِّ امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه). رواه البخاري ومسلم

تعريف الحديث القدسي

قبل التعرف على الفرق بين الحديث القدسي والحديث النبوي يجب أن نعلم التعريف الخاص بِكلا النوعين، ومنها يمكن التعرف على الفارق بينهما وفي هذه الفقرة سوف نوضح في البداية تعريف الحديث القدسي الذي اتفق عليه علماء الدين على مر العصور وهو ما أخبره الرسول -صلى الله عليه وسلم- بِلفظه إلا أن معناه من الله -سبحانه وتعالى- أو بِمعنى آخر هو ما ألهم الله به النبي سواء بالوحي أو في المنام وقاله الرسول محمد إلى أمته بِعبارات من صياغته.

ويجب التوضيح أن هناك اختلاف بين العلماء فيما يخص الصيغة التي تحتويها الأحاديث القدسية ، وقد انقسمت الآراء في هذا الأمر إلى قسمين هما كالتالي:

  1. الرأي الأول: يرى أن الصيغة والكلام في الأحاديث القدسية هي من قول النبي إلا أنه بِالمعنى الذي أخبر به الله.
  2. الرأي الثاني: يرى هؤلاء العلماء أن الحديث القدسي يكون من قول الله صيغة ومعنى، وأن الرسول يخبر عن الخالق -عز وجل- دون تحريف في الكلام، وهذا الرأي الأضعف.

تعريف الحديث النبوي

يُعد تعريف الحديث النبوي أبسط من الحديث القدسي خاصة أن العلماء جميعاً قد اتفقوا على تعريف واحد لهذا النوع من الأحاديث في السنة النبوية الشريفة وهو كل ما تم نسبه إلى خاتم المرسلين -صلوات الله عليه وتسليمه- من قول أو فعل أو تقرير أو بعض الصفات الخَلقية والخُلقية؛ بمعنى أن الأحاديث النبوية الشريفة لا تشمل ما قاله النبي فقط إنما أيضاً ما كان يفعله -صلى الله عليه وسلم- في الكثير من أمور حياته سواء الخاص بالدين أو الدنيا وقد نقلها عنه صحابته وأمهات المسلمين -رضوان الله عليهم جميعاً.

الفرق بين الأحاديث القدسية والأحاديث النبوية

بعد أن تعرفنا في الفقرات السابقة على تعريف كلا من الحديث القدسي والحديث النبوي بالتفصيل؛ سوف نوضح في هذه الفقرة الفرق بين الأحاديث القدسية والأحاديث النبوية  في عدد من النقاط حتى يتسنى للجميع في التعرف على الاختلاف بين نوعي الحديث بِسهولة ويسر كما يلي:

  • التعريف: 
  1. الحديث القدسي: ما يخبره النبي من قول بِلسانه، ولكنه من كلمات الله ومعناه.
  2. الحديث النبوي: كل ما يُنقل عن الرسول سواء كان قولاً أو فعلاً أو حتى بعض الصفات الخاصة به -صلوات الله عليه وتفصيله-.
  • المحتوى والموضوعات:
  1. الحديث القدسي: يقتصر محتوى الأحاديث القدسية على موضوع واحد في أغلب الأحاديث وهو التحدث عن ذات الله وصفاته مثل التحدث عن رحمته الواسعة أو رفع الظلم عن ذاته الإلهية، وفي بعض الأحاديث القليلة يذكر فيها الله الثواب العظيم الذي يؤجر عليه العبد عند فعل الأعمال الصالحة.
  2. الحديث النبوي: المحتوى الذي يخص الأحاديث النبوية الشريفة أعم وأشمل من الأحاديث القدسية لأن موضوعات الحديث النبوي متنوعة وتشمل الأمور الدينية الخاصة بالشريعة الإسلامية أو حتى الأمور الدنيوية المختلفة بالإضافة إلى الحديث عن بعض من صفات الله ورسوله.
  • بداية الحديث:
  1. الحديث القدسي: يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم- في بداية الحديث وقبل ذكره فحواه “يقول الله تعالى” أو “قال الله”.
  2. الحديث النبوي: تبدأ هذه الأحاديث بالسند من الصحابة وتنتهي بِقول “قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-” أو “ورد عن النبي ثم يُذكر الحديث.
  • عدد الأحاديث:
  1. الحديث القدسي: على الرغم من وجود عدد كبير من الأحاديث القدسية إلا أن أكبر عدد تم التوصل إليه وكان متفق عليهم مع معظم علماء الدين هو 1150 حديث قدسي، ويقال أن عدد هذه الأحاديث أكثر من ذلك إلا أنه محدودة العدد في النهاية.
  2. الحديث النبوي: توجد مجموعة كبيرة للغاية من الأحاديث النبوية المتفق عليها والتي يتم العمل بها في الشريعة الإسلامية، وبالتالي لا يوجد عدد محدد للأحاديث النبوية الشريفة بسبب كثرتها.

وجه الشبه بين الأحاديث القدسية والأحاديث النبوية

توجد مجموعة من أوجه الشبه بين الأحاديث القدسية والأحاديث النبوية، وعلى الرغم من أن أوجه الاختلاف بينهما أكثر إلا أن هذا لا ينفي وجود تشابه بينهما في بعض الأمور مثلما سوف نوضح في هذه الفقرة.

  • أشهر الكتب:
  1. الحديث القدسي: يوجد أكثر من كتاب خاص بهذه النوعية من الأحاديث إلا أن أشهر كتب الأحاديث القدسية والمتفق عليها بين العلماء “جامع الأحاديث القدسية موسوعة جامعة مشروحة ومحققة، الأحاديث القدسية جمعًا ودراسة والصحيح المسند من الأحاديث القدسية”
  2. الحديث النبوي: توجد العديد من الكتب التي تم نشر بها الأحاديث النبوية الشريفة المختلفة إلا أن أشهر كتب الأحاديث النبوية “صحيح البخاري وصحيح مسلم”، وهي أكثر الكتب التي يتم الاستناد عليها والموثوقة لدى العلماء.
  • الأحاديث الصحيحة والضعيف: مثلما تنقسم الأحاديث النبوية إلى أحاديث صحيحة وحسنة وضعيفة والخاطئة فإن هذا الأمر ينطبق على الأحاديث القدسية التي يوجد فيها ما هو ضعيف وما هو حسن والمقبول منها بالإضافة إلى الأحاديث القدسية التي لا يتم العمل بها لأنها منسوبة إلى الله ورسوله.

بعض الأحاديث القدسية الصحيحة

بعض أن وضحنا خلال الفقرات السابقة من هذا التقرير الفرق بين الأحاديث القدسية والأحاديث النبوية بما يتيح للجميع الفرصة للتفرقة بين هذين النوعين من الاحاديث

سوف نقدم فيما يلي عدد من الأحاديث القدسية الصحيحة الجميلة للغاية والتي تم الاتفاق عليها من جانب علماء الدين جميعاً، ولذلك نجدها واردة في أشهر الكتب الخاصة بالأحاديث القدسية التي سبق وأن وضحناها.

عن أنس رضي الله عنه قال : سمعت النبي – صلى الله عليه وسلم – يقول : ( إن الله قال : إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر عوضته منهما الجنة ) رواه البخاري وفي رواية للترمذي ( فصبر واحتسب ).

وعن أبي إمامة رضي الله عنه عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : ( يقول الله سبحانه : ابن آدم إن صبرت واحتسبت عند الصدمة الأولى لم أرض لك ثوابا دون الجنة ) رواه ابن ماجة حسنه الألباني.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إن الله قال (من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها ، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه) رواه البخاري.

أحاديث نبوية صحيحة

استمراراً لما نقدمه في هذا التقرير؛ فإننا في سوف نقدم أيضاً عدد من الأحاديث النبوية الصحيحة، والتي حرصنا على أن تكون الموضوعات الخاصة بها مناسبة للظروف الحالية التي يعيشها العالم بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19″، وهي أيضاً أحاديث مسندة وقدر وردت في كلا الصحيحين سواء البخاري أو مسلم.

وعن جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يود أهل العافية يوم القيامة حين يعطى أهل البلاء الثواب لو أن جلودهم كانت قرضت في الدنيا بالمقارض» [رواه الترمذي].

 وعن ابن مسعود- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه إلا حط الله به من سيئاته كما تحط الشجرة من ورقها» [رواه مسلم].

وعن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة» [رواه الترمذي].

في الختام نرجو أن نكون قد تمكنا من توضيح الفرق بين الأحاديث القدسية والأحاديث النبوية بما يساهم في التعرف على كلا الحديثين بِسهولة، وفي حالة كان لدى أي من المتابعين سؤال يخص هذا الموضوع يمكنه طرحه في التعليقات، وسوف نجيب عليه وفقاً لما جاء في المصادر الإسلامية الموثوق منها.

إغلاق