كم عدد جلسات فسخ النكاح
كم عدد جلسات فسخ النكاح في قانون المملكة العربية السعودية؟ وما هي الخطوات التي تتم في كُل جلسة؟ فهذه الأسئلة أثارت فضول السيدات الراغبات في إنهاء علاقتهن مع أزواجهن في المملكة، وهو الأمر الذي زادت وتيرته في الآونة الأخيرة، فأصبح فسخ النُكاح الذي يُمكن وصفه بالخلع القانوني رائجًا في محاكم الأُسرة، لذا سنُعرفكم على كافة تفاصيل هذه الدعوى.
عدد جلسات إنهاء الزواج من قبل الزوجة
نعلم أن العصمة الزوجية في ديننا الإسلامي تكون في يد الزوج، ذلك يعني أن للزوج القُدرة الكاملة على تطليق زوجته بشكل مُباشر دون اللجوء إلى أيَّة وسائل أُخرى أو سُبُل، فكل ما عليه القيام به التلفظ بلفظ الطلاق، ومن ثُم اعتماد ذلك في المحاكم ولدى السجلات المدنية الخاصة بالدولة.
تتم هذه الخطوات ليكون انتهاء الزواج تام في كافة الجوانب الدينية والقانونية على حدٍ السواء كما بدأ في المقام الأول، إذن فالطلاق بيِّن ومعروف، ولكن هُناك مُصطلحات أُخرى لإنهاء الزواج مثل الفسخ، الخُلع وغيرها من الألفاظ، فما معناها؟ وما الفرق بينها وبين الطلاق العادي؟
علينا في البداية التوضيح أن الطلاق يكون بإرادة الزوج واختياره بشكل كامل، وفي ديننا الإسلامي الحنيف وسُنة النبي العدنان للمرء ثلاث طلقات، فمن حقه أن يُطلق زوجته ويتزوجها مرةً أُخرى حتى تحدث الطلقة الثالثة، وعندها تُحرم عليه، وتضاربت الأقاويل واختلفت اختلافًا شديدًا في إمكانية رجوع الزوجين والسُبل التي من المُمكن أن يتخذاها للقيام بذلك.
بالعودة إلى حديثنا الأساسي نجد لفظ آخر لإنهاء الزواج ألا وهو فسخ النكاح، والاختلاف الرئيسي بين الطلاق والفسخ هو أن لا رجعة في الفسخ إلا بعقدٍ جديد، وفي الفسخ يكون رضا الزوجة والقاضي ضروريًا على عكس الطلاق العادي، ولا دور لرضا الزوج هُنا.
يتم الفسخ من قِبل الحاكم في حال امتناع الزوج عن الطلاق أو الاختلاع، وبعد دراسة الأسباب يرى القاضي ما إذا كان الزواج بينهما يستحق الفسخ أم لا، أما فيما يخص عدد جلسات فسخ النكاح فهي تبلغ 3 جلسات بحد أدنى، وتتمثل فيما يلي:
1- جلسة الاستماع إلى الزوجين
في الجلسة الأولى من جلسات فسخ الزواج في القانون السعودي يقوم الحاكم وصاحب الفتوى باستدعاء الزوجين، فيبدأ بالاستماع إلى الزوجة في بداية الأمر، ليعرف ما هو السبب الرئيسي في طلب الزوجة الطلاق من زوجها، وما الذي أوصلهما إلى المحاكم ونزع المودة والتفاهم من علاقتهما.
تقوم الزوجة المُتقدمة بطلب الفسخ بتقديم كافة الأسباب والمُبررات التي جعلتها تتخذ هذه الخطوة، ودائمًا ما يتم وصف هذه الجلسة بكونها الأهم بين الجلسات، فعليها يترتب سير ونهج الجلسات التالية، ففيها يتعرف القاضي والحاكم على الحياة الزوجية للشريكين، ويُقيم بشكل مبدأي ما إذا كان السبب الرئيسي للدعوى يستحق الفسخ أم لا.
لذا على الزوجة ترتيب أفكارها وسرد أسبابها دون نسيان أيَّةِ تفاصيل، فما تقوله سيُشكل النظرة الأولية والأهم لأعضاء هيئة المحكمة الموقرة، وبعدما تنتهي الزوجة من الحديث يستمع القاضي إلى الزوج ليرد على ما قالته زوجته فيُثبت الأسباب أو ينفيها بقولٍ أو دلائل ملموسة ومُستندات.
ثُم تعمل المحكمة على تحديد موعد الجلسة الثانية، وتترك فاصلًا زمنيًا مُناسبًا يكفي لدراسة أطراف القضية، والفترة بين الجلسة الأولى والثانية بحد أقصى تبلغ شهر.
لا يفوتك أيضًا: الفرق بين الخلع والطلاق والفسخ
2- جلسة لإعمال العقل ومُحاولة الصُلح
نعلم أن المُشكلات الزوجية والأُسرية والعلاقات بشكل عام كثيرًا ما يتم التعامل معها بالعاطفة دون التفكير بشكل مليٍ في العواقب وتحليل جوانب المُشكلة بالفعل أو حتى السعي في حلها، وهو ما تقوم به محكمة الأُسرة، فمن واجبها وحق المواطنين عليها توضيح كافة وجهات النظر الخاصة بالخُبراء.
لا يخفى على أحد كون الغالبية العُظمى من دعوات الخلع، حالات الطلاق وإنهاء الزواج بشكل عام ترجع فيها هذه القرارات إلى أسبابٍ لا يستحق ما آلت إليه الأُمور، وهو ما يجعل الجلسة الثانية للمحكمة غايةً في الأهمية، ففيها يقوم القاضي بعقد جلسة على انفراد مع كُل طرف على حِدى.
هذه الجلسة يُخرج فيها كُل طرف ما في قلبه ويُعبر عما يرغب في قوله دون مُقاطعة الطرف الآخر له أو التأثير عليه، وبعدما يقوم القاضي بالاستماع إلى وجهتي النظر يبدأ في إعداد التقرير الخاص به ويرفعه إلى هيئة النظر في طلبات فسخ النُكاح، ويُنهي التقرير بوجهة نظره في الأمر.
فمن الضروري أن يوضح القاضي ما إذا كان يرى أن الفسخ واجبًا أم لا من ناحيته بناءً على ما قام بتحليله من بيانات وما سمعه من أقاويل، والجدير بالذكر أن القاضي الذي يستمع إلى الزوجين غير القاضي الأول، والسبب في ذلك هو معرفة ما إذا كان هُناك تضارب في الأقاويل أم لا، ويتم تحديد موعد الجلسة الأخيرة.
3- جلسة الإثبات والنُطق بالحُكم
تقوم المحكمة بإعداد الجلسة الثالثة من جلسات فسخ النكاح في سبيل التأكُد من القرار الذي تم اتخاذه، بالإضافة إلى رغبة الزوجين وإثبات كُل طرف لما قاله في الجلسة الثانية الخاصة بالاستماع ما إذا كان ذلك مُمكنًا، ويتم ذلك من خلال تقديم أدلة كالمُستندات، التقارير الطبية وغيرها.
بشكلٍ عام تحكم المحكمة بوجوب الفسخ في حالات الضرر، والفُرصة الأخيرة هُنا لتغيير رأي القُضاة هي عن طريق الإجابة عما يتم طرحه من أسئلة على الزوج أو المُدعي عليه، ويتم على إثر ذلك النُطق بالحكم بكون الفسخ جائزًا من عدمه، وفي حال ما أقرت المحكمة الفسخ على الزوج التلفُظ بلفظ الطلاق أمام أعضاء الهيئة.
أسباب الحكم بالفسخ
الجدير بالذكر أن هُناك عِدة أسباب توافق المحكمة على إثرها بوجوب الفسخ، ومن أهم هذه الأسباب:
- إخفاء الزوج لعيوب خلقية أو أخلاقية، ولا يتم الفسخ في حالة معرفة الزوجة بها من قبل.
- وقوع ما يخل بالشرف والأمانة بين الزوجين.
- الإدمان وتورط الزوج في قضايا أمنية.
- مُمارسة الزوج للعُنف الزوجي تجاه زوجته.
- غياب الزوج عن الزوجة دون أعذار.
- مُعاناة الزوج من إعاقة تتسبب في انعدام المُتعة الزوجية.
- وجود شُهداء يشهدون بما يقوم به الزوج من سلبيات.
- عدم قُدرة الزوج على توفير النفقة للاهتمام بأسرته.
- ارتداد الزوجين عن دين الإسلام.
كل هذه الخطوات تستغرق مُدة 60 يوم تقريبًا أو شهرين فقط.
لا يفوتك أيضًا: ما هو حكم زواج المخصي
طلاق فسخ وخُلع أوجه لعملة واحدة؟
هُناك عِدة عوامل توضح الفرق الرئيسي بين المُسميات الثلاثة للانفصال الزوجي، فعلى الرغم من كون كُلٍ منها من مُنهيات العلاقة الزوجية إلا أن هُناك فوارق عِدة، ويمكن استشفافها بشكلٍ عام مما يلي:
الطلاق | يقوم به الزوج، ويكون بسبب أو بدون. |
الخلع | تقوم به الزوجة وتفدي نفسها مُقابل عوض للزوج يتم الاتفاق عليه. |
الفسخ | يُقره الحاكم والمُفتي، ومن الضروري وجود سبب. |
الشريعة الإسلامية تُبيح للزوج تطليق زوجته طلقتين رجعيتين، ما يعني أن رجوعهما بعدهما جائز كما نعلم، ويكون رجوع دون ضرورة إقامة عقد جديد، وذلك يُعد الاختلاف الأول بين الطلاق وكُل من الخلع والفسخ.
الانفصال في الإسلام
أما الخلع في الفقه الإسلامي فهو انقضاء الزواج عن طريق الزوجة، فتُفارق فيه الزوجة شريك حياتها مُقابل عوض تُقدمه له أو من دون، وسرت العادة في وقتنا الحالي أن يكون هذا العوض تنازل الزوجة عن كافة حقوقها المالية، الأُسرية وغيرها، فيُمكننا القول إنه بالتراضي بين الزوجين نظير مُقابل مُعين، ويتم لإدراك الطرفين استحالة العيش بينهما.
عند خلع الزوجة لزوجها لا يُمكنهما العودة لبعضهما البعض مرةً أُخرى، وهو أول ما يختلف فيه الخُلع عن الطلاق العادي والشرعي، والجدير بالذكر أن الله أحل خلع الزوجة لنفسها، فقد جاء في كتابه الحكيم أنه قال:
{فإن خفتم ألا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به} [سورة البقرة: الآية رقم 229].
بالحديث عن الفسخ نجد أنه انفصال تتدخل فيه المحكمة كما ذكرنا أعلاه، وذلك لعدم وصول الزوجين إلى حل وسط ومُرضٍ، ولا تقوم فيه الزوجة بدفع مُقابل أو عوض على عكس الخلع، ولا يُسقط ما لها من حقوق.
لا يفوتك أيضًا: حكم من حلف بالطلاق ثم أراد الرجوع عن يمينه
هل المهر من حق الزوجة بعد الفسخ؟
كما وجب القول إن المهر من أكثر الأمور التي من دورها أن تُشكل الفارق بين الطلاق والفسخ، وخاصةً في حال ما لم يدخل الزوج بالزوجة:
الطلاق قبل الدخول | يوجب للمرأة نصف المهر المُسمى. |
الفسخ قبل الدخول | لا يوجب للمرأة من المهر المُتفق عليه شيء. |
الجدير بالذكر أنه في بعض الحالات تلجأ المحكمة إلى تحديد جلسة رابعة، ويتم ذلك في حال ما رأت المحكمة ضرورة في الاستماع إلى شهادة ذوي الزوجين وأقوالهم، وفي بعض الأحيان اللجوء إلى الجلسة الإضافية يتم عند رفض الزوج التلفُظ بقول أنتِ طالق، فكل انفصال دون لفظ هو مُجرد فُرقة.