موضوع تعبير عن العدل والمساواة كامل بالعناصر PDF
كلما وعينا أن العدل أصل وأساس رخاء الأمم، وسعينا على تطبيقه على كل شيء، حتى على أنفسنا، تقلصت لدينا المشكلات التي من الممكن أن تؤخر تقدمنا، وتمنعنا من أن نرى العالم بوضوح، ومبلغ العلم أن يعلم المرء أنه لا عمل بدون عدل فيه، فيجب أن يعي الفرد منا أن العدل لا يصدر إلا من حكيم.
العناصر
- المقدمة.
- مقاصد العدل في الإسلام.
- قصة داود عليه السلام.
- أهمية العدل في تنظيم الدول.
- الفرق بين العدل والإنصاف.
- أقوال السلف في العدل.
- الخاتمة.
تحميل موضوع تعبير عن العدل PDF من هنـــــــا.
مقدمة موضوع تعبير عن العدل
ترددت على مسامعنا منذ كنا صغار جملة العدل أساس الملك، والتي ربما لم يعيها عقلنا ونحن في سن صغيرة، ولكن كلما كبرت بنا السنون، تأكدنا أنه لا ملك ولا سلطان لأحد ما دام لم يجعل العدل مبدأه في الحياة.
مقاصد العدل
نعرف أن العدل لا يُرسى من ذاته، بل يحتاج إلى منظومة ثابته، تساعد على أن يظل العدل قائم بين الناس، حتى ما إذا اختلف طرفان توجها إلى من يحكم بينهم، وهم يعلمون أن الحكم الصادر يعدل بينهم ويعطيهم حقوقهم كاملة.
للعدل مقاصد في الإسلام، تعيننا على نحدد مبادئه، وتعطينا تلميحات للقوانين والتصرفات التي تساعدنا على اتخاذ القرارات السليمة التي لا تضر أي طرف.
قال تعالى في محكم آياته:
“إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا” [ref](البقرة: 58).[/ref]
هذا أمر من الله لنا أن نحكم بين العدل، إذا ما أُمرنا بين اثنين، والعدل يكون للظالم والمظلوم.
عندما وضع الإسلام القوانين وضع معها الحدود التي تنظم القوانين بين الناس، فلا يصح أن نقوم بالحكم، ونضع العقوبات التي لا تتناسب مع الموقف، فالله سميع بصير بنا.
“وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ ۖ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرِينَ” [ref](النحل: 126).[/ref]
لا يجب أن نأتي بالعقاب بدون أن نعتبر جميع الأسباب التي دفعت الفاعل على الإتيان بما لا يوافق القانون.
يأتي العقاب على ما قام به من تقصير في حق نفسه، وظلم للآخرين، وليس على أساس صلاحه من فساده، وفي هذا شيء من الإفراط في فرض العقوبات.
كلما حرصنا على أن نعدل بين كل شيء، حتى بين أنفسنا، فتحت لنا جميع السبل المعينة، التي تزيدنا حكمة.
لا يفوتك أيضًا: موضوع تعبير عن عيد الأضحى المبارك بالعناصر الكاملة
قصة داود عليه السلام
ومن خلال الحديث عن موضوع تعبير عن العدل لقد أعطانا القرآن الكريم أفضل القصص التي تساعدنا على أن نعي قيمة العدل وأهميته، وأنه فتنة يختبر الله به عباده الصالحين، ليبلوهم فيما آتاهم، فإن أحسنوا، أغناهم الله من فضله، وإن لا فلهم العقاب.
قال الله في آياته:
” إِنَّ هَٰذَآ أَخِي لَهُۥ تِسۡعٞ وَتِسۡعُونَ نَعۡجَةٗ وَلِيَ نَعۡجَةٞ وَٰحِدَةٞ فَقَالَ أَكۡفِلۡنِيهَا وَعَزَّنِي فِي ٱلۡخِطَابِ (23) قَالَ لَقَدۡ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعۡجَتِكَ إِلَىٰ نِعَاجِهِۦۖ وَإِنَّ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلۡخُلَطَآءِ لَيَبۡغِي بَعۡضُهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٍ إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَقَلِيلٞ مَّا هُمۡۗ وَظَنَّ دَاوُۥدُ أَنَّمَا فَتَنَّٰهُ فَٱسۡتَغۡفَرَ رَبَّهُۥ وَخَرَّۤ رَاكِعٗاۤ وَأَنَابَ” [ref](سورة ص: 23، 24).[/ref]
عرضت الآيات قصة داود عليه السلام الذي حضره خصمان، وسألاه أن يحكم بينهم، فأعطى الحق للظالم، لما كانت الحقائق ظاهرة أمامه.
بعد أن تبين لداود أنه قد ظلم المستضعف ونصر القوي الظالم، توجه إلى الله تائبًا، وسأله أن يغفر له.
الاعتراف بالخطأ والاعتذار عنه، دلالة على القوة والثقة بالنفس، فلا بأس أن نعترف بأخطائنا إذا اتخذنا القرارات الخاطئة، خاصة إذا كانت هذه القرارات قد تؤثر على الآخرين.
يخبرنا الله أن قليل من الذين يتولون الحكم أن يعتذروا إذا ما أخطئوا في إصدار الأحكام، وهذا من أشد أنواع الفتنة.
يجب علينا أن نضع قصة داود عليه السلام، نصب أعيننا، نتعظ منها في كل أمر من أمور حياتنا، ونتحرى تقوى الله في إصدار الأحكام بين الناس.
مكن الله داود في الأرض، ولم نزع عنه ملكه، لما أخطأ في إصدار حكمه، إلا أنه اعترف بتقصيره، ورجع فيما حكم.
لأن الله يعلم أن الإنسان يتسرع في إصدار الأحكام، وضع لنا قصة تسرعه في القرآن، لنراها وتعييها قلوبنا، ويريد الله منا أن نقول سمعنا وأطعنا.
أهمية العدل في تنظيم الدول
استكمالاً لحديثنا عن موضوع تعبير عن العدل إذا كان المواطن يعي أن العدل قائم في بلاده، نام قرير العين في يوم وليلة وهو يعلم أنه ينتصر على من بغى عليه، في ظل عدل وقانون قائم ينظم العمل بين الناس.
ولا تعطى رجاحة العقل بنقص الدين، فكلاهما وجهان لعملة واحدة، تعني على أن يأخذ كل فرد في الأمة حقه كاملًا دون إفراط أو تفريط.
ويجب أن يعي الحاكم، أنه لا سلطان ولا جاه بدون العدل، وحكمه زائل لا محالة، إن كان من سخط الله عليه، أو من رفض الخلائق أن يأمهم من يفرط في إعطائهم حقوقهم.
وكان حق على الله أن ييسر للحاكم العادل تصريف أمور الدولة، ويبعد عنها من يفسد في الأرض ولا يصلح.
لا يفوتك أيضًا: موضوع تعبير عن الأمانة بالعناصر الرئيسية
الفرق بين العدل والإنصاف
الإنصاف تأتي من النص، فتكون نصفًا بين الظالم والمظلوم، وبين الناصر والمهزوم.
العدل لا يشترط فيه الإنصاف، فربما تعدل بين اثنين دون إنصاف بينهما، ولكن إن أنصف بينهما، فيجب أن تتحرى أن ذلك الإنصاف قد وفى حقوقها.
فيجب أن نتحرى إذا كنا أنصفنا أم عدلنا بين الناس، مع مراعاة أن يكون العدل لصالح جميع الأطراف فلا يجور على أحد، فالله لا يحب الظلم للعباد.
أقوال السلف في العدل
في سياق حديثنا عن موضوع تعبير عن العدل كان أبلغ الناس عدلًا بعد رسول الله عمر، حتى أنه لم يكن هناك جائع ولا فقير، ولا متخاصمين في عهده، فكان ينشر فتات الخبز ليأكل الطير، حتى لا يقول الناس جاع طير في عهد عمر.
وكل ذلك لم يكن وليدة لحظة، أو تصرف مستحدث، وإنما هي صفة مستأصلة في ذاته.
يجب أن يتحلى بها المرء إذا حكم بين اثنين، أو وجد نفسه يحكم بينه وبين نفسه، فلا يجب أن يبغي عليها.
قال عمرو بن العاص: (لا سلطان إلا بالرجال، ولا رجال إلا بمال، ولا مال إلا بعمارة، ولا عمارة إلا بعدل).
لا تقوم الأمم إلا بإرساء العدل، وإن كانت الأمة قائمة على غير ذلك زالت، حتى وإن طال بقاؤها.
قال ميمون بن مهران: (سمعت عمر بن عبد العزيز يقول: لو أقمت فيكم خمسين عامًا ما استكملت فيكم العدل، إني لأريد الأمر وأخاف ألا تحمله قلوبكم فأخرج معه طمعًا من الدنيا؛ فإن أنكرت قلوبكم هذا سكنت إلى هذا).
ومن أبلغ الحكمة، أن يعي الحاكم أنه إن لم يرسي العدل بين الناس، فإنه زائل، وعليه سخط، وغضب من الله.
لا يفوتك أيضًا: موضوع تعبير عن الأخلاق الدينية بالعناصر
خاتمة موضوع تعبير عن العدل
من تحلى بالعدل وسعى أن يكون ديدنه ألا يظلم أحدٌ ويحكم بينه بالعدل والإحسان، أكرمه الله من واسع فضله، وجعله على رؤوس الخلائق، يأمهم، ويحكمونه فيما صدر بينهم، فذلك أبلغ ما يزكي الإنسان عن ذاته.
تعبير عن المساواة
المساواة هي مرادف أخر للعدل ولكنها تخص فقط المواطنين أما القانون” فجاء في ميثاق الأمم المتحدة ” أن كل الناس متساويين أمام القضاء”، فيما يخص الحقوق الاجتماعية والسياسة، وجاء البيان نصرة للأقليات الفقراء في الولايات المتحدة، ومن ضمنها العدل بين الجنسين: النساء والرجال في الأنشطة وتولي المناصب القيادية أو لعب الأدوار الاجتماعية.
من حكم عقله، وأرجع أمره إلى دينه، واتبع الحكمة في أمره، صرف الله عنه غاشية العقل، ومنحه من العدل والحكمة ما يعينه على بلاء الدنيا، ويمنحه الجلد والصبر على فتنها.