هل يجوز نقل زكاة الفطر من بلد

هل يجوز نقل زكاة الفطر من بلد

يتساءل الناس هل يجوز نقل زكاة الفطر من بلد إلى بلد أخرى، حيث إن المسلمين دائمًا ما يتحروا الدقة في تفاصيل عقيدتهم، أملين في قبول أعمالهم ونيل الأجر من الله عز وجل، كما أن زكاة الفطر من الأمور العقائدية اللازم تأديتها في موعدها، وهي مقرونة بنهاية صوم شهر رمضان.

وزكاة الفطر واجبة على الجميع، كبير وصغير رجل كان أو امرأة، فعلى كل مسلم إخراج ما يعادل ثلاث كيلو جرام من القمح أو من أيََ من الحبوب المتوفرة والرائجة في بلده.

نقل زكاة الفطر إلى بلد آخر

يسأل الناس عن جواز نقل زكاة الفطر من بلد لأخرى، بمعنى هل يجوز نقل زكاة الفطر من بلد إلى بلد غير الذي صام فيها الشخص، فالإجابة وفقًا للأئمة أبو حنيفة ومالك وبن حنبل وتأكيد ابن تيمية وابن عثيمين وابن باز، يجوز نقلها في حالة إن كان هناك حاجة ملحة أو مصلحة في ذلك[ref]https://dorar.net/feqhia/2448/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B7%D9%84%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%AD%D9%83%D9%85-%D9%86%D9%82%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%83%D8%A7%D8%A9-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A8%D9%84%D8%AF-%D8%A2%D8%AE%D8%B1-%D9%85%D8%B7%D9%84%D9%82%D8%A7[/ref].

يقول الله تعالى في كتابه العزيز:

إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ[ref]سورة التوبة (آية 60)[/ref]

فالآية الكريمة تدل على جواز صرف الزكاة لمستحقيها، وهم الفقراء والمساكين والعاملين عليها، والمؤلفة قلوبهم وغيرهم كما وضحهم الله عز وجل، دون النظر إلى البلد التي صام فيها الشخص.

من الأدلة على جواز إخراج الزكاة في غير بلد المال، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينتظر الصدقات تأتي للمدينة المنورة، ليوزعها على مستحقيها، فيقول في ذلك قبيضة بن مخارق الهلالي رضي الله عنه:

تَحَمَّلْتُ حَمَالَةً، فأتَيْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أسْأَلُهُ فيها، فقالَ: أقِمْ حتَّى تَأْتِيَنا الصَّدَقَةُ، فَنَأْمُرَ لكَ بها، قالَ: ثُمَّ قالَ: يا قَبِيصَةُ، إنَّ المَسْأَلَةَ لا تَحِلُّ إلَّا لأَحَدِ ثَلاثَةٍ: رَجُلٍ تَحَمَّلَ حَمَالَةً، فَحَلَّتْ له المَسْأَلَةُ حتَّى يُصِيبَها، ثُمَّ يُمْسِكُ، ورَجُلٌ أصابَتْهُ جائِحَةٌ اجْتاحَتْ مالَهُ، فَحَلَّتْ له المَسْأَلَةُ حتَّى يُصِيبَ قِوامًا مِن عَيْشٍ -أوْ قالَ: سِدادًا مِن عَيْشٍ- ورَجُلٌ أصابَتْهُ فاقَةٌ حتَّى يَقُومَ ثَلاثَةٌ مِن ذَوِي الحِجا مِن قَوْمِهِ: لقَدْ أصابَتْ فُلانًا فاقَةٌ، فَحَلَّتْ له المَسْأَلَةُ حتَّى يُصِيبَ قِوامًا مِن عَيْشٍ -أوْ قالَ: سِدادًا مِن عَيْشٍ- فَما سِواهُنَّ مِنَ المَسْأَلَةِ -يا قَبِيصَةُ- سُحْتًا، يَأْكُلُها صاحِبُها سُحْتًا.[ref]الراوي : قبيصة بن مخارق | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 1044 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح][/ref]

شاهد أيضًا: هل يجوز تقديم زكاة الفطر قبل العيد بيومين

حكم نقل زكاة الفطر للبلدان البعيدة

كثرت التساؤلات حول جواز نقل الزكاة من بلد لأخرى، ومن بلد لبلد بعيدة، ولكن الأمر بسيط حيث لم تترك الشريعة الإسلامية المباركة صغيرة ولا كبيرة إلا وناقشتها ووضحتها، فالأساس والحكمة من إخراج زكاة الفطر، هو التكافل الاجتماعي، وتوفير حياة كريمة لكل أفراد المجتمع.

فلا يجوز إخراج الزكاة لبلد بعيدة، وهناك من هو محتاج في بلدنا، أما في حالة كان أهل البلد أغنياء، ولا بينهم فقير، فلا حرج في نقل الزكاة للبلاد البعيدة، التي أهلها مسلمين.

شاهد أيضًا: طريقة حساب زكاة الفطر بالكيلو لكل شخص

هل يجوز إخراج زكاة الفطر مرتين

تعتبر زكاة الفطر أحد الموجبات على المسلم، ولا يجوز تركها أو عدم إخراجها، ولكن البعض يريد أن يزيد عليها أو يخرجها مرتين أو أكثر، فوفقًا لقول الأئمة الأربعة يجوز الإنفاق كيفما يشاء المسلم، فكل ذلك في سبيل الله[ref]https://islamqa.info/ar/answers/112101/%D8%A7%D8%AE%D8%B1%D8%A7%D8%AC-%D8%B2%D9%83%D8%A7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B7%D8%B1-%D8%A7%D9%83%D8%AB%D8%B1-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%A7%D8%B9-%D8%AA%D8%B7%D9%88%D8%B9%D8%A7[/ref].

بينما تعتبر المرة الأولى فقط زكاة فطر، وما بعدها صدقات يؤجر بها العبد، ولكنه غير مكلف بها، ولا حرج عليه من عدم إنفاقها، ولا يجوز إخراج أكثر من الزكاة المفروضة على المسلم إكراهًا أو رياء.

هل يجوز نقل زكاة الفطر من بلد

هل يجوز إخراج زكاة الفطر بالنيابة

يسأل البعض عن جواز دفع زكاة الفطر نيابة عن أخيه أو أبيه أو شريكه أو غير ذلك، فيقول العلماء لا حرج في ذلك، حيث إن لا يشترط أن تخرج الزكاة من عين مال المزكي، طالما بإذن المزكي نفسه، لأن زكاة الفطر يشترط فيها النية، بمعنى إذا أذن المزكي بإخراجها فلا مانع[ref]https://www.islamweb.net/ar/fatwa/147323/%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%8A%D8%A7%D8%A8%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A5%D8%AE%D8%B1%D8%A7%D8%AC-%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%83%D8%A7%D8%A9-%D9%88%D8%AF%D9%81%D8%B9%D9%87%D8%A7-%D9%85%D9%86-%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%A6%D8%A8[/ref].

هل يجوز إخراج زكاة الفطر على الغائب

تعتبر زكاة الفطر أمر واجب على كل مسلم، ويفضل دائمًا إخراجها بنفسه ومن ماله، لأنها طهارة للنفس وبركة للمال، كما يجب أن تدفع زكاة الفطر لمستحقيها في البلد التي صام بها المسلم[ref]https://www.islamweb.net/ar/fatwa/9442/%D9%87%D9%84-%D9%8A%D8%B5%D8%AD-%D9%86%D9%82%D9%84-%D8%B2%D9%83%D8%A7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B7%D8%B1-%D9%84%D8%A8%D9%84%D8%AF-%D8%A2%D8%AE%D8%B1[/ref].

  • بينما يجوز نقل الزكاة أو دفعها عن الغائب إذا كان معسر ولم يستطع دفع الزكاة في البلد الموجود فيها.
  • يجوز نقل الزكاة للغائب من ماله، إذا كان المنقول لهم الزكاة في حاجة لها.
  • من المؤكد جواز نقل الزكاة في حالة كان المستحق قريب وذو صلة رحم.

شاهد أيضًا: متى تكون زكاة الفطر واجبه

كيف إحسب زكاة الفطر

تعد زكاة الفطر معلومة ولا خلاف عليها، فروي أبو سعيد الخضري:

كُنَّا نُخْرِجُ زَكَاةَ الفِطْرِ صَاعًا مِن طَعَامٍ، أَوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ، أَوْ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِن أَقِطٍ، أَوْ صَاعًا مِن زَبِيبٍ.[ref]الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم | الصفحة أو الرقم : 985 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] [/ref]

فمقدار زكاة الفطر وفقًا لما قاله العلماء بالإجماع في الزمن الحالي، 2 كيلو ونصف من الأرز أو التمر أو الشعير أو الزبيب، كما أن البعض يريد إخراجها من اللحم أو أي نوع من الطعام، فلا حرج في ذلك، وبعض المشايخ صرح بإمكانية إخراجها مالًا، لما آل إليه الوقت الراهن، وباتت حاجات الناس مختلفة.

هل يجوز نقل زكاة الفطر من بلد

شاهد أيضًا: مقدار قيمة زكاة الفطر في السعودية

بذلك نكون وصلنا لنهاية مقال هل يجوز نقل زكاة الفطر من بلد إلى بلد أخرى، والذي تعرفنا من خلاله على حكم إخراج الزكاة في غير البلد التي صام بها المسلم، وبعض من أحكام زكاة الفطر وكيفية إخراجها، فالزكاة واجبة على كل مسلم يملك فقط قوت نفسه.

إغلاق