تجربتي في ذكر الله

تجربتي في ذكر الله

تجربتي في ذكر الله، حيث إن ذكر الله هو الفرج من كل ضيق، هو السعادة والخلاص من كل كرب، ذكر الله هو الأمان والطمأنينة وراحة القلوب، فما من أحد يذكر الله إلا وتهدأ نفسه ويسعد قلبه ويفرج كربه، كما أنها أحد الطاعات المستحبة التي دلتنا عليها الشريعة وذكرت مرارًا في القرآن الكريم وتكرار في السنة النبوية الشريفة.

تجارب مع ذكر الله

التجارب تشجع الناس ليقدموا على فعل الأشياء الطيبة، وتساعدهم وتحمسهم على القيام بالعبادات والطاعات، وفيما يلي بعض تجارب الأشخاص مع الذكر:

التجربة الأولى

تقول إحدى الأخوات إن تجربتي في ذكر الله عظيمة، حيث إنها كانت تسمع كثيرًا عن فضل الذكر إلى أن قررت أن تلتزم به دومًا، وتقدم على الذكر وقت معين كل يوم، فكانت تختلي بنفسها بعد قضاء الفروض، وتبتعد عن كل مشاغل الحياة، وتكرر الأذكار وتلزم الاستغفار، حتى وجدت كل حياتها تتغير، فما يصيبها من حزن إلا وينقلب فرح، وما يحدث لها من ضيق إلا وتجد متسع وفرج، فتقول الأخت أن والله ذكر الله علاج من كل داء وفرج من كل كرب فألزم الاستغفار والأذكار تطيب لك الحياة.

التجربة الثانية

التجربة الثانية تخص الداعية عمرو خالد والذي خرج ليحكي للناس تجربته الشخصية مع الذكر، حيث كان يعاني من التشتت، وعدم القدرة على لم شمل أموره.

فكان يرغب في استمرار دعوته، ويريد في الوقت ذاته أن يبني مستقبل للأسرة، ويعمل على تنشئة أولاده بالطريقة السليمة، كما أنه كان يرعى والديه ولم يجد الوقت الكافي ليصنع كل ذلك.

يقول أن الوضع استمر هكذا حتى داوم على الذكر، فبعد وقت وجيز وجد كل الأمور تهدأ، وفي تعبيره وجد شتات أموره يجتمع وكل شيء يبدو واضح، فرزقه الله البركة في الوقت والفطنة لتنظيم الحياة، ويرجع الداعية سبب هدايته للذكر قول الله تعالى:

وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا[ref]سورة الكهف (آية 28)[/ref]

شاهد أيضًا: تجربتي مع الحوقلة للرزق والشفاء

فضل ذكر الله

الذكر هو نور القلب، والطريق للهدى والسعادة، فما تجد من مسلم يذكر ربه ويتقيه حق تقاته، إلا وتجده راضيًا سعيد هادئ النفس طيب الطبائع مطمئن، فالذكر هالة نور يضيء القلوب ويحييها، ويتمثل فضل الذكر في[ref]https://www.islamweb.net/ar/article/178227/%D9%81%D8%B6%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%83%D8%B1[/ref]:

  • وصف الرسول الكريم ذكر الله بأنه أعظم للمسلم من إنفاق الذهب والمال ومن القتال في سبيل الله.
  • ذكر الله يرطب اللسان ويعالج مرض القلوب.
  • يقول الرسول الكريم عن الذاكر لله والغير ذاكر كالحي والميت، فالحياة دون ذكر كالموت.
  • يصف بن تيمية ذكر الله بالماء للسمك، فلا يمكن للإنسان العيش دون ذكر.
  • الذكر يحفظ العبد ليله ونهاره، فما من ذاكر إلا وهو في معية الله.
  • ذكر الله يثبت المؤمن ويقويه، إذ يقول الله تعالى في كتابه العزيز

 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ[ref]سورة الأنفال (آية 45)[/ref]

في سياق الحديث حول تجربتي في ذكر الله ومن فضل الذكر ، أن الله تعالى يباهي الملائكة بعباده الذاكرون، حيث إن الرسول صلى الله عليه وسلم عندما وجد أصحابه جالسون وسألهم عما يفعلوا قالوا جلسنا نذكر الله، فبشرهم بأن الله يباهي بمجلسهم ملائكته.

  • بالذكر تنقضي الحاجات، وتسهل الطاعات والعبادات والواجبات، وبالذكر تقر العيون وتشفى الصدور وتجدد النوايا وتغفر الذنوب وترطب القلوب وتشفى من الحقد والحسد.
  • الملائكة تحف ذوي الذكر وجلسات الذكر، والذاكرون يمنحهم الله السكينة والسعادة ويلاحقهم برحمته حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:

لا يقعد قوم يذكرون الله عز وجل إلا حفتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله فيمن عنده[ref]إسناده صحيح | المصدر صحيح بن ماجة | المحدث: الألباني (3073) الراوي: أبو سعيد الخدري وأبو هريرة[/ref]

  • ذكر الله يطمئن القلب، فلا يسكن الخوف والذكر قلب مؤمن، وذلك لقول الله تعالى في القرآن الكريم

الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ[ref]سورة الرعد (آية 28)[/ref]

شاهد أيضًا: فضل الاستغفار ونتائجه

فوائد ذكر الله

يقول الإمام بن القيم، أن لذكر الله فوائد لا عد ولا حصر لها، وذكر منها أكثر من مئة، ومن فوائد ذكر الله عز وجل[ref]https://www.alukah.net/sharia/0/136954/%D9%81%D9%88%D8%A7%D8%A6%D8%AF-%D9%88%D8%AB%D9%85%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%B0%D9%83%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%88%D8%AA%D9%84%D8%A7%D9%88%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86/[/ref]:

  • ذكر الله يبعد الناس عن النميمة والغيبة، ويكره للعباد الكذب والفحشاء.
  • ذكر الله يجنب العبد الحيرة والشقاء ويشعره بالأمان.
  • ذكر الله يطهر النفس من النفاق.
  • ذكر الله يفتح للناس أبواب العلم، وينير لهم الطريق.
  • المداومة على ذكر الله تذكر العباد بالتوبة دائمًا وتجعلهم أوابون توابون.
  • ذكر الله نور يضيئ للعبد قبره، ونور له يوم القيامة.
  • ذكر الله ييسر العسير، ويحل العقد.
  • يدخل الذاكرون الجنة من باب الإحسان.
  • الذكر ينشط العقل والذاكرة.
  • الذكر ينور الوجوه، ويفتح للذاكرين في قلوب الناس أبواب.
  • الله عز وجل وملائكته يصلون على الذاكرون.

شاهد أيضًا: تجربتي مع الحوقلة 

ما هي شروط الذكر

شروط الذكر أو آداب الذكر المقصود بها أفضل حالة يكون عليها العبد في ذكر ربه، حيث إنها آداب مشروعة ومستحبة، ولكن الذكر يجوز في أي حالة وأي وقت فكانت تقول أمنا عائشة دائمًا أن الرسول الكريم كان يذكر الله في كل حين وعلى أي حال، وتتمثل آداب الذكر في[ref]https://www.alukah.net/sharia/0/127893/%D8%A2%D8%AF%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%83%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B9%D8%A7%D8%A1/[/ref]:

  • يفضل أن يكون الذكر على طهارة، فالله تعالى يحب كل طيب.
  • الإخلاص في ذكر الله، فالله تعالى يحب أن يعبده المؤمنون بإخلاص.
  • الثناء على الله تعالى وقت الذكر والاكثار من الذكر، فالإلحاح على الله مستحب، فكان الأنبياء يقدسون الله ويثني كل منهم عليه ويتضرعون له.
  • الذكر في السر والعلن، حيث إن السرائر مهمة وذكر الله في الخفاء دليل على استحضار الله تعالى في كل وقت وحين.
  • ذكر الله في كل وقت وحين، وليس في أوقات الضيق فقط.

ما هي أفضل الأذكار وأفضل الأوقات؟

كل ذكر الله طيب وجميل يريح النفس والقلب، ولكن أفضل الذكر بعد قراءة القرآن الكريم هو قول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، وذلك ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم، حيث روي أحمد عن رجل من أصحاب النبي قال[ref]https://www.islamweb.net/ar/fatwa/58967/%D8%A3%D9%81%D8%B6%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%83%D8%B1-%D9%88%D8%A3%D9%81%D8%B6%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%82%D8%A7%D8%AA[/ref]:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، أفضل الكلام بعد القرآن أربع، سبحان الله، والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر.[ref]الراوي: [سمرة بن جندب] | المحدث : ابن تيمية | المصدر: مجموع الفتاوى | الصفحة أو الرقم : 12/77 | خلاصة حكم المحدث: صحيح | التخريج: أخرجه أحمد (20236)[/ref]

أفضل أوقات الذكر، في القلق الأخير من الليل، حيث ينزل الله تعالى بنفسه إلى أقرب السماوات ليتفقد أحوال عباده ويسمح أصواتهم، حيث قال عمر ابن عبقة:

قال النبي صلى الله عليه وسلم، أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممكن يذكر الله في تلك الساعة فكن[ref]المصدر: سنن الترمذي | الصفحة أو الرقم : 3579 | خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح غريب من هذا الوجه | التخريج: أخرجه الترمذي (3579)، والنسائي (572) | الراوي: عمرو بن عبسة[/ref].

بذلك نكون قد انتهينا من مقال تجربتي في ذكر الله، حيث إن ذكر الله عطر الفم وراحة القلب ونشاط العقل، فالذاكرون يلقوا في الحياة سعادة ونور وطمأنينة ويسر وفي الآخرة جنة وهناء لا شقاء بعده أبدًا.

إغلاق