أحاديث عن الشهداء ومكانة الشهداء
هناك عدة أحاديث عن الشهداء تنبئ عن فضلهم ومكانتهم عند الله -عز وجل- فالشهيد هو من بذل روحه فداء الدين.. الوطن.. العرض، أو حتى المال، حيث يجب على ذويه ألا يحزنوا في تلك الحالة.. فإن الله أعد له الخير الوفير، وهذا ما سنتعرف عليه من خلال الأحاديث الشريفة التي تركها لنا رسول الله عن الشهيد.. كذلك ذكره في الآيات القرآنية التي توضح مكانته في الإسلام.
أحاديث عن الشهداء مكتوبة
الشهادة في الإسلام هي أعظم ما قد يمن الله به على أحد من خلقه، فهو يدخل الجنة بلا حساب أو سابقة عذاب، فهو فضل الآخرة على الدنيا الزائلة، أفلا يكرمه الله -عز وجل- بأعلى المراتب في الجنة.. مع الصديقين والأنبياء.
الجدير بالذكر أنه ليس كل من يقتل يعد شهيدًا.. فهناك من يقاتل من أجل أن يحصل على الغنائم وحين قتله هنا لا يكون من الشهداء.. وهناك من يدخل القتال من أجل أن يذكره الناس، وهو أيضًا ليس من الشهداء إن قتل.
فالشهيد هو من يسكن قلبه وروحه ووجدانه كلمة الله -عز وجل- ودينه وحبه لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-.. فقد روي عن أبو موسى الأشعري أنه قال: “قالَ أَعْرَابِيٌّ للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: الرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِلْمَغْنَمِ، والرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِيُذْكَرَ، ويُقَاتِلُ لِيُرَى مَكَانُهُ، مَن في سَبيلِ اللَّهِ؟ فَقالَ: مَن قَاتَلَ، لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هي العُلْيَا، فَهو في سَبيلِ اللَّهِ” (صحيح).
كذلك هناك الكثير من الأحاديث النبوية التي تتحدث عن الشهيد ومن هو من ينال الشهادة ويفوز بأعالي الجنان.. فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
“الغريقُ شهيدٌ والحريقُ شهيدٌ والغريبُ شهيدٌ والملدوغُ شهيدٌ والمبطونُ شهيدٌ ومن يقعُ عليهِ البيتُ فهوَ شهيدٌ ومن وقعُ من فوقِ البيتِ فتدقُّ رجلُهُ أو عنقُهُ فيموتُ فهوَ شهيد ومن تقَعُ عليه الصخرةُ فهوَ شهيدٌ والغيرَى على زوجِها كالْمُجاهدِ في سبيلِ اللَّه فلها أجرُ شهيدٍ ومن قُتِلَ دونَ مالِهِ فهوَ شهيدٌ ومن قُتِلَ دونَ نفسِهِ فهوَ شهيدٌ ومن قُتِلَ دونَ أخيهِ فهوَ شهيدٌ ومن قُتِلَ دونَ جارِهِ فهوَ شهيدٌ والآمِرُ بالمعروفِ والنَّاهي عنِ المنكرِ شهيدٌ” (صحيح) رواه على بن أبي طالب.
لا يفوتك أيضًا: أجمل دعاء للميت قبل الدفن مكتوب
أحاديث نبوية عن الشهداء
عندما بعث الله محمدًا -صلى الله عليه وسلم- رسولًا في بلدته والعالم أجمع، كان لابد من إقامة المعارك والغزوات من أجل الحفاظ على هذا الدين، وإلا ما كان وصل إلينا الآن، هذا الأمر استنفذ الكثير من أرواح المقاتلين الذين لم يبخلوا بأرواحهم فداء دينهم، فقد قال عنهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- برواية جابر بن عتيك:
“الشهادةُ سبعٌ سوى القتلُ في سبيلِ اللهِ؛ المقتولُ في سبيلِ اللهِ شهيدٌ، والمطعونُ شهيدٌ، والغريقُ شهيدٌ، وصاحبُ ذاتِ الجنبِ شهيد، والمبطونُ شهيدٌ، وصاحبُ الحريقِ شهيدٌ، والذي يموتُ تحتَ الهدْمِ شهيدٌ، والمرأةُ تموتُ بجُمْعٍ شهيدة” (صحيح).
الكثير منا لا يعلم أن هناك عدة مواضع من شأن صاحبها أن يكون شهيدًا ونحن لا ندري.. لذا نوهنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى العديد من طرق الوفاة التي نحتسب صاحبها عند الله شهيدًا.. حيث تمثلت في قوله -صلى الله عليه وسلم- برواية عنترة بن عبد الرحمن الشيباني:
“ما تَعُدُّونَ الشَّهِيدَ فيكُمْ؟ “قُلْنا: يا رسولَ اللهِ! مَنْ قُتِلَ في سبيلِ اللهِ قال: إِنَّ شُهداءَ أُمَّتي إِذًا لَقَلِيلٌ، مَنْ قُتِلَ في سبيلِ اللهِ فهوَ شَهيدٌ، والمُتَرَدِّي شَهيدٌ، والنُّفَساءُ شَهيدٌ، والغرقُ شَهيدٌ، والسُّلُّ شَهيدٌ، والحَرِيقُ شَهيدٌ، والغَرِيبُ شَهيدٌ” (صحيح).
كذلك في رواية أخرى من عقبة بن عامر، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يلي: “خمسٌ مَنْ قُبِضَ في شيءٍ مِنهنَّ فهوَ شهيدٌ: المقتولُ في سبيلِ اللهِ شهيدٌ، والغَريقُ في سبيلِ اللهِ شهيدٌ، والمبْطونُ في سبيلِ اللهِ شهيدٌ، والمطْعونُ في سبيلِ اللهِ شهيدٌ، والنُّفَساءُ في سبيلِ اللهِ شهيدٌ” (صحيح).
أحاديث من السنة عن الشهيد في الإسلام
كما رأينا من خلال الأحاديث السابقة عن الشهداء أن مواطن الشهادة كثيرة ومتعددة، كما أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد نوه إلى أنه من الممكن أن يحتسب الرجل شهيدًا دون أن يقتل في غزوة أو ما شابه، وذلك من الممكن أن نقوم بإدراكه من خلال الحديث القادم، والذي رواه جابر بن عتيك، حيث قال:
“أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جاء يعودُ عبدَ اللهِ بنَ ثابتٍ فوجَده قد غُلِب عليه فصاح به فلم يُجِبْه فاسترجَع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وقال: (غُلِبْنا عليك يا أبا الرَّبيعِ) فصاح النِّسوةُ وبكَيْنَ وجعَل ابنُ عَتيكٍ يُسكِّتُهنَّ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: دَعْهنَّ فإذا وجَب فلا تبكيَنَّ باكيةٌ…
فقالوا: وما الوجوبُ يا رسولَ اللهِ؟ قال: (إذا مات) قالتِ ابنتُه: واللهِ إنْ كُنْتُ لأرجو أنْ تكونَ شهيدًا فإنَّك كُنْتَ قد قضَيْتَ جَهازَك فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (إنَّ اللهَ قد أوقَع أجرَه على قدرِ نيَّتِه وما تعُدُّونَ الشَّهادةَ؟) قالوا: القتلَ في سبيلِ اللهِ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (الشَّهادةُ سبعٌ سوى القتلِ في سبيلِ اللهِ: المبطونُ شهيدٌ والغريقُ شهيدٌ وصاحبُ ذاتِ الجَنْبِ شهيدٌ والمطعونُ شهيدٌ والحريقُ شهيدٌ والَّذي يموتُ تحتَ الهدمِ شهيدٌ والمرأةُ تموتُ بجُمْعٍ شهيدٌ”.
الجدير بالذكر أن الله -عز وجل- قد كرم الشهداء بأفضل الدرجات في الجنة، وهو الأمر الذي من شأنه أن يريح قلب ذويه ويلهمهم الصبر والسلوان على الفراق.. فمن رحمة الله عز وجل، أنه يمن على أهل المتوفى بأي من الأوضاع السابقة بالبشرى كونه قد سبقهم إلى الجنة، وأنه سيشفع لهم يوم القيامة.
لا يفوتك أيضًا: أكثر من 50 رسالة عزاء ومواساة مؤثرة
الشهادة في الأحاديث النبوية
يجب أن نعلم أن الشهادة قد اقتصرت على دين الإسلام، فهو فضل من الله قد تفضل به على المسلمين فقط.. فلا يجوز أن نقول على أنصاري أو يهودي أنه شهيد بغض النظر عن دينه، فقد روي عن عمر بن الخطاب:
“مَّا كانَ يَوْمُ خَيْبَرَ، أقْبَلَ نَفَرٌ مِن صَحابَةِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فقالوا: فُلانٌ شَهِيدٌ، فُلانٌ شَهِيدٌ، حتَّى مَرُّوا علَى رَجُلٍ، فقالوا: فُلانٌ شَهِيدٌ، فقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: كَلّا، إنِّي رَأَيْتُهُ في النَّارِ في بُرْدَةٍ غَلَّها، أوْ عَباءَةٍ، ثُمَّ قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: يا ابْنَ الخَطَّابِ، اذْهَبْ فَنادِ في النَّاسِ، أنَّه لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ إلَّا المُؤْمِنُونَ، قالَ: فَخَرَجْتُ فَنادَيْتُ: ألا إنَّه لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ إلَّا المُؤْمِنُونَ” (صحيح).
كذلك على المسلم أن يكون ملخص النية لله عز وجل، أنه إن مات على أية موضع دون المعصية، فيسأل الله أن ينزله منزلة الشهداء، فالله -عز وجل- عند ظن العبد به، إن كان خيرًا فخيرًا.. وإن كان عكس ذلك فهو كذلك، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
“شهيدُ البحرِ مثل شهيدَيِ البرِّ، والمائدُ في البحرِ كالمُتَشَحِّطِ في دمِه في البرِّ وما بين الموجتَينِ كقاطعِ الدنيا في طاعةِ اللهِ تعالى وإنَّ اللهَ تعالى قد وكَّل ملَكَ الموتِ بقبضِ الأرواحِ إلا شهيدَ البحرِ فإنَّ اللهَ يتولَّى قبضَ أرواحِهم، وشهيدُ البرِّ يُغفَرُ له كلُّ شيءٍ إلا الدَّينَ، وشهيدُ البحرِ يُغفَرُ له كلُّ شيءٍ والدَّينُ”(صحيح).
بالنظر إلى أحاديث عن الشهداء.. نود لو أن الله يمن علينا فيكون لنا النصيب أن نقى وجهه الكريم ونحن في منزلة الشهيد.. فهو الذي يشفع لأهله ويكون سببًا في دخولهم الجنة جزاء بما صبروا.
أحاديث شريفة عن الشهادة
من الممكن أن يحصل المسلم على منزلة الشهداء من خلال أداء النوافل التي أوصى بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين قال “مَنْ صلَّى الضُّحَى، وصامَ ثلاثةَ أيَّامٍ من الشَّهرِ، ولَمْ يَتْرُكِ الوِتْرَ في سَفَرٍ ولا حَضَرٍ؛ كُتِبَ له أجْرُ شَهيدٍ” (صحيح) رواه عبد الله بن عمر.
كذلك إن اتبع المسلم فرائض دينه، كما يجب أن تكون فإنه ينال منزلة الشهداء كما لو أنه قتل في مبارزة الأعداء من أجل المحافظة على الدين أو العرض.. فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “من اغتسل من الجنابةِ حلالًا أعطاه اللهُ تعالى قصرًا من دُرَّةٍ بيضاءَ وكُتِبَ له بكلِّ قطرةٍ ثوابَ ألفِ شهيدٍ” (صحيح).
أيضًا فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إذا جاء الموتُ لطالِبِ العلْمِ وهو على هذِهِ الحالَةِ، ماتَ وهُوَ شَهِيدٌ” (صحيح) رواه أبو ذر وأبو هريرة.
كذلك قبض المسلم على دينه في زمن انتشرت فيها المفاسد قد يكون سببًا في دخوله الجنة، كونه قد نال الشهادة جراء الصبر والعفو والتغافل من أجل أن تستمر الحياة الآمنة ولا تنتشر الفتنة بين الناس.. فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
“ستكونُ عليكم أئمةٌ يملِكونَ أرزاقَكم، يُحَدِّثونَكم فيَكْذِبونَكم، ويعملونَ فيُسِيئونَ العملَ، لا يَرْضَوْنَ منكم حتى تُحْسِّنُوا قَبيحَهم، وتُصَدِّقُوا كَذِبَهم، فأعْطُوهم الحقَّ ما رضوا به، فإذا تجاوَزوا فمن قُتِلَ على ذَلِكَ فهو شهيدٌ” (صحيح) رواه أبو سلالة الأسلمي.
كذلك التوكل على الله من أهم أسباب نيل المسلم للشهادة، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الحاجُّ في ضمانِ اللهِ مُقبلًا ومُدبرًا؛ فإن أصابهُ في سفرهِ تعبٌ أو نصبٌ غفر اللهُ لهُ بذلكَ سيئاتِهِ، وكان لهُ بكلِّ قدمٍ يرفعُهُ ألفَ درجةً، وبكلِّ قطرةٍ تصيبهُ من مطرٍ أجرُ شهيدٍ” (صحيح).
لا يفوتك أيضًا: الرد على كلمة البقاء لله افضل عبارات للرد على العزاء
أحاديث نبوية عن منزلة الشهداء
إن للشهيد منزلة لا تضاهيها منزلة أخرى عند الله -جل وعلا- ورغم ذلك يحزن البعض عند فراقهم لذويهم رغم كونهم على علم بتلك المنزلة الرفيعة التي أصبحوا عليها عندما نالوا الشهادة.. خاصةً إن كان الفقيد أبًا حانيًا أو أخًا أو ابنًا وحيدًا، فتكون وجيعة فراقه أشد صعوبة وحزنًا.
على أن معرفة المكانة العظيمة التي عليها الشهداء في دار النعيم ربما تُذهب نار الحزن والفراق من قلوب فاقديهم.. فتكون بمثابة العوض والجزاء العظيم، ألا وهنالك من الأحاديث ما يُثبت ما يناله الشهداء من منزلة عند الله وفضل.. منها ما يلي:
“عن عوفِ بنِ مالكٍ أنَّهُ رأى رؤيا فيها أنَّ عمرَ شهيدٌ مُسْتَشْهدٌ فقال لما قصَّها عليْهِ أنَّى لي بالشهادةِ وأنا بين ظهرانيْ جزيرةِ العربِ لستُ أغزو والناسُ حولي ثم قال بلى يأتي بها اللهِ إن شاء” (صحيح) رواه عوف بن مالك الأشجعي.
“صوموا عاشوراءَ ووسِّعوا على أهاليكم فقد تاب اللهُ فيهِ على آدمَ . . . فمن صامَه كان كفارةَ أربعين سنةً وأُعْطِيَ ثوابَ ألفِ شهيدٍ وكُتِبَ لهُ أجرُ سبعِ سمواتٍ، وفيه خلق اللهُ السمواتِ والأرضِ والعرشِ والقلمِ، وأولُ يومٍ خُلِقَ يومُ عاشوراءَ” (صحيح) رواه أبو هريرة.
“مَن جُرِحَ جُرحًا في سَبيلِ اللهِ، جاء يومَ القيامةِ لَونُه لَونُ الزَّعفَرانِ، ورِيحُه رِيحُ المِسكِ، عليه طابَعُ الشُّهَداءِ، ومَن سَأَلَ اللهَ الشَّهادةَ مُخلِصًا، أعطاه اللهُ أجرَ شَهيدٍ وإنْ مات على فِراشِه، ومَن قاتَلَ في سَبيلِ اللهِ فُواقَ ناقةٍ، وَجَبَتْ له الجنَّةُ” (صحيح) رواه معاذ بن جبل.
أحاديث نبوية شريفة عن الشهداء
ديننا الحنيف دين الترغيب وليس الترهيب، فطالما أبلغنا الله على لسان رسوله الكريم -صلى الله عليه وسلم- أن للمسلم عظيم الفضل إن كان متقربًا لبارئه من خلال ذكر المولى في العديد من المواضع، فالله يحب من يتودد إليه بأفضل الأذكار.. حينها يكن للمؤمن الأحقية في نيل ثواب الشهادة، فقد روت عائشة أم المؤمنين عن النبي -صلى الله عليه وسلم-:
“قلت يا رسولَ اللهِ ليس الشهيدُ إلا من قُتِل في سبيلِ اللهِ قال يا عائشةُ إن شهداءَ أمتي إذًا لقليلٌ مَن قال في يومٍ خمسًا وعشرين مرةً اللهمَّ باركْ في الموتِ وفيما بعدَ الموتِ ثم مات على فراشِه أعطاه اللهُ أجرَ شهيدٍ” (صحيح).
كذلك الدعاء الذي دعا به يونس في بطن الحوت، والذي كان له عظيم الفضل في أن يخرجه الله من الثلاث ظلمات اللاتي وقع فيهن، فمن انتظم على قوله أثناء المرض، ثم قبض الله روحه على هذا الحال، فهو شهيد بقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في رواية سعد بن أبي وقاص حين قال:
“أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال في قَولِه تَعالى لا إِلَهَ إِلَّا أنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ من الظَّالِمِينَ: أيُّما مُسلمٌ دَعا بِها في مَرَضِه أربعينَ مَرَّةً، فمَاتَ في مَرَضِهِ ذلِكَ؛ أُعطِيَ أجرَ شَهيدٍ، وإنْ بَرِأَ بَرِأَ وقدْ غُفِرَ لهُ جَميعُ ذُنُوبِهِ” (صحيح).
فأي رحمة وأي حلم اختص الله به المؤمن، فهو يود أن يكافئه بالشهادة من خلال قوله لبعض الكلمات الخفيفة باللسان دون أن يبارز أو يقع قتيلًا في إحدى الغزوات، فالله يود أن يهبه المنزلة التي تحميه من العذاب الأليم حبًا به.
لا يفوتك أيضًا: أفضل 200 ادعية للمتوفى في رمضان مكتوبة
شهادة رسول الله في الإسلام
من الضروري أن ينتبه المسلم إلى أن الشهادة في الإسلام لا تقتصر على قتله بأي من المواطن السابقة التي تخص الشهادة، فالأمر لغويًا يرجع إلى الاستشهاد أي الإقرار على رؤية شيء ما.. فها هو حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والذي شهد فيه على نفسه أمام الله -عز وجل-:
“كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ دُبُرَ صلاتِه: اللَّهمَّ ربَّنا وربَّ كلِّ شيءٍ، أنا شهيدٌ أنَّك أنت الربُّ وحدَك لا شريكَ لك، اللَّهمَّ ربَّنا وربَّ كلِّ شيءٍ، أنا شهيدٌ أنَّ محمَّدًا عبدُك ورسولُك، اللَّهمَّ ربَّنا وربَّ كلِّ شيءٍ، أنا شهيدٌ أنَّ العبادَ كلَّهم إخوةٌ، اللَّهمَّ ربَّنا وربَّ كلِّ شيءٍ، اجعَلْني مُخلِصًا لك وأهلي في كلِّ ساعةٍ في الدُّنيا والآخرةِ…
يا ذا الجلالِ والإكرامِ اسمَعْ واستجِبْ، اللهُ أكبرُ الأكبرُ، اللَّهمَّ نورَ السمواتِ والأرضِ -قال سليمانُ بنُ داودَ: ربَّ السمواتِ والأرضِ- اللهُ أكبرُ الأكبرُ، حسْبي اللهُ ونِعْمَ الوكيلُ، اللهُ أكبرُ الأكبرُ” (صحيح) رواه زيد بن الأرقم.
الحديث التالي من أروع الأحاديث التي نختتم بها الأقوال النبوية عن الشهداء.. حيث تجلت معانيه في شهادة الرسول على شهادة من قتلوا في سبيل الله عز وجل، حي قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في رواية جابر بن عبد الله:
“ادفِنوهم في دمائِهِم – يَعني يومَ أُحُدٍ – ولم يغسِّلْهم. وفي روايةٍ فقالَ: أَنا شَهيدٌ علَى هؤلاءِ، لفُّوهم في دمائِهِم، فإنَّهُ ليسَ جريحٌ يُجرَحُ في اللَّهِ إلَّا جاءَ وجُرحُهُ يومَ القيامةِ يدمَى لونُهُ لونُ الدَّمِ، وريحُهُ ريحُ المسكِ” (صحيح).
إن الشهداء هم الأحياء عند ربهم يُرزقون من فضله.. هكذا يتخذهم المسلمون قدوةً ومثالًا عظيمًا، فمن من المسلمين لا يتمنى نيل الشهادة؟ بعد العلم بمنزلتها وثوابها عند الله.. فالشهيد يُمثل أفضل الصفات وأعظمها ما بين التضحية الشجاعة والإقدام في سبيل الله.. وفي إعلاء كلمة الحق.
يجب على المسلم أن يحرص على ذكر الله.. من أجل أن ينال ثوابي الدنيا والآخرة مثل الشهداء، وما أجلّها مكانة عند الله سبحانه وتعالى.