أسباب كثرة النسيان وعدم التركيز وعلاجه
مشكلة النسيان التي كانت قديماً إحدى علامات الشيخوخة بسبب ارتباط مشاكل وأمراض الذاكرة عادة بتقدم السن ولكنها باتت لا تفرق بين صغير وكبير وأصبح الشباب يعانون منها بشكل ملحوظ ربما لكثرة الضغوط الحياتية وزيادة الأعباء والمجهود الذهني وخلافه العديد من أسباب كثرة النسيان وعدم التركيز التي سوف نتناولها بشكل أكثر تفصيلاً بالإضافة إلى تعريف النسيان و انواعه فيما يلي :
تعريف النسيان وأسبابه
لا يتعارض تعريف النسيان في علم النفس بأنه حالة من الفشل وعدم القدرة على استرجاع التفاصيل والخبرات المكتسبة سابقاً سواء بشكل مفاجئ أو تدريجي مع كونه أيضاً إحدى أهم الآليات والحيل النفسية التي يلجأ إليها العقل للتخلص من العمليات الغير مفيدة وتفريغ مساحة لاستقبال وتخزين المعلومات الجديدة والهامة وكذلك لتخفيف الضغط والتوتر عبر نسيان الأحداث المؤلمة والذكريات المزعجة.
وإن كان تكرار عدم التذكر بشكل مستمر وخاصة في الأمور والمواضيع الهامة أو عند حدوثه بصورة متكررة في سن مبكر يعد مؤشر قوي على وجود خلل ما في الذاكرة والمهارات العقلية لأنه غالباً ما يظهر نتيجة مرض نفسي أو عضوي قد يشكل بعضها خطر شديد على الصحة العامة للإنسان .
بالإضافة للعديد من عوامل النسيان الأخرى التي سوف نتناولها في السطور التالية ولكن دعونا أولاً نتعرف على الفرق بين النسيان الطبيعي والمرضي حتى لا تكونوا فريسة مخاوفكم ويصيبكم الهلع من شبح الزهايمر بسبب عارض طبيعي لا يمثل أي خطورة فعلية :
- النسيان الطبيعي
والمعروف أنه فقدان جزئي لبعض التفاصيل الحياتية أو أشياء وأشخاص من الماضي البعيد وكذلك أجزاء من تجربة ما مثلاً مكان ركن السيارة أو تاريخ مناسبة وغالباً ما يستعيد المرء الأمور والأحداث المنسية لاحقاً
وهو أمر وارد أن يمر به الجميع في ظل الظروف الراهنة والتوتر وتعدد المهام وسرعة العصر الحالي ولكن حدوثه يقع بشكل كبير بين كبار السن حيث أكدت الدراسات على أن نصف من هم فوق عمر 60 عاماً يعانون من النسيان بدرجة متوسطة.
- النسيان المرضي
في حين يعد التدهور الشديد في مهارات العقل وفقدان القدرة على القيام بوظائف وأنشطة كانت مألوفة تماماً لدى الشخص سابقاً مع الشعور بحيرة وارتباك وتشوش ملحوظ من أهم أعراض النسيان المرضي
والذي يعرف بأنه فقد كامل للتجربة والأحداث السابقة وضعف القدرات الذهنية بوتيرة سريعة جداً ومن أمثلتها نسيان كيفية القيادة أو قراءة الساعة أو عدم تذكر أسماء بعض المقربين وربما هوياتهم.
ينصح أيضاً بقراءة : أسباب وعلاج النسيان في علم النفس
أسباب كثرة النسيان العضوية
- السكتة الدماغية وما ينتج عنها من تلف في الأوعية الدموية الصغيرة ونقص الأكسجين وبالتالي عدم تدفق الدم للمخ بطريقة منتظمة.
- قصور الغدة الدرقية وخصوصاً في حالة الخمول وهي عبارة عن التوقف عن إفراز الهرمونات المخولة بتنظيم وظائف الجسم الحيوية ومن بين أضرارها انخفاض حجم الحصين ذلك الجزء الدماغي المسؤول عن التذكر والتعلم.
- اختناق النوم وهو عبارة عن ارتخاء العضلات المحيطة بالحلق ينجم عنه صعوبة في التنفس بسبب انسداد مسارات الهواء مما ينعكس بالسلب على مهام الأعضاء الحيوية ومن بينها المخ ويجلب مشاكل في الذاكرة والتفكير وهو ما قد يحدث أيضاً نتيجة لقلة واضطراب النعاس.
- اضطرابات مرض السكري والكبد والضغط وغيره من أمراض الدماغ وتصلب شرايين المخ وضعف الدورة الدموية مما يؤثر بالتالي على القدرات الذهنية واستجابة مراكز الذاكرة وفقدان الانتباه وتشوش العقل.
- سوء التغذية ونقص الفيتامينات وفي مقدمتها فيتامين ب 12 وهو من أهم العناصر التي تعتمد عليها الأعصاب للحفاظ على الغطاء الواقي لها كما يحتاجه الجسم في تحسين ودعم وظائف الدماغ لذا يمثل نقصه في مرحلة الشباب عامل قوي في حدوث ظاهرة النسيان وأحياناً ظهور أعراض تشبه الخرف لحد كبير.
- انقطاع الطمث وسن اليأس أو حتى التغيرات الهرمونية التي تصيب النساء بسبب الحمل والإنجاب تمثل إحدى أسباب النسيان عند المرآة حيث تلعب الهرمونات دور رئيسي في ضعف التركيز و حدوث الاضطرابات النفسية.
- الإصابة بحادث أو خبطة قوية أو أحد أمراض المخ و يتصدرها الزهايمر الذي يدمر خلايا الدماغ وبالتالي تعطيل وظائف المخ وخاصة مركز الذاكرة و تحصيل واسترداد المعلومات ولكن بشكل تدريجي قد يبدأ مبكراً ويصل لأقصى درجاته عند الشيخوخة.
تعرف أيضا على : دعاء النسيان والحفظ والتذكر
أسباب كثرة النسيان النفسية
هناك علاقة طردية بين الإصابة بالأمراض النفسية سوء الصحة الذهنية وضعف قدرة على العقل على أداء مهامه الأساسية لذلك نجد أن العديد ممن يعانون من النسيان وخاصة الشباب يواجهون في الغالب اضطراب أو مرض نفسي ما على غرار :
- الاكتئاب والذي يصاحبه بالضرورة حالة من الارتباك الشديد وعدم القدرة على التذكر وتشتت الانتباه.
- الخرف الكاذب وهو أحد صور الاكتئاب الغير واضحة وفيها يعاني المريض من نسيان الأشخاص والأماكن والأشياء وتأخر الاستجابة للمؤثرات المحيطة به والدخول في دوامة من الحزن وفقدان الشغف وانخفاض الطاقة والشعور بالإجهاد البدني وتقطع النوم وفقدان الشهية.
- القلق الشديد وما يلازمه من توتر وضغط عصبي قوي وغيره من عوامل مرضية كالفصام والاضطرابات المزاجية التي تسبب صعوبة في التذكير وتدفق البيانات المخزنة ما يمنع تكوين ذكريات جديدة و يعيق إسترجاع الخبرات والمواقف القديمة.
- الإرهاق النفسي والجسدي الناتج عن تعدد المهام وكثرة المسئوليات يسبب التشويش وانخفاض التركيز وعدم تخزين المعلومات بطريقة صحيحة وبالتالي فقد القدرة على التذكر والنسيان.
عوامل تسبب النسيان
يأتي أيضاً تناول الأدوية وعلى رأسها بعض أدوية الصراع ضمن أكثر عوامل النسيان شيوعاً بالإضافة إلى تعاطي المواد المخدرة والكحول والانفعال الشديد
وكذلك مشاهدة التلفزيون والجلوس طويلاً أمام شاشات الأجهزة الإلكترونية الذي يؤثر على مستوى الوعي والإدراك لدى الأطفال بصفة خاصة.
علاج كثرة النسيان
تزايدت في الآونة الأخيرة الأسئلة حول أسباب كثرة النسيان وطرق العلاج سواء بسبب دخول الدراسة وخشية طلاب المدارس والجامعات من عدم استيعاب دروسهم بصورة سليمة تسمح لهم باسترجاع معلوماتهم عند الحاجة.
أو من قبل أولياء الأمور والعاملين الذين يتعرضون لضغوط حياتية وعملية قاسية تجعل ذاكرتهم وتركيزهم في حالة مزرية والخائفين من مواجهة تدهور صحتهم العقلية و يبحثون جاهدين عن علاجات سريعة لإيقاف الأعراض أو على الأقل تداركها وهو ما يمكن فعلياً إذا تم اكتشاف الحالة مبكراً والبدء في أتباع ما يلي :
طرق علاج كثرة النسيان المتكرر
بعد التعرف علي أسباب كثرة النسيان يعتمد علاج النسيان وعدم التركيز في الأساس على معالجة الأسباب المؤدية للنسيان إلى جانب :
- تدوين المعلومات الهامة وترتيب الأفكار على هيئة ملاحظات وتسجيل المواعيد مع توفير وسيلة تنبيه ملائمة.
- عمل تحاليل شاملة وصورة دم للتأكد من خلو الجسم من الأمراض السابق ذكرها وعلاجها إن وجدت من خلال مختص.
- تجنب مصادر القلق واتباع نظام غذائي صحي ومتكامل و الاستعانة بالمكملات الغذائية المشهورة بقدرتها على تحسين الأداء العقلي والفيتامينات الغنية بأوميجا 3.
- المحافظة على النوم وأخذ قسط كافي من الراحة بعيداً عن الضوضاء والضوء وتجنب استعمال الهواتف الذكية داخل الغرفة.
- الاسترخاء وممارسة الأنشطة الرياضية وبالأخص المتعلقة بتصفية الذهن على غرار اليوجا وتمارين التنفس و الخروج للأماكن المفتوحة والمتنزهات العامة.
- الابتعاد عن عوامل التشويش الذهني وعدم تكديس التفاصيل وترتيب الأولويات ووضع الأشياء المهمة في أماكن محددة ومعروفة.
- الحرص على التدريبات الذهنية مثل حل الألغاز والكلمات المتقاطعة وألعاب الذكاء لتنشيط المخ.
- الإقلاع عن الإدمان والتدخين واستبدال الأدوية التي تؤثر بالسلب على وظائف العقل.
- تناول كميات كبيرة من المياه لتنظيم الدورة الدموية وتعزيز وصول الدم للمخ.
- وأخيراً في حال شعر المحيطين بك بخطر بسبب نسيانك الدائم أو شعرت بطول فترات النسيان يفضل اللجوء إلى طبيب مخ وأعصاب لعمل اختبارات قدرات التذكر.
علاج كثرة النسيان بالأعشاب الطبيعية
أثبتت بعض أنواع الأعشاب فاعليتها بشكل كبير في علاج النسيان وقلة التركيز بسبب احتوائها على مركبات مضادة للأكسدة وخصائص ذات قدرة على تعزيز صحة الدماغ والطاقة المعرفية ومن بينها :
- النعناع الأخضر.
- الزعتر الجبلي.
- زيت الزيتون.
- اللبان الدكر.
- الجينسنغ.
- البقدونس.
- الريحان.
- الحرمل.
- القرفة.
- الثوم.
- حبة البركة أو كما يطلق عليها البعض الحبة السوداء.
- التمر لاحتوائه على عنصري الحديد والفوسفور المشهورين بقدرتهم على تنشيط الدورة الدماغية إلى جانب العديد من الفيتامينات والمعادن المنشطة للمخ.
- المريمية لقدرتها على تقليل خطر الإصابة بالأمراض وتحسين الحالة المزاجية وبالتالي تساهم في زيادة الانتباه إلى جانب دورها المهم في تحسين الذاكرة.
- الجنكة أو عشبة النسيان كما يتم تسميتها وهي أحدى أشهر الأعشاب التي تدخل في صناعة الأدوية المستخدمة بحالات الزهايمر والقصور الإدراكي البسيط لما لها من تأثير في التخفيف من أعراضهم والحد من التوتر والارتباك المصاحب لهم.
- إكليل الجبل أو الروزماري ويتم تناوله كالشاي أو أضافة القليل منه للوجبات حيث أكدت الأبحاث على كونه منشط قوي للوظائف المعرفية والإدراكية بفضل تكوينه المشتمل على 40% من حمض الكارنوسيك بالإضافة إلى احتوائه على الحديد والكالسيوم والمغنسيوم ولكن يحذر الأكثر منه لما قد يترتب على استعماله بكميات كبيرة من أضرار على الحامل ومرضى الصرع و المصابين بحساسية من الأسبرين.
- تناول بضع حبات من اللوز أو الجوز أو الزبيب على تقوية الذاكرة وكذلك تناول العسل يزيد من معدل التركيز.
يمكنك أيضاً الاطلاع على : أعشاب تقوية الذاكرة والتركيز
متى يكون النسيان خطير
إذا كنت ممن يؤرقه النسيان forgetting ويسبب لك شعور بالإحباط والقلق دائم بسبب الخوف من الزهايمر أو التعرض للخرف وغيره من مخاطر فقدان الذاكرة ومشاكل الصحة العقلية
فعليك الاستناد على قاعدة بسيطة ولكنها فعالة وهي إذا كنت مدرك لحالاتك وأنت من يخشى من تطورها فأنت بأمان ولكن إذا كان المحيطين بك هم من يشعرون بالخوف و يلاحظون ضعف ذاكرتك وتغيير شخصيتك فيجب التوجه فوراً للطبيب وكذلك إذا كنت تعاني من أحد الأعراض التالية :
- عدم تذكر ما تعلمته أو اكتسبته من خبرات للتو وحاجتك دائماً إلى كتابة أو تكرار ما تتلقاه من معلومات.
- تغييرات مزاجية عنيفة مصحوبة بعدم القدرة على التخطيط السليم أو حل المشكلات التي تواجهك.
- عدم تذكرك لكيفية أداء مهامك اليومية البسيطة والتي كنت تتقنها من قبل.
- الضياع في أماكن معروفة لك ونسيان كيفية الوصول إلى بيتك أو عملك.
- الاحتفاظ بالأشياء بغير أماكنها مثل وضع مفتاح المنزل داخل الثلاجة.
شاهد المزيد:- افضل أدعية لسرعة الحفظ وعدم النسيان مجرب