ما هو حكم قراءة كتاب شمس المعارف في الإسلام

ما هو حكم قراءة كتاب شمس المعارف في الإسلام

أحد الأحكام الشرعية الهامة التي يجب أن يتعرف عليها المسلمين، هو حكم قراءة كتاب شمس المعارف الذي يقدم على قراءته الكثير منهم. خاصة من الفئات العمرية الصغيرة، أمثال الشباب الذين يتمتعون بالفضول الكبير نحو كل ما هو غامض مثل هذا الكتاب، الذي أصدر فيه أهل العلم حكم واضح ومتفق عليه بينهم دون وجود أي خلاف.

نظراً لِمحتوى هذا الكتاب والموضوعات التي يشتمل عليها من معلومات تخص السحر الأسود ونحوها، والأمور التي تخص الجن والكثير من الأمور المتعلقة بهذا العالم الخفي.

حكم قراءة كتاب شمس المعارف

هناك بعض المسائل الفقهية التي يكون فيها خلاف بين أهل العلم. لذلك نجد أكثر من رأي حول هذه المسألة. بينما توجد مسائل أخرى ليس فيها خلاف مثل تلك المسألة التي تخص حكم قراءة كتاب شمس المعارف، وهو التحريم، فلا يجوز على أي مسلم أو مسلمة قراءة هذا الكتاب، والسبب في ذلك موضوعات هذا الكتاب التي بها الكثير من أمور تخص السحر الأسود المتعلق بالجن وهذا العالم الذي يجب أن يظل الإنسان بعيداً عنه ولا يحاول الإتصال به.

بينما هذا الكتاب يفتح الباب أمام القارئ للتعرف أكثر على عالم الجن والأمور التي تخصهم من السحر والشعوذة والتنجيم، وكل هذه الأمور محرمة شرعاً في الدين الإسلامي.

لذلك تدخل جميع موضوعات كتاب شمس المعارف ضمن الموضوعات المحرمة والتي لا يجوز لأي مسلم قرائتها ولا بيعها ولا شرائها، ومن يفعل ذلك فهو آثم ويعصي ما أمر به الله ورسوله. لأن أمور السحر من أسباب الكفر والشرك بالله -والعياذ بالله-.

لذلك نجد أن هذا الكتاب تم تحريمه ومنعه في الكثير من الدول العربية والإسلامية وأصبح نادر التواجد في العالم أجمع خلال هذه الفترة.

تعرف على: السحر وأنواعه.

حكم قراءة كتاب شمس المعارف من الكتاب والسنة

استند علماء الدين في حكمهم على أن قراءة كتاب شمس المعارف محرم على المسلمين جميعاً، بالقياس على الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التي تحرم السحر والتنجيم ومثل هذه المسائل. لذلك بالقياس تم التعرف على حكم قراءة كتاب شمس المعارف من الكتاب والسنة. 

لأن حكمه يتساوى مع حكم من يستخدم السحر أو يلجأ إلى عراف أو دجال ومثل هذه الطرق الملتوية بحثاً عن التعرف على الغيب أو أذية الغير، وكلها في النهاية قد تكون سبباً مباشراً في الخروج عن الملة وأن يكون الإنسان كافراً بنص الآيات والأحاديث.

(وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ ۚ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ۚ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ). [البقرة: 102].

(وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ۗ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ ۚ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا). [الكهف: 50].

(قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِمَّا أَن تُلْقِيَ وَإِمَّا أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَىٰ* قَالَ بَلْ أَلْقُوا ۖ فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَىٰ*فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَىٰ* قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَىٰ* وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا ۖ إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ ۖ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَىٰ). [طه: 69:65].

عن عمران بن الحصين -رضي الله عنه-، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ليس منا من تطير أو تطير له أو تكهن أو تكهن له أو سحر أو سحر له ومن عقد عقدة أو قال عقد عقدة ومن أتى كاهنا فصدقه بما قال فقد كفر بما أنزل على محمد -صلى الله عليه وسلم-».

عن عبدالله بن العباس -رضي الله عنهما-، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر».

عن بعض أزواج النبي -رضي الله عنهن أجمعين-، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوماً».

حكم قراءة كتاب شمس المعارف

حكم قراءة كتاب شمس المعارف

معلومات عن كتاب شمس المعارف

الدين الإسلامي من الأديان التي تخاطب عقل الإسلام. لذلك توجد الكثير من المسائل الدينية والأحكام الشرعية التي يكون لها تفسير منطقي، حتى وإن كان الحكم الشرعي قد ورد في كلِِ من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ولكن يجب التوضيح. بأن الغرض من التعرف على سبب التحريم أو الإباحة في أي مسألة شرعية، هو معرفة الحكمة من ذلك وليس النقاش أو إعطاء رأي يخصها.

لذلك الغرض من هذه الفقرة وعرض معلومات عن كتاب شمس المعارف، هو التعرف على السبب الذي جعل جميع علماء الدين يحرمون قراءة وبيع وشراء هذا الكتاب. بل أن الأمر قد وصل إلى أنه قد تم حذره تماماً من جميع الدول الإسلامية حتى على الشبكة العنكبوتية الأنترنت.

  • مؤلف هذا الكتاب هو “أحمد بن علي البوني”، الذي توفى عام 622 هـ.
  • تم طباعة النسخة الأولى من هذا الكتاب في بيروت عام 1985 م.
  • له اسم آخر وهو: “شمس المعارف الكبرى، ولطائف العوارف”.
  • هو عبارة عن مجلد واحد مكون من أربعة أجزاء، عدد صفحاته حوالي 577 صفحة.
  • من أهم موضوعاته: تخص السحر الأسود وأسماء من مردة الجن وكيفية تحضيره.

حكم قراءة كتاب شمس المعارف ابن باز

لم يختلف حكم قراءة كتاب شمس المعارف ابن باز -رحمه الله- عن باقي الآراء الخاصة بالعلماء، وهو أنه يحرم على المسلمين جميعاً قراءة كتاب شمس المعارف. بل أن الشيخ -رحمه الله- قد زاد على هذا الرأي، بأنه حرم القراءة في هذا الكتاب وغيره من الكتب الخاصة بالسحر والتنجيم على طالب العلم أو من أجل الدراسة. لأن مثل هذه الكتب تدعو إلى الكفر والخروج عن الملة والشرك بالله، ويجب على مَن يملك مثل هذه الكتب أن يقوموا بإتلافها.

قال الشيخ ابن باز -رحمه الله- : “فيجب على المسلمين أن يحذروا كتب السحر والتنجيم، ويجب على من يجدها أن يتلفها، لأنها تضر المسلم وتوقعه في الشرك … ولا يجوز لطالب العلم ولا غيره أن يقرأها أو يتعلم ما فيها … لأنها تفضي إلى الكفر بالله، فالواجب إتلافها أينما كانت”. انتهى”. فتاوى نور على الدرب” (1/194) .

حكم قراءة كتاب شمس المعارف

حكم قراءة كتاب شمس المعارف

شاهد أيضاً: ما هو حكم تعلم قراءة الكف وقراءة الفنجان في الإسلام.

حكم مَن قرأ كتاب شمس المعارف

حرم أهل العلم قراءة كتاب شمس المعارف، ولذلك يكون حكم مَن قرأ كتاب شمس المعارف ، لا يقتصر على أنه آثماً أو عاصياً فقط لما أمر به الله ورسوله، وأنه سوف يجازى على هذا الفعل في الآخرة.  بل أن الحكم عليه يختلف في هذه المسألة وفقاً لاعتقاده الذي جعله يقرأ هذا الكتاب.

  • يكون كافراً: في حالة قرأ كتاب شمس المعارف عن عمد بعد أن علم الحكم الشرعي الخاص بقراءة هذا الكتاب وصدق ما فيه وسعى في تنفيذ السحر الأسود وتحضير الجن ونحوه، وهذا الحكم هو ما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.

(وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ …). [البقرة: 102].

عن عمران بن الحصين -رضي الله عنه-، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ليس منا من تطير أو تطير له أو تكهن أو تكهن له أو سحر أو سحر له ومن عقد عقدة أو قال عقد عقدة ومن أتى كاهنا فصدقه بما قال فقد كفر بما أنزل على محمد -صلى الله عليه وسلم-».

  • لا تقبل صلاته أربعين يوماً: إن قرأ المسلم هذا الكتاب من باب الفضول والمعرفة به ولم يصدق ما ورد فيه من السحر ولم يحاول اتباع ما جاء به. فإنه في هذه الحالة لا تقبل منه الصلاة أربعين يوماً, كما ثبت عن لسان أشرف الخلق أجمعين سيدنا محمد -صلوات الله عليه وعلى آل أجمعين-.

عن بعض أزواج النبي -رضي الله عنهن أجمعين-، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوماً».

حكم قراءة كتاب شمس المعارف

حكم قراءة كتاب شمس المعارف

حكم قراءة كتاب شمس المعارف

كفارة من قرأ كتاب شمس المعارف

على الرغم من أن ممارسة السحر والشعوذة قد تؤدي إلى الكفر والشرك بالله -والعياذ بالله-، والتي يقود إليها كتاب شمس المعارف ومثله من هذه الكتب المحرمة شرعاً . إلا أن أهل العلم قد قالوا، أن قارئها لا يُقام عليه الحد بالقتل. بل أنه يترك حتى يستتاب، فإن تاب فهو خير له، ويجب أن يدعو المسلم أن يرزقه الله التوبة النصوحة التي تساعده على الإقلاع عن هذا الذنب وعدم العودة إليه مرة أخرى. أي أن كفارة من قرأ كتاب شمس المعارف، هو التوبة.

(وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ). [الشورى: 25].

(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ). [الزمر: 53].

(إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا* وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا). [الشورى: 71،70].

عن معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه-، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: «لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة، ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها».

 كتاب شمس المعارف

حكم قراءة كتاب شمس المعارف

شاهد أيضاً: آيات من القرآن عن التوبة النصوحة.

حكم إتلاف كتاب شمس المعارف

لا يوجد خلاف بين أهل العلم على ضرورة التخلص من كتب السحر والشعوذة وما إلى ذلك، من التي تحرض على مخالفة الله ورسوله في اتباع السحرة والجان. لذلك قال البعض منهم مثل الشافعية بوجوب التخلص من كتب السحر سواء كان بالحرق أو التمزيق أو بطرق أخرى للتخلص منها. أي أن حكم إتلاف كتاب شمس المعارف، هو واجب وحتمي على أي مسلم يمتلك هذا الكتاب، وهو ما ورد في أحد الأحاديث النبوية الشريفة.

عن جابر بن عبدالله -رضي الله عنه-، قال: «أن عمر بن الخطاب، أتى النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب أصابه من بعض أهل الكتب، فقرأه على النبي صلى الله عليه وسلم فغضب وقال: أمتهوكون فيها يا ابن الخطاب، والذي نفسي بيده، لقد جئتكم بها بيضاء نقية، لا تسألوهم عن شيء فَيخبروكم بحق فَتكذبوا به، أو بباطل فتصدقوا به، والذي نفسي بيده، لو أن موسى كان حيا، ما وسعه إلا أن يتبعني». حديث حسن.

كتاب شمس المعارف

حكم قراءة كتب السحر في الإسلام

حكم تحريم قراءة كتاب شمس المعارف لا ينطبق على هذا الكتاب فقط. بل أن هذا الحكم يشمل كل الكتب التي تشتمل على أي موضوعات تخص السحر والشعوذة والتنجيم أو لها علاقة بتحضير الجن وما إلى ذلك. لذلك فإن حكم قراءة كتب السحر في الإسلام، هو التحريم. فلا يجوز أبداً قراءة مثل هذه الكتب، إلا في بعض الحالات التي أجازها بعض من أهل العلم وليس جميعها، وقالوا: أن الحالة التي قد تجيز قراءة مثل هذه الكتب هو الرغبة في رفع الأذى عن أحد ولن يتم ذلك سوى بقراءة كتاب بعينه. إلا أن هناك بعض من العلماء قد حرموا ذلك في جميع الظروف على رأسهم الأئمة الأربعة والشيخ ابن باز -رحمه الله-.

شاهد أيضاً: حكم إتلاف كتب السحر والتنجيم.

ختاماً؛ يجب أن يعلم الإنسان أن تحريم قراءة كتاب شمس المعارف أو الكتب التي تحتوي على السحر والأمور المرتبطة بالجن، هي في مصلحته الشخصية، وليس فقط لأنها فيها عصيان لما أمر به المولى -عز وجل- ورسوله الكريم -صلوات الله عليه وتسليمه-، لأن البحث في مثل هذه الأمور قد تسبب أذى كبير للإنسان قد يعجز أحد عن مداواته بسبب الدخول إلى عالم الجن الذي لا يعلم ما به سوى خالقهم رب العزة -تجلى في علاه-.

إغلاق