حكم خروج الزوجة وهي في بيت أبيها أثناء الخلاف مع الزوج

حكم خروج الزوجة وهي في بيت أبيها أثناء الخلاف مع الزوج

ما هو حكم خروج الزوجة وهي في بيت أبيها أثناء الخلاف مع الزوج؟ وما هي حقوق الزوجة بشكل عام وواجبتها نحو زوجها؟ ديننا الإسلامي الحنيف يكفل كافة الحقوق للرجل وللمرأة، والتي يجب اتباعها وعدم التغافل عنها.. امتثالًا لأوامر الله.

وصف الله الزواج في قرآنه الكريم بأنه مودة ورحمة، لذا من خلال موقع محتوى سوف نعرض إليكم حكم طلوع الزوجة وهي في بيت أبيها أثناء الخلاف مع الزوج.

حكم خروج الزوجة وهي في بيت أبيها أثناء الخلاف مع الزوج

الزواج علاقة وطيدة بين الرجل والمرأة، حيث توج الله علاقتهما بالميثاق الغليظ.. وقد ذكر رسول الله -صل الله عليه وسلم- في أمر العلاقة بين الزوجين موضحًا فضل الزوج على زوجته، مما وجب عليها طاعته حيث قال:

“لو كنتُ آمِرٌ أحدًا أن يسجُدَ لأمرتُ المرأةَ أن تسجُدَ لزوجِها” (صحيح) رواه أبو هريرة.

من خلال ما سبق يتضح لنا أهمية امتثال المرأة لأوامر زوجها، فلا تخرج إلا بإذنه ولا تتطاول عليه سواء بالصوت العالي أو بالسباب.. فهذه ليست أخلاقنا ولا تعاليم ديننا القويم، وهذا لا يعني أن الزوج معافى من ذلك.

فعلى الزوج أن يعامل زوجته بالحسنى، وألا يقصر تجاهها قدر المستطاع.. فلا يبخل بالمال أو المشاعر، حتى ينعم البيت بالجو الأسري السوي الهادئ.. فكثرة المشكلات تعمل على إحداث الكثير من العواقب غير المحمودة.

فإما أن تترك الزوجة البيت أو تطلب الطلاق ويغادر الزوج.

فإذا تركت الزوجة المنزل وذهبت إلى بيت أبيها في خلاف لأي سبب يجب عليها المكوث في منزله.. وذلك حتى يتم حل المشكلة، فذلك هو حكم الخالق في خروج المرأة من بيت أبيها وهي على خلاف مع زوجها.

حيث يجب عليها ألا تخرج دون إذنه.. حتى لا يغضب الله عليها، فهذا ليس من التعاليم التي أمرنا الله بها.. فإن فعلت ذلك فهى آثمة خارجة عن طاعة الله -عز وجل-، وسنتحدث عن ذلك باستفاضة من خلال السطور القادمة.

لا يفوتك أيضًا: حكم ضرب الزوجة في الإسلام وأهم أحكامه

حقوق الزوج على زوجته

بعد توضيح التشريع المتعلق بخروج الزوجة وهي على خلاف مع زوجها من منزل والدها.

كان لابد من التعرف على الحقوق الشرعية للزوج على زوجته والتي يجب على الزوجة تأديتها على أكمل وجه.. حتى تنال رضا الله -عز وجل-، وتنعم بحياة كريمة، تستطيع من خلالها إنجاب أطفال أسوياء تنفع المجتمع وتتسبب في تقدمه.

أولًا: مراعاة ما تحب

حيث يجب على الزوجة أن تقوم بمراعاة ما يرغب به زوجها، وأن تبتعد كل البعد عما يكرهه أو يبغضه، وذلك عن طريق ما يلي:

  • أن تناديه بما يحب من الأسماء.
  • أن تمدح فيه أمام أهله وأهلها.
  • ألا تقلل من شأنه أمام الآخرين.
  • أن تحتويه بما ما تحمل الكلمة من معنى.

ثانيًا: طاعة الزوج

يجب على الزوجة أن تطيع أوامره وتمتثل لنواهيه، وذلك من خلال ما يلي:

  • الاستماع إليه فيما يطلب منها مادام المطلوب في حدود شرع الله.
  • توقير الزوجة زوجها، وعدم مخالفة أوامره بدون داعي.
  • خدمته وتلبية رغباته قدر المستطاع، في حدود ما يرضي الرحمن -سبحانه وتعالى-.
  • إن أمرها أن تُغضب الله -عز وجل- يسقط عنه ذلك الحق، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

ثالثًا: الاستمتاع الحميمي

إن أدى الرجل ما عليه من مهر وعقد قران زوجته عقدًا شرعيًا، أحل الله له إقامة العلاقة الشرعية مع زوجته وذلك على النحو التالي:

  • أن تخضع المرأة لزوجها وتسلمه جسدها.. في أي وقت رغب، للاستمتاع به من خلال ممارسة العلاقة الزوجية الشرعية في حدود ما أمر الله به.
  • أن يتجنب الزوج ما نهى الله عنه في ذلك الأمر، فعليه ألا يأتيها في فترة الحيض أو النفاس.. كما عليه إتيانها كما شرع الله له، من القُبل كما في الفطرة السوية وليس من الدُبر؛ حتى لا يغضب عليه الله ويلعنه.
  • على المرأة ألا تمتنع عن فراش زوجها.. وإلا اعتبرت ناشزًا تستحق العقوبة، كما تلعنها الملائكة في ليلتها حتى تصبح.. ذلك بأنها قد تكون أصابت جرمًا كبيرًا بذلك الرفض.

رابعًا: عدم الخروج إلا بإذنه

على الزوجة ألا تقوم بالخروج من بيت زوجها إلا بعد الاستئذان منه، لأنها إن قامت بذلك فقد دخلت في فئة الملعونات.. واللواتي قام الرسول -صل الله عليه وسلم- بالتبرؤ منهن.

كذلك الحال إن ذهبت إلى أبيها وهي في عصمة زوجها، فلا يجوز خروجها دون استئذانه كما ذكرنا في السابق في الحكم الخاص بطلوع الزوجة دون علم زوجها وهي في ضيافة أبيها.

لا يفوتك أيضًا: ما حكم الزوج الذي يهين زوجته ويسبها ويضربها

خامسًا: عدم إدخال أحد إلى المنزل دون علم الزوج

على الزوجة ألا تقوم باستدعاء من يكره إلى منزله، خاصة إن لم يأذن لها بذلك.. وقد يكون ذلك الإذن عامًا، لا يشترط أن تأخذه في كل مرة.. فبالنسبة إلى زيارة أهلها لها، يمكنها أن تستأذنه في أول مرة فقط.

سادسًا: خدمة الزوجة لزوجها

يجب على الزوجة أن تقوم بخدمة زوجها قدر المستطاع، فيما لا يرهقها أو يؤذي صحتها.. وذلك اقتداءً بزوجات الرسول والصحابة -رضوان الله عليهن جميعًا-.

تتشكل خدمة الزوج في غسل ثيابه.. وتجهيز طعامه، والقيام بالأعمال المنزلية، ويسقط هذا الحق شرعًا، في حالة عجز الزوجة أو مرضها.

سابعًا: التأديب الخاص بالزوجة

في بعض الحالات لا تراعي الزوجة حقوق الزوج، مما يتسبب في هدم حياتها.. وغضب الله عليها إن لم تعود إلى رشدها، لذلك شرع الله تأديب الزوجة على النحو التالي:

  • يحق للزوج أن يقوم بتأديب زوجته بالوعظ في حال عصيانها وتمردها عليه.. أو يقوم بخصامها مدة من الزمن، أملًا في صلاح حالها.
  • إن لم يجدي الأمر نفعًا، يجب على الزوج أن يقوم بهجرها في المضجع إن لم تستجب للوعظ.
  • في حالة فشل الطريقتين السابقتين.. على الزوج أن يتبع آخر سبيل، وهو الضرب غير المبرح إن استحق الأمر.

حقوق المرأة على الزوج

للزوجة على زوجها عدة حقوق، فرضها الله عليه إكرامًا لها.. وحتى تكتمل الأركان الأسرية السليمة، وفي حال تمنع الزوج عن أداء تلك الحقوق يكون قد أخطأ في حق زوجته.

أولًا: تأدية مهر الزوجة

المهر هو المبلغ المالي الذي يقوم الزوج بدفعه إلى زوجته بكتابته في عقد القران، أو بعد أن يقوم بالدخول بها.. بحيث إذا تم تسميته في العقد، وجب على الزوج في الحال.. أما إن لم يتم ذلك حينها يجب على الزوج مماثلة المهر.

ثانيًا: نفقة الزوجة

للرجل القوامة على المرأة كما قال الله في كتابه العزيز “الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا” سورة الطلاق الآية 32

فعليه أن يتحمل حقوق المرأة من النفقات، والتي تتمثل فيما يلي:

  • للمرأة حق الاكتساء والطعام والإنفاق الميسر، على قدر تحمل الزوج.. فإن قصر في ذلك عن عمد، يكون قد وقع في الإثم.
  • على الزوج أن يقوم بكفاية زوجته من الناحية المادية، إن استطاع ذلك من باب المحبة والود.
  • إذا بخل الزوج على زوجته، وهي تعلم بمقدرته العالية على الإنفاق.. أباح الشرع لها أن تأخذ من ماله ما يكفيها هي وأولادها دون علمه، ولا تأثم في ذلك.
  • إذا أخذت المرأة من مال زوجها دون علمه للسبب المطروح سابقًا.. فلا ينبغي عليها أن تقوم بصرفه على أهلها أو إعطائهم إياه أو الادخار منه، حتى لا تقع في معصية الله.

ثالثُا: العدل

حيث يجب على الزوج أن يعدل بين زوجاته، إذا كان له أكثر من زوجة.. حتى لا يأتي يوم القيامة مائل الشق والعياذ بالله، بسبب ميله إلى واحدة دون الأخرى في الحياة الدنيا.

لا يفوتك أيضًا: حكم خروج الأرملة في شهور العدة في الإسلام

رابعًا: المعاشرة بالمعروف

فقد قال الله في كتابه العزيز ” فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِّنكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ۚ ذَٰلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا” الطلاق الآية رقم 2

هنا نتأكد أن على الزوج تجاه زوجته المعاشرة بالحسنى.. والتي تتم من خلال ما يلي:

  • أن يقوم الزوج بمعاملتها باللين واللطف.
  • ألا يقلل من شأنها أو يسخر منها.
  • أن يحسن إليها ويتقي الله فيها، في حضورها أو عدمه.
  • أن يقتدي برسول الله -صلى الله عليه وسلم- في معاملته لأهله.. حيث قال” خيرُكم خيرُكم لأهلِه وأنا خيرُكم لأهْلي” (صحيح) رواه: عثيمين.

فيما سبق قد أجبنا عن سؤال حكم خروج الزوجة وهي في بيت أبيها أثناء الخلاف مع الزوج، وتعرفنا على حقوق الزوجة والزوج في الإسلام داعين المولى -عز وجل- أن يحفظ استقرار البيوت، ويحميها من الخراب.

إغلاق