سبب تسمية سورة الفاتحة بأم الكتاب
سبب تسمية سورة الفاتحة بأم الكتاب، نزل القرآن الكريم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم متفرقاً، ولم ينزل جملة واحدة، وكانت أعظم سورة نزلت عليه هي سورة الفاتحة، وعدد آياتها هو سبع آيات، ولم يقتصر اسمها على أم الكتاب فقط، ولكن لها العديد من الأسماء المختلفة، التي استخدمها العديد من الصحابة ومن بعدهم السلف الصالح حتى يومنا هذا، ومن خلال موقعنا هذا يمكننا الاطلاع على كافة المعلومات المتعلقة بهذه السورة من حيث التسمية، التفسير، أنواع الأسماء وغيرها من المعلومات المميزة.
لماذا سميت الفاتحة بأم الكتاب
- سميت سورة الفاتحة بالعديد من الأسماء الكثيرة أهمها على الإطلاق أم الكتاب.
- وذلك من قبل العديد من العلماء مثل القرطبي، الإمام الرازي، والسيوطي وغيرهم.
- وتعتبر كثرة هذه الأسماء تدل بشكل مباشر على شرف المسمى نفسه وعلو قيمته وعظمته بين السور الأخرى.
- ولفظ ” الفاتحة” نفسه في اللغة العربية مشتق من كلمة الفتح، وهو عكس كلمة الإغلاق، فاتحة يفتح فتحاً وتفتح.
- وفاتحة الشيء هو أوله أو مقدمته، وفواتح القرآن المقصود بها أوائل السور في المصحف الشريف.
- وفاتحة الكتاب، هي أول سورة يبدأ بها القرآن الكريم، أما تسميتها بأم الكتاب!
- يرجع إلى أن ام الشيء هو أصله، وهي تعتبر أصل القرآن والصلاة.
- حيث يبدأ القرآن بقراءة الفاتحة، ولا تصح الصلاة بدون الفاتحة أم الكتاب.
- كما أن سبب تسميتها يعود إلى اشتمالها على أربعة أمور وهم:
- الإلهيات، النبوات، المعاد، وإثبات القضاء والقدر لله سبحانه وتعالى.
- ويذكر أن العلماء اختلفوا في حكم تسميتها بهذا الاسم، وانقسموا إلى قولين وهما:
أولاً: جواز التسمية
- يعود جواز تسميتها بهذا الاسم نسبةً لما جاء في صحيح السنة.
- من قول النبي صلى الله عليه وسلم في إحدى الأحاديث النبوية الشريفة، حيث قال:
- “إذا قرأتم الحمدَ، فاقرؤوا بسم الله الرحمن الرحيم، إنها أم الكتاب، وأم القرآن، والسبع المثاني، بسم الله الرحمن الرحيم إحدى آياتها”.
ثانياً: كراهة التسمية
- يرجع كراهة تسميتها بهذا الاسم لأن اللوح المحفوظ هو أم الكتاب.
- وذلك لقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز:
” وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ” صدق الله العظيم.
- كما أن ابن سيرين أكد على كراهة ذلك، وأنس بن مالك.
- بجانب الحسن البصري الذي قال أم الكتاب الحلال والحرام، ووفاقهما بقيُّ بنُ مخلد.
أسماء سورة الفاتحة
- سورة الفاتحة من أعظم سور القرآن الكريم، والتي تمتلك أسماء متعددة.
- وصل عددها إلى نحو 25 اسماً، وفق ما ذكره السيوطي، بعضها أسماء توفيقية، والبعض الآخر اسماء اجتهادية.
الأسماء التوفيقية
لم يذكر رسولنا الكريم إلا سوى الفاتحة، والسبع المثاني، أم الكتاب وأم القرآن، وأيضاً القرآن العظيم، وجاء شرح كل اسم على النحو التالي:
فاتحة الكتاب
- قيل إنها سميت بفاتحة الكتاب لأنها اول سورة كتبت في اللوح المحفوظ.
- وقيل أيضاَ أنها أول سورة نزلت من السماء، كما قيل إن سورة الحمد هي فاتحة كل كلام حتى الصلاة.
- كما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- أمره أن يخرج للناس فينادي قائلاً “أن لا صلاة إلا بقراءة فاتحة الكتاب فما زاد”.
السبع المثاني
- ذكرت في القرآن الكريم باسم السبع المثاني في قوله تعالى “ وَلَقَدْ آَتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآَنَ الْعَظِيم“.
- سميت بالسبع المثاني لأن عدد آياتها سبعة، كما قيل أيضاً أنها مستثناة من وجودها في سائر الكتب السماوية.
- وقيل لأن الفاتحة تثنى في كل ركعة، والبعض الآخر يقول لأنها نزلت مرتين، مرة في مكة ومرة في المدينة.
- ويروي عن أبي بن كعب أنه قرأ سورة الفاتحة على النبي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- ” والذي نفسي بيده ما أنزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها، هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته” صدق الرسول الكريم.
أم القرآن
- كما عرفت أيضاَ باسم أم الكتاب، وأم القرآن، حيث روى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
” من صلى صلاةً لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خِدَاج – وكررها ثلاثاً – غير تمام”.
القرآن العظيم
- روي عن الرسول الكريم أنه قال “هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته”.
- كما أنها تضمنت جميع علوم القرآن، واشتملت على الثناء على الله سبحانه وتعالى بأوصاف تدل على كماله وجلاله.
- فضلاً عن تضمنها أمر بالعبادات والعمل والإخلاص فيها، والدعاء بالهداية إلى الصراط المستقيم.
الأسماء الاجتهادية لسورة الفاتحة
على الرغم من وجود أسماء توفيقية لسورة الفاتحة، تم ذكرها في القرآن والسنة، وبها نص صريح بذلك، إلا أنها تمتلك أيضاً أسماء اجتهادية ذكرها العيد من العلماء والأئمة في كتبهم التراثية القديمة منهم الإمام القرطبي، والرأي والسيوطي وغيرهم، ومن أهم هذه الأسماء ما يلي:
- سورة الحمد: سميت بهذا الاسم، لأن اول لفظ بها هو كلمة الحمد “الحمد لله رب العالمين”.
- الوافية:سماها بهذا الاسم سفيان بن عيينة، حيث قال الثعلبي في تفسير ذلك، أن جميع السور يجوز قراءة نصفها في الشركة الأولى، والنصف الآخر في الشركة الثانية.
- كما تقرآ كاملة في الركعة الواحدة فهي لا تقبل أن تنصف أي قراءة نصفها دون الآخر في الصلاة، فهو لا يجوز.
- الكافية:يذكر أن سبب تسميتها بالكافية انها تكفي قراءتها عن غيرها، ولا تكفي غيرها عن قراءتها.
- فمثلاً يمكنك الاكتفاء بقراءته في الصلاة دون غيرها، ولكن لا تكفي قراءة سورة غيرها في الصلاة.
- الصلاة:سميت بالصلاة لما روى أبو هريرة رضي الله عنه، عن الرسول أنه قال “يقول الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين”.
- ويقصد بها أنها لله، لأنها من لوازم الصلاة واساسيتها، ولا تصح الصلاة من دونها.
- سورة الشفاء: وعرفت بين الناس أيضاَ بهذا الاسم، لأنها إذا تم قراءتها على شخص مريض تشفيه بأمر الله.
- تعليم المسائلة: لأن تشتمل على تعليم آداب السؤال، حيث تبدأ بالحمد والثناء.
- سورة الكنز: وفق ما فسره الزمخشري في كتابه، فإن اسمها يدل على اشتمالها كنوز علمية ومعاني وعلوم كثيرة.
واقعة نزول سورة الفاتحة
- الواقعة التي نزلت فيها السورة تتلخص في أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا برز للخارج سمع مناديا ينادي عليه يا محمد.
- فإذا سمع النبي هذا الصوت ينطلق هارباَ منه، وذات يوم، أخبر خديجة رضي الله عنها بما حدث معه.
- فذهبت خديجة به إلى ابن عمها ورقة بن نوفل، وقص عليه النبي ما حدث معه.
- فقال له ورقة بن نوفل يا محمد إذا سمعت الصوت يناديك مرة أخرى فاثبت ولا تنطلق هارباَ حتى تسمع ما يقول.
- وبالفعل عندما خرج الرسول وسمع الصوت ينادي عليه يا محمد، ثبت رسولنا الكريم وقال لبيك.
- فرد عليه جبريل عليه السلام وقال: قل “أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله”.
- ثم قال جبريل له قل: الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين…. “واستمر حتى فرغ من قراءتها بالكامل.
سورة الفاتحة مكية أم مدنية
اختلف العلماء في كونها مكية أم مدنية، واستدل كل منهم على بعض الدلال ومنها:
سورة الفاتحة مكية
- واستدل العلماء الذين يقرون بأنها مكية من خلال حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- مع ورقة بن نوفل ابن عم السيدة خديجة، وقصته مع الصوت الذي يناديه.
فاتحة الكتاب مدنية
- كما استدل الفريق الآخر من العلماء على أن السورة مدنية؛
- لأنهم يقولون إنها نزلت مرتين على رسول الله مرة في مكة ومرة في المدينة.
- وذكر الكثير من العلماء أنها مدنية في كتبهم منهم ابن أبي شيبة في المصنف.
- والطب اني في كاب الأوسط من طريق مجاهد بن أبي هريرة.
- وأيضاً أبو سعيد بن الأعرابي في معجمه، كما أخرج ذلك ابن أبي شيبة في المصنف، وأبو نعيم وابن المنذر وغيرهم في الحلية.
القول الراجح
- ولكن يعتبر أرجح الأقوال فيما بينهم أنها سورة مكية، واستدل على ذلك.
- من خلال آية وردت في سورة الحجر، والتي نزلت في مكة قبل الهجرة وهي تقول.
- ” وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ”، ويقصد بها سورة الفاتحة.
- هذا يدل بشكل واضح أنها نزلت قبل هذه الآية، أي أنها سورة مكية.
تفسير مختصر لسورة الفاتحة
قام العديد من العلماء والمفسرين بتفسير سورة الفاتحة بالتفصيل، ولكن يمكننا اليوم تقديم تفسير مختصر لسورة الفاتحة للتسهيل على الأطفال وكبار السن فهمها ومعرفة معانيها التي تتضمنها وهي:
- “بسم الله الرحمن الرحيم” هي البسملة وتعد واحدة من آيات سورة الفاتحة، وتعني نبدأ بعون الله سبحانه وتعالى ومتوكلين عليه.
- “الحمد لله رب العالمين”، الثناء على رب العالمين فهو الوحيد المستحق للحمد والثناء على كافة النعم التي لا تعد ولا تحصى، والتي يقدمها لنا.
- ” الرحمن الرحيم “، الرحمن واسع الرحمة كي تشمل عباده أجمعين، الرحيم أي دائم الرحمة، وعظيم الرحمة، والتي لا يصف بها أحد إلا هو عز وجل.
- ” مالك يوم الدين”، ويقصد أن الله هو الوحيد الذي يملك حساب العباد يوم الحساب والجزاء، ويجازي كل واحد بعمله.
- ” إياك نعبد وإياك نستعين”، العبادة له وحده لا شريك له، كما أن الاستعانة لا تكون لأحد إلا لله سبحانه وتعالى.
- “اهدنا الصراط المستقيم”، وفقنا إلى ما تحبه وترضاه، وما يجعلنا نسير على طريقك الواضح دون اعوجاج فيه، ويقصد به طريق الإسلام.
- ” صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين” يقصد به أن الإسلام هو طريق الحق، الذي سار عليه كل الأنبياء والصالحين من قبل.
- ويقصد بالمغضوب عليهم “اليهود الذين عرفوا الحق وأعرضوا عنه.
- أما الضالين وهم” النصارى” فهم بعيدون عن طريق الحق بسبب الحيرة والجهل.
وبعد أن تعرفنا سبب تسمية سورة الفاتحة بأم الكتاب يسعدنا تلقي كافة التساؤلات حول تسمية سور القرآن الكريم من خلال التعليق أسفل المقال.