هل يجوز قراءة القرآن أثناء الدورة الشهرية من الهاتف
سواء في شهر رمضان المبارك أو سائر الأيام الأخرى يتسارع الجميع لنيل عظيم الجزاء، وذلك بأداء الطاعات، والعبادات، وتلاوة القرآن، إلا أن فترة الحيض تمنع المرأة من لمس المصحف وإلا يكن لها ذنب كبير، فماذا إن قرأته من الهاتف؟
حكم قراءة الحائض للقرآن من الهاتف
مع كثرة الجدالات والنقاشات حول ما يُباح للمرأة المسلمة خلال فترة الحيض، فقد أوضحت الأدلة النقلية باتفاق الفقهاء بمنعها من أربعة أشياء: “الصلاة، الطواف، الجماع، الصوم“.
لكن لم تُمنع من قراءة آياته الكريمة، فقد رُجّح فيها الجواز، سواء كانت القراءة مما حفظته سابقًا، أو الهاتف، أو من المصحف المترجم فلا يأخذون حكم المصحف الورقي.
هذا لا يعني أنها تُمنع من قراءة القرآن من المصحف، بل رُجَّح الجواز بالقراءة على أن يكون بحائل، وعدم مسه على الإطلاق؛ لتعظيم كلامه تعالى، استدلالًا بقوله تعالى في سورة الواقعة:
“إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ (78) لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (79) تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ (80)”؛ فالحائض خلال تلك الفترة لا تكون من المطهرون.
لا يفوتك أيضًا: هل يجوز توزيع زكاة الفطر على أكثر من شخص
رأي المذاهب الأربعة في حكم قراءة الحائض للقرآن
لا خلاف في الإجابة على سؤال “هل يجوز قراءة القرآن أثناء الدورة الشهرية من الهاتف”، ولكن تعددت آراء المذاهب الفقهية في أمر القراءة بذاتها وهي غير طاهرة:
1- المذهب الشافعي
إن مذهب الشافعية يرون التحريم في قراءة الحائض للقرآن ولو حرفًا واحدًا تلاوة، ولكن لا يُحرم من قراءته قصدًا للذكر مثل التسمية قبل تناول الأكل، كما يجري الحكم على من تتلوه سهوًا.
2- المذهب المالكي
أمّا الإمام مالك فيرى عدم قراءة الحائض للقرآن سوى للضرورة، كما أن تكون مُعلمة، أو محفظة قرآن، أو طالبة عِلم، والأحرى ألا تقرأه هذه الفترة؛ وهذا لأنه لا يوجد نص صريح لتحريمه بشكل قاطع.
لا يفوتك أيضًا: هل يجوز قتل الذباب وما هي الحشرات التي يجب قتلها
3- المذهب الحنفي
إن الإمام أبي حنيفة يرى أن الحائض عليها ألا تقرأ القرآن بقصد التلاوة اليومية، ولكن يجوز لها أن تقرأه مجرد الذكر، أو للثناء، مثل قراءة سورة الفاتحة للدعاء، أو البسملة قبل تناول الطعام.
لكن يجوز لها أن تُردد أو تقرأ الأدعية التي تشتمل على الآيات القرآنية دون ذنب، مثل دعاء القنوت، أو أذكار الصباح أو المساء.
4- المذهب الحنبلي
للإمام الحنبلي أكثر من رأي في قراءة الحائض لآيات الذكر الحكيم، بمواضع عِدة:
- يجوز أن يُقرأ القرآن على الحائض لا أن تقرأه هي.
- جاز القراءة الشفهية للحائض من دون الجهر بصوتٍ عال.
- يُمكن أن تقرأ آية الركوب، والبسملة، وذكر الله بشكل عام يوميًا دون ذنب.
- بقلبٍ طاهر إن خافت نسيان ما حفظت جاز لها قراءة القرآن خلال فترة الحيض.
- يُرجّح تحريم القراءة المطولة للحائض من القرآن، سواء حفظًا أو من المصحف الشريف.
برغم تعدد الآراء ما بين الجواز والتحريم وغيرها من المواضع، إلا أن الاتفاق جاء في جوازها للقراءة دون لمس المصحف.
لا يفوتك أيضًا: هل يجوز الجمع بين الأضحية والعقيقة
هل يقل الأجر إذا قرأ القرآن من الجوال أو من حفظه؟
في سياق الحديث عن سؤال هل يجوز قراءة القرآن أثناء الدورة الشهرية من الهاتف على إن الأفضل في قراءة القرآن الكريم أن تكون بما يأنف المسلم به تبتُل، وهذا كما يُناسبه بما حفظ، أو من المصحف، أو من الجوال.
فالقراءة بخشوع وتدبر لا تثلب من أجر تلاوة القرآن الكريم إن كانت من الهاتف؛ فالمدار يكون في غَشيَان القلب، والاستفادة بالقرآن فقط.
من رحمة الخالق بعبادِه أنه يسرّ عليهم الأحكام الدينية، وأداء العبادات، ولهذا أعطى الله المسلمة حائض كانت أو غير ذلك الرخصة في أداء الفرائض وغيرها، فعليها الامتثال بها بشكل دقيق.