هل صام رسول الله يوم عاشوراء ؟

من الأسئلة التي يتم طرحها مؤخراً مع اقتراب يوم عاشوراء لهذا العام، ويُعد يوم عاشوراء من الأيام الفاضلة التي يستحب فيها القيام بالأعمال الصالحة من عبادة وتقرب لله مثل الصوم، الصدقة والصلاة وغيرها.

هل صام رسول الله يوم عاشوراء وتاسوعاء ؟

بدأ النبي محمد صلى الله عليه وسلم في صيام يوم عاشوراء منذ أول عام هجرة للمدينة المنورة واستمر في فعل ذلك حتى مماته، فعن رواية ابن عباس رضي الله عنهما قال:

“قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء فقال:” ما هذا”، قالوا: هذا يوم صالح، هذا يوم نجا الله بني اسرائيل من عدوهم، فصامه موسى، قال: ” فأنا أحق بموسى منكم”، فصامه وأمر بصيامه” صحيح البخاري.

كما ورد كذلك في حديث ابن عباس أنه قال: “حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم عاشوراء وأمر بصيامه، قالوا: يا رسول الله إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع، قال: فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم” رواه مسلم.

وقد كان صيام عاشوراء فرض أمر به الرسول صلى الله عليه وسلم في أول عام، لكنه أصبح سنة مؤكدة بعد ذلك حيث فرض الله صيام رمضان على المسلمين، وكان النبي يصومه منفرداً إلا أنه في آخر حياته سعى لمخالفة اليهود بصيام اليوم التاسع مع العاشر.

ما هو يوم عاشوراء في الاسلام

عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر محرم بالتقويم الهجري، ويعود سبب صيامه لنَجاة رسول الله موسى عليه السلام والذين آمنوا معه من بني إسرائيل من فرعون وجنوده

حيث أمر الله موسى أن يضرب بعصاه البحر فانشق طريق أمام المؤمنين ليمروا بسلام إلى الضفة الأخرى، بينما غرق فرعون الطاغية وجنوده.

ويقال أن قريش كانت تصوم يوم عاشوراء في الجاهلية وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يصومه لما ثبت عن رواية السيدة عائشة رضي الله عنها

وحين قدوم النبي للمدينة ورؤية اليهود تصوم هذا اليوم سأل عن السبب وعندما علم أن موسى عليه السلام صامه لشكر الله تعالى على نجاة المؤمنين، دأب الرسول على صيامه وأمر المسلمين بفعل ذلك.

كما انتظم الصحابة رضوان الله عليهم على صوم يوم عاشوراء، وكانوا يعلمون أولادهم صيامه استعدادا لصيام شهر رمضان المبارك.

موعد صيام عاشوراء 1444

يوافق يوم عاشوراء العاشر من محرم لهذا العام يوم الاثنين 8 أغسطس ، وقد تم استطلاع هلال شهر محرم الذي بدأ يوم السبت 30 يوليو ، أما يوم تاسوعاء فيوافق يوم 7 أغسطس .

حكم صيام عاشوراء منفردا

يُعد صيام يوم عاشوراء بإجماع فقهاء المسلمين سنة مؤكدة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم فقد صامه وأمر الناس بصيامه، ويجوز صيام يوم عاشوراء منفرداً لما له من فضل وأجر، ويُستحب صيام يوم قبله أو يوم بعده لمُخالفة اليَهود حيث روي عن النبي صلى الله عليه وسلم:” خالفوا اليهود صوموا يوما قبله ويوم بعده”، أو في رواية أخرى:”صوموا يوماً قبله أو يوماً بعده”.

وتُعد أفضل درجات الصيام هو صيام يوم عاشوراء وقَبله تاسوعاء وبعده يوم الحادي عشر لمن يقدر الصيام، ويأتي بعده صوم تاسوعاء وعاشوراء وذلك لحديث عن الرسول صلى الله قال فإن عشت لقَابل لأصومن التاسع”، ويعني التاسع من محرم وذلك بهدف مخالفة صيام اليهود لهذا اليوم.

اقرأ أيضاً: كم يوم صيام عاشوراء وكيفية صيامه

فضل صيام يوم عاشوراء

يُعد يوم عاشوراء من الأيام الفاضلة، وذلك لفضل الله سبحانه وتعالى على موسى عليه السلام حين نجاه من بطش فرعون مع المستضعفين من بني اسرائيل، وقد صامه النبي من بعده لشكر الله على نجاة كليم الله.

ومن فضل صيام هذا اليوم تكفير الذنوب للسَنة التي قبله، وذلك ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم عن صوم عاشوراء فقال: “يكفر الله به السنة التي قبله”، كما أن له أجر اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم، كما أن فيه أجر الاقتداء برسول الله والإيمان بهم دون تفرقة، وأجر اتباع الصحابة رضوان الله تعالى عليهم.

اقرأ أيضاً: زيارة عاشوراء مكتوبة بخط كبير وواضح

يتساءل العديد من المسلمين حول هل صام رسول الله عاشوراء مع اقتراب اليوم العاشر لشهر محرم، وقد كان النبي صلى الله عليه والصحابة من بعده يصومون هذا اليوم لفضله والأجر والثواب الذي يناله الصائم.