من هو الشخص الوحيد الذي قتله الرسول
من هو الشخص الوحيد الذي قتله الرسول؟ وكيف كان مقتله؟ فإن تعاليم الدين الإسلامي تنص على التسامح وعدم المبادرة بالقتال سوى في حالة هاجم أعداء الدين أو آذوا النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ والمسلمين، وذلك ما يشيع عكسه بخصوص قتله بالسيف كثيرًا وذلك من الخطأ، لذا نتناول تلك القصة عبر موقعنا.
قصة قتل النبي لرجل
إن الإسلام دين يسر وتسامح لا عنف أو إجبار، ومما وُرد عن النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ طيلة سيرة نبوته ودعوته لدين الحق أنه لم يقتل أحدًا قط بسيف، وذلك لأنه اعتمد في دعوته على اللين والنصح لا الإجبار أو التهديد فلم تكن الحرب تقام سوى على الكفار والمؤذيين للمسلمين دفاعًا عن النفس.
لكن هناك بعض الأقاويل التي لا تصح وتتناقل عن نبينا الكريم ـ عليه الصلاة والسلام ـ وأنه قد قتل رجل ما بسيف ولكن ذلك لم يحدث قط، ومن الواجب قص تلك القصة بالضبط فيما يلي لفهم أحداثها.
لا يفوتك أيضًا: أقوال وحكم عن سيدنا محمد مشهورة
تهديد بقتل النبي
وُرد للنبي ذات مرة أن أبي بن خلف والذي كان واحدًا من رؤساء قريش وممكن كذبوا بدعوة النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ وتسبب في الأذى الكبير للمسلمين أنه يتوعد لرسول الله أنه سيتقله في مكة، وحينما علم نبينا محمد ـ عليه الصلاة والسلام ـ بذلك قد قال إنه هو من سيقتله في حالة أذن الله له.
إلى أن جاء تاريخ غزوة أحد وكان أُبيّ بن خلف يرتدي بزة من حديد وانقض على سيدنا محمد ـ عليه الصلاة والسلام ـ ولما رأى مصعب بن عمير ـ رضي الله عنه ـ أبي وهو يهجم على النبي انقض عليه وحاول مبارزته وإبعاده عن رسول الله.
إلا أنه قد استشهد في تلك المبارزة ومن ثم أكمل أُبيّ مسيرته خلف النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ راغبَا في أن يقتله، فأبصره أشرف الخلق ووجد أن هناك شق صغير في بزته فرماه بالحربة الخاصة به.
في تلك اللحظة قد وقع أبي بن خلف ليرتطم بالأرض من على حصانه، وهو يخرج القليل من الدم من الجرح، ويصدر صوتًا شبيه بخوار الثور، وحمله أصحابه وهم يخبرونه أن جرح الحربة خدش صغير.
جرح صغير وألم لا يُحتمل
|
في تلك اللحظات التي كان أصحاب أبي بن خلف يخففون عنه الألم ويقولون إنه مجرد ألم بسيط ناجم عن جرح أبسط، قد قال لهم أن الألم الذي يشعر به لو أصاب قومًا لما احتملوه ومن ثم مات، ليكون أبي بن خلف من بني جمح وهو ابن خلف بن وهب بن جمح بن هصيص بن كعب بن لؤي هو الرجل الوحيد الذي قد قتله النبي ـ عليه الصلاة والسلام بالحربة.
أبي بن خلف
مكان الميلاد | مكة |
تاريخ الوفاة | 625 |
العرق | قريش بني جمح |
الديانة | الوثنية |
الزوجة | أم عامر، عصماء بنت الحارث، هريرة بنت المحجل |
الأبناء | عبد الله، عامر، وهب، أبي، خلف |
المهنة | تاجر |
قد كان أبي بن خلف بن وهب واحد من آل قريش، وقد كان كارهًا للنبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ والمسلمين فقد كان أشد إيذاءً لهم، كما حيث استخدم الكثير من ألوان التعذيب لهم سواء بالضرب أو الإيذاء اللفظي أو الجسدي.
لا يفوتك أيضًا: ألغاز و أسئلة دينية إسلامية للمسابقات لجميع الاعمار
شعر في مقتل أُبي بن خلف
نظرًا لأن أُبي كان هو الوحيد الذي قتله النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ وقد قال حسان بن ثابت في ذلك المشهد بالحرب بعض الأبيات الشعرية الجميلة، ومن ضمنها:
لَقَد وَرِثَ الضَلالَةَ عَن أَبيهِ
أُبَيٌّ يَومَ فارَقَهُ الرَسولُ
أَجِئتَ مُحَمَّداً عَظماً رَميماً
لِتُكذِبَهُ وَأَنتَ بِهِ جَهولُ
وَقَد نالَت بَنو النَجّارِ مِنكُم
أُمَيَّةَ إِذ يَغَوِّثُ يا عَقيلُ
وَتَبَّ اِبنا رَبيعَةَ إِذ أَطاعا
أَبا جَهلٍ لِأُمِّهِما الهُبولُ
وَأَفلَتَ حارِثٌ لِما شُغِلنا
بِأَسرِ القَومِ أُسرَتِهِ قَليلُ.
لا يفوتك أيضًا: اسماء اول من اسلم بالترتيب
قتال النبي في الحروب
قد كان أُبي بن خلف هو الرجل الوحيد الذي تم قتله من قبل النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ فلم يكن هناك من قبله أو بعده أي قتال دخله الرسول بهذا الشكل.
لكن في الحروب قد وُرد عن النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ أنه كان من أشجع الرجال ويخرج ليكون لا وجود لشخص أقوى منه في المعركة، وينفرد بالثبات في المواقف الصعبة بالحروب، وذلك كما في معركتيّ حنين وأحد.
حيث إن الصحابي الجليل علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ قد قال إنهم كانوا يتقون بالرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ ويقفون ورائه حينما تشتد المعركة ليكون أشرف الخلق وأشجعهم هو المتصدر للعدو والقريب منهم.
كذلك من ضمن المواقف التي توضح شجاعة النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ في الحروب أن الصحابة رأوه ذات مرة يسرع على بغلته البيضاء باتجاه الأعداء الذين يؤذوا المسلمين بينما يحاول عمه العباس أن يمسك بلجامها لكي يبطئ من سرعتها.
|
هذا بالإضافة إلى أن النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ كان يتمنى لو أنه لم يترك أي حرب أو معركة إلا ويتواجد بها، وقد حدّث المسلمين عن فضل الجهاد في سبيل الله تعالى ونشر دعوته في كل مجلس كان يتواجد فيه.
|
لقد كان أُبي بن خلف واحد من أشد المشركين عداوة للنبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ والإسلام، ولذلك حينما توعد لرسول الله بقتله قد جاء أمر الله تعالى لنبيه بأن يقتله دفاعًا عن نفسه والمسلمين من أذاه، ليكون أول وآخر شخص يُقتل على يد نبينا محمد ـ عليه الصلاة والسلام ـ.