صلاة الفجر كم ركعة جهراً أم سرًا

صلاة الفجر كم ركعة جهراً أم سرًا

صلاة الفجر كم ركعة جهراً أم سرًا؟ وكيف يكون الجهر بالصلاة؟ تلك الأسئلة ما ترد لدار الإفتاء والفقهاء بشكل متتالي وكبير، ومن حسن إسلام المرء أن يسأل عن كيفية أداء العبادات ليحصل على الأجر الكامل، ويتجنب أي إثم، لذا فيما يلي نتناول إجابات الفقهاء بخصوص الصلوات الجهرية والسرية وكل شق متعلق بها.

صلاة الفجر

صلاة الفجر كم ركعة جهراً أم سرًا

أداء المسلم لفرائضه الخمس في اليوم وفقًا لتعاليم الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ من شأنها زيادة الأجر، والبحث عن الكيفية لأداء الصلوات أو فهم صغائر الأمور من وجهة نظر البعض يزيد المرء رفعة عند الله تعالى.

من أكثر الصلوات أجرًا في اليوم هي صلاة الفجر، ففيها يكون الناس نيَام ومن يتعلق قلبه وعقله بالله تعالى يقوى على التغلب على نفسه ويقوم بأدائها في المساجد أو بالمنازل للسيدات.

فيها يقوم العبد للوضوء بالشكل الحسن كما تعلمنا من السنة النبوية الشريفة، وتكون الصلاة ركعتيّ سنة قبل صلاة الفجر، ومن ثم ركعتيّ الفجر وهما الفريضة، ولا يتواجد لصلاة الفجر سنة بعدها.

كما ذُكر عن عائشة أم المؤمنين ـ رضي الله عنها ـ مدى أهمية هاتين الركعتين قبل صلاة الفجر وأنهما أهم السنن الرواتب في اليوم وأكثرهم فضلًا، وذلك ورد في حديث عن النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ فقالت:

لم يكُنِ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن شيءٍ من النَّوافلِ، أشدَّ تعاهُدًا منه على ركعتَيِ الفجرِ” [صحيح أبو نعيم].

 صلاة الفجر جهرية أم سرية  

إن الحكم في سرية أو جهرية الصلوات الخمس يكون قدوةً بالنبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ فعلى الرغم من أن السر أو الجهر من السنة إلا أن المسلم الحق لا يجوز له أن يتعدى أشرف الخلق، بل نحاول أن نمتثل من خلقه وطريقة عبادته.

قد جاء في سؤال لدار الإفتاء وبعض الفقهاء في الدين ما إن كانت صلاة الفجر جهرية أم سرية، وكانت الإجابة أنها في المنزل تكون جهرية بالإجماع، بينما في حالة كان المسلم يصلي وراء الإمام فيكون الإمام هو من يجوز له الجهر والمسلم ينصت له.

أما في حالة كان المسلم يصلي في المنزل فعليه أن يجهر بصلاته، فمن السنة أن يقوم العبد بالجهر بصلاته في ركعتيّ الفجر، وهذا بالإجماع من الأحاديث الصحيحة.

لا يفوتك أيضًا: متى ينتهي وقت صلاة الفجر بالساعة

حكم الإسرار في صلاة الفجر

قد أوضح الفقهاء تبعًا لتوضيح إن كانت صلاة الفجر سرية أم جهرية أن الجهر للمنفرد في صلاته ـ أي ليس خلف إمام ـ من الأمور المستحبة والتابعة لسنة النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ حيث إنها تزيد من خشوعه ويكون في حاجة إليها للتدبر، فيُسنّ له الجهر كالإمام، بينما قال أبو حنيفة أن الإسرار والجهر للمنفرد سواء.

وقت صلاة الفجر

من النقاط الواجب علمها بخصوص صلاة الفجر كذلك هو توقيت أدائها، فهي تكون من وقت طلوع الفجر الصادق إلى وقت شروق الشمس، وليس إلى ظهر اليوم كما يظن فئة من الناس، أي أن الوقت الذي تزول فيه ظلمة الليل ويبدأ فيه ضوء الشمس بالتجلي هو وقت صلاة الفجر.

الفرق ما بين صلاة الصبح والفجر

من أكثر الاعتقادات انتشارًا بين الناس عن صلاة الفجر أنها تختلف عن صلاة الصبح، ولكن كلاهما واحد ولا يمكن أن يتم تقسيمهما أو التعامل معهما على أنهما فرضين مختلفين، حيث إن كلمة الفجر ذكرت في القرآن الكريم، بينما قيل عنها في السنة النبوية الشريفة أنها صلاة الصبح.

حكم الصلاة بعد الفجر

عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ قال: لَا صَلَاةَ بَعْدَ صَلَاةِ العَصْرِ حتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، وَلَا صَلَاةَ بَعْدَ صَلَاةِ الفَجْرِ حتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ” [صحيح مسلم].

بعد أداء ركعتيّ الفجر لا يجب على المسلم أن يصلي أي شيء حتى تطلع الشمس، أي حينما يحين وقت الشروق، وذلك وفقًا لما وُرد عن النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ في سنته الشريفة.

لا يفوتك أيضًا: ما هى الرؤية الصالحة وهل الرؤية بعد صلاة الفجر تتحقق

صلوات النهار سرية والليل جهرية

قد فرض الله تعالى على المسلم خمس صلوات في اليوم، منها ثلاثة جهرية واثنتين سرية، وذلك ما يرجع إلى حكمته فله في كل خلقه حكمة سبحانه وتعالى، وحاول العلماء والفقهاء الاجتهاد في معرفتها وفهم السبب وراء ذلك الحكم.

قد ذكر ابن القيم أشهر الفقهاء الذي تأملوا في ذلك الحُكم وأوضح أن الحكمة وراء ذلك أن النهار يكون موضع انشغال للعبد، يشيع فيه التجارات، الحرف، الأعمال البدنية ويكون إثرها هو ارتباط وانشغال قلب المسلم بتلك الأمور، أي لو كانت صلوات النهار جهرية لما استطاع أن يتأملها.

لهذا فهي سرية ليتمكن كل مسلم من إزالة ما ينشغل عنه بنفسه ويقرأ ما يتمكن منه، بينما في الليل تكون الصلوات جهرية ظنًا منه أنه انقطاع للأعمال ويكون القلب فارغ، فينصت المصلون بشكل جيد إلى الإمام، ويتمكن كل منهم من التأمل في كلمات الله تعالى بالقلب واللسان، فيستفيد المستمع.

بينما رأى أن صلاة الجمعة تكون جهرًا لأن الكثير ممن يحضرون فيها يكونون محبين لسماع كلمات الله تعالى والتدبر في خلقه، ويستفيدوا من خطبة الجمعة التي تشغل عقولهم عن أي شيء آخر.

بينما قد ذكر الرئيس الأسبق للجنة دار الإفتاء أن السبب وراء جعل صلوات النهار سرية أن النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ والمسلمين كانوا يصلون في مكة جهرًا، وهذا ما كان يجعل الأذى يطولهم من المشركين، فأمره الله تعالى أن يصليها سرًا، بينما في الليل يكون الأذى أخف وطأة.

من ثم عندما هاجر النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ بالمسلمين من مكة إلى المدينة قد ظلت الصلوات كما هي سرًا وجهرًا كسابق عهدها، تذكيرًا من الله تعالى إلينا وإليهم بالعهد الأول.

لا يفوتك أيضًا: قصة عن فضل صلاة الفجر

كيفية الجهر في صلاة الفجر

صلاة الفجر كم ركعة جهراً أم سرًا

كما أسلفنا الذكر أن الفقهاء أوضحوا أن صلاة المسلم منفردًا تكون اختياريًا ما بين الجهر والسر، ولكن الأفضل هو الجهر خاصةً في صلاة الفجر الجهرية، وقد أوضح الفقهاء طريقة الجهر وفقًا لكل مذهب كما يلي:

  • ذهب جمهور الحنفية إلى أنه يكون كأقل شيء لا يسمع من ليسوا بقربه، أو أن يقوم المسلم بسماع نفسه.
  • لدى المالكية الجهر هو أن يسمع الرجل من يليه فقط، أو على الأقل يحرّك لسانه أثناء الصلاة، بينما للمرأة يكون بأن تسمع نفسها أثناء أدائها للصلاة.
  • لدى كل من الشافعية والحنابلة أقل جهر يكون أن يسمع المسلم من يليه أو يسمع نفسه، ولا يجوز للمرأة أن تجهر في الصلاة في حالة حضور من يكون أجنبي عنها.

لصلاة الفجر فضل كبير يحصل عليه المسلم إن صلّاها حاضرة، وذلك ما ذُكر في السنة النبوية والقرآن الكريم، والجلوس من بعد أدائها للتضرع لله تعالى والذكر فيه أجر عظيم.

إغلاق