الحجامة في الرأس شفاء من سبع
الحجامة في الرأس شفاء من سبع مشكلات مرضية، فلقد ورد حديثًا شريفًا عن الرسول – صلى الله عليه وسلم- يوضح ذلك ويؤكد على الأهمية العلاجية لها والتي تكمن في القضاء على الأمراض المستعصية وتعزيز الصحة الجسدية والنفسية، ففي السطور التالية سوف نوضح لكم الأحاديث النبوية التي وردت عن الحجامة.
الحجامة في الرأس شفاء من سبع
في الآونة الأخيرة اشتهر استخدام الحجامة وذلك بعد معرفة فوائدها الصحية التي لا حصر لها، حيث إن فكرة عملها تكمن في تجميع الدم الفاسد والسموم وإخراجهما من الجسم بفاعلية.
مما يضمن الشفاء من مختلف الأمراض وتعزيز مستويات الطاقة والحيوية لدى الشخص الذي يتم علاجه بواسطتها، ومن الجدير بالذكر أن فوائدها استنبطت من الأحاديث الشريفة التي وردت في السنة النبوية.
فلقد كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم- يحتجم دائمًا هو والصحابة، فكما روى أبو هريرة قائلًا:
“أنَّ أبا هندٍ، حجمَ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ في اليافوخِ، فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ: يا بَني بياضةَ أنكِحوا أبا هندٍ وأنكِحوا إليهِ وقالَ: وإن كانَ في شيءٍ ممَّا تداوونَ بِهِ خَيرٌ فالحِجامةُ“.
يتبين لنا من هذا الحديث أن النبي – صلى الله عليه وسلم- كان يُفضل العلاج بالحجامة في منتصف الرأس ووسطه حيث قام أبا هند بإجرائها له ولما شعر بالتحسن أمر بأن يتم تزويجه لبناته أو التزويج من أولاده.
من الجدير بالذكر أن هناك حديثًا شريفًا آخر ذٌكر ليخص أهمية العلاج بالحجامة في منطقة الرأس وهو عن عبد الله بن عباس:
“الحجامةُ في الرأسِ شفاءٌ من سبعٍ إذا نوى صاحبها ذلك: الجنونُ والجذامُ والبرصُ والنعاسُ والصداعُ ووجعُ الضرسِ ووجعُ العينِ“.
في حقيقة الأمر هذا الحديث ضعيف إسناده وغير صحيح بالمرة، فلا يجوز تداوله بين الناس، ولكن ذلك لا يعني أن الحجامة ليست مفيدة للرأس بل إنها مفيدة للغاية بلا شك.
لا يفوتك أيضًا: هل الحجامة تفطر في رمضان؟
فوائد الحجامة في الرأس
بعد أن تعرفنا إلى أن الحديث الشريف الذي يوضح أن الحجامة في الرأس تُشفي من سبع أمراض محددة ضعيفًا، فإننا سوف نوضح لكم فيما يلي فوائدها الحقيقة والمُجربة:
- إجراء الحجامة في منتصف الرأس يعمل على التخلص من الصداع النصفي وكذلك الكلى.
- تعزيز الدورة الدموية في فروة الرأس مما يضمن نمو الشعر بفاعلية وبالتالي التخلص من مشكلة الصلع المبكر.
- علاج مشكلات الأذن الوسطى وأعراضها المتمثلة في عدم القدرة على الاتزان والدوخة، وكذلك علاج التهاب الأذن الداخلية.
- زيادة مستويات التركيز في الدماغ وتقوية الذاكرة وذلك بسبب تحفيزها للتدفق الدموي في خلايا المخ.
- تقليل فرص الإصابة بمرض الزهايمر في المراحل العمرية المبكرة وكذلك مرض الخرف.
- معالجة التهاب الجيوب الأنفية والذي يرافقه الشعور الدائم بالصداع إلى جانب الزكام المزمن.
- كبح مشكلات البصر والنظر وذلك من خلال تحسين عمل قرنية العين وأيضًا العدسة.
- طرد السموم المترسبة في الجهاز العصبي والتي تنتج عن آثار التدخين كمادة التبغ والنيكوتين والزفت والقطران.
- توفير الشعور بالهدوء والاسترخاء وبالتالي القضاء على الضغط العصبي وما يرافقه من الشعور بالقلق والتوتر الدائم.
الوقت المناسب للعلاج بالحجامة
نظرًا لأن السنة النبوية وكما أسلفنا ذكرًا ركزت على عرض فوائد الحجامة سواء للرأس أو لباقي أعضاء الجسم فإنها ذكرت أيضًا أفضل وقت للعلاج بها والتخلص من الأمراض الجسدية والنفسية الكامنة.
فلقد روى عبد الله بن عباس – رضي الله عنه- عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- “ إنَّ خيرَ ما تحتجمونَ فيه يومَ سبعَ عشرةَ، وتسعَ عشرةَ، ويومَ إحدى وعشرينَ“.
لقد اختص النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – يوم 17، و19، و21 من الشهور العربية نظرًا لأن الحركات الكونية فيها تكون مستقرة ويُقصد بها حركتي المد والجزر.
حيث إنه في حالة إن كان المد عاليًا من المتوقع أن يحدث فوران عند خروج الدم من جسم المريض إلى جانب أنه سيكون في حالة من الغضب والانفعال، فكلما كانت الأوضاع هادئة كلما تم الوقاية من الأذى.
كيفية استخدام الحجامة في الرأس
هناك طريقتين لإجراء الحجامة في منطقة الرأس للعلاج من مختلف الأمراض، وهما كالآتي:
الطريقة الأولى | الحلق وشفط الدم |
الطريقة الثانية | العلاج فوق الشعر |
في الطريقة الأولى يجب على المريض أن يحلق جزءًا من شعره أو كله إن أمكن وعلى الأرجح يفضل حلق وسط الرأس فقط، حيث يتم العلاج من خلال وضع الحجام لكؤوس الحجامة على هذه المنطقة.
ذلك بعدما يقوم بتشريطها بالمشرط أجزاء صغيرها، ثم يعمل على الضغط عليها جيدًا إلى أن يتم شفط الدم الفاسد وبالتالي إخراجه بعيدًا عن الجسم.
أما الطريقة الثانية فإنها تتم دون حلق الشعر، وذلك من خلال وضع الحجام على رأس المريض عسل النحل حتى تتمكن كؤوس الحجامة من الالتصاق بها ومن ثم إجراء الخطوات السابقة.
يُجدر بالإشارة إلى أن حلق شعر الرأس لعمل الحجامة أفضل بكثير من تركه.
لا يفوتك أيضًا: تجربة علاج البواسير بالحجامة
أنواع الحجامة
هناك نوعين من الحجامة يمكن تطبيق أي منهم على الرأس أو الجسم للتخلص من شتى الأمراض المزعجة، وهما كالآتي:
1- الحجامة الجافة
يتم إجراء الحجامة الجافة دون تشريط جلد المريض كما أنه على الأرجح لا يخرج الدم منها، وذلك من خلال الخطوات الآتية:
- إحضار كؤوس الحجامة ووضع قطعة مشتعلة من الورق فيها حتى تسخن.
- إطفاء النار ثم ترك الكؤوس تبرد قليلًا ويتم وضعها على الرأس أو المنطقة المصابة بحيث تكون فتحتها في الأسفل على جلد المصاب أما قاعدتها تكون في الأعلى.
- ترك الكؤوس بضعة دقائق حتى تبرد تمامًا وتتمكن من جعل الجلد متمددًا عقب سحبها له بشدة.
- إزالة الكؤوس ومن ثم تنظيف مكان الحجامة.
من الجدير بالذكر أن هذا النوع من الحجامة يستخدم بشكل شائع في التخلص من آلام المفاصل والصداع والقصور الخفيف في القلب، إلى جانب علاج الأكزيما ومرض الشقيقة.
لا يفوتك أيضًا: علاج خشونة الركبة بالحجامة
2- الحجامة الرطبة
تُعرف أيضًا باسم الحجامة المُدماة، وذلك لخروج الدم الفاسد فيها فهي تعمل عكس ما تعمل الحجامة الجافة، وهي الأكثر انتشارًا، فإليكم فيما يلي طريقة استخدامها:
- استخدام أداة حادة صغيرة لعمل ثقوب على جلد المريض ليست كبيرة.
- القيام بوضع كؤوس الحجامة الساخنة والمفرغة من الهواء على هذه الثقوب.
- سيتم سحب الدم الفاسد تلقائيًا إلى خارج الجسم، وفي هذه الحالة تُزال الكؤوس وينظف المكان جيدًا ويوضع مضاد حيوي لتجنب حدوث التلوث.
الفوائد العامة للحجامة في الطب النبوي
لن تقتصر فوائد الحجامة على منطقة الرأس فقط، فهي تعود على سائر الجسد بالعديد من الفوائد الصحية، والتي سوف نذكر لكم فيما يلي أبرزها:
- تعزيز وظائف الكبد.
- تقليل مستويات الكوليسترول الضار في الجسم في حين تعزيز مستويات النافع.
- الزيادة للكورتيزون الطبيعي في الدم.
- تنشيط الدورة الدموية.
- التخلص من حساسية الصدر أو ما يُعرف بمرض الربو.
- السيطرة على ضغط الدم المرتفع.
- القضاء على الخمول وتقوية الجهاز المناعي.
- تحسين أداء كريات الدم الحمراء في الدم وكذلك كريات الدم البيضاء.
- علاج أمراض المفاصل والعظام لا سيما في منطقة الكتف والركبة.
- الوقاية من الإصابة بالأورام السرطانية.
- علاج نزيف اللثة والتهاب الأسنان.
ما حكم إعطاء الحجام الأجر على العلاج ؟
الحجام هو الشخص الذي يستخدم الحجامة لعلاج المرضى من الأمراض التي تصيبهم فهو يشبه الطبيب، حيث إنه يلزم أن يتقاضى أجرًا على الخدمة التي قدمها، فهو أمرًا جائزًا وكذلك مباح.
فلقد قام رسول الله – صلى الله عليه وسلم- بذلك عندما تم علاجه بالحجامة كما روى عبد الله بن عباس قائلًا:
“أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم احتجم على الأخدَعَينِ، وبين الكتِفَينِ، وأعطى الحجَّامَ أجرَه، ولو كان حرامًا لم يُعطِه“.
لا يفوتك أيضًا: ما هي أسباب تورم الركبة وعدم القدرة على ثنيها
أحاديث شريفة عن العلاج بالحجامة
دفعنا التساؤل عن هل الحجامة في منطقة الرأس تُشفى من سبع أمراض محددة، إلى التطرق في الموضوع بشكل أكثر وذلك من خلال توضيح أبرز الأحاديث النبوية الشريفة عن الحجامة:
عن أنس بن مالك عن الرسول – صلى الله عليه وسلم- “إنَّ أفضلَ ما تداويتُم به الحجامةُ والقُسطُ البحريُّ، فلا تُعذِّبوا صبيانَكم بالغَمزِ“.
عن عبد الله بن عمر “ أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يحتجمُ في مقدَّمِ رأسِه ويُسمِّيها أمَّ مغيثٍ“.
عن عبد الله بن عباس “أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ احْتَجَمَ وهو مُحْرِمٌ، واحْتَجَمَ وهو صَائِمٌ“.
عن عبد الله بن عمر عن الرسول – صلى الله عليه وسلم- “الحِجامةُ على الرِّيقِ أمْثَلُ، وفيها شِفاءٌ وبَرَكةٌ، وتَزيدُ في الحِفظِ وفي العقْلِ، فاحْتجِمُوا على برَكةِ اللهِ يومَ الخميسِ، واجْتنبُوا الحِجامةَ يومَ الجمعةِ ويومَ السبتِ ويومَ الأحَدِ، واحْتجِمُوا يومَ الاثنيْنِ والثلاثاءِ؛ فإنَّهُ اليومُ الَّذي عافَى اللهُ فيه أيُّوبَ من البلاءِ، واجتنبُوا الحِجامةَ يومَ الأربعاءِ؛ فإنَّهُ اليومُ الَّذي ابْتُلِىَ فيه أيوبُ، وما يَبدُو جُذامٌ ولا بَرَصٌ إلَّا في يومِ الأربعاءِ، أوْ في ليلةِ الأربعاءِ“.
عن عبد الله بن مسعود عن الرسول – صلى الله عليه وسلم- “ما مررتُ ليلةَ أُسرِيَ بي بملإٍ، من الملائكةِ إلا قالوا: يا محمدُ مُرْ أُمَّتَك بالحِجامةِ“.
الشروط اللازمة للعلاج بالحجامة
هناك مجموعة من الشروط ينبغي مراعاتها عند علاج الرأس بالحجامة أو الجسم، وهي كالآتي:
- التعقيم الجيد للأدوات المستخدمة حتى لا يحدث تلوق الدم.
- يفضل إجراء الحجامة في منطقة الكاهل للتخلص بفاعلية من الأمراض الكامنة في الجسم.
- لا يجب إجراء الجروح الكبيرة في الجلد، بل يفضل أن تكون صغيرة حتى لا يحدث النزيف.
- يلزم أن يكون المريض بحالة نفسية جيدة ويتقين من أنه سينال الأجر والثواب عند العلاج بهذه الطريقة.
- لا يفضل تناول الأطعمة المالحة أو المشروبات المُرة وكذلك منتجات الألبان حينها.
- البعد عن إجرائها في نقرة القفا فقد تتسبب في الإصابة بالنسيان.
- تجنب إجراء الحجامة في وقت الحر الشديد أو البرد الشديد فإن أفضل وقت هو الربيع.
- من الضروري اختيار حجام متخصص وذو ثقة حتى لا تحدث أي مضاعفات صحية.
لا يفوتك أيضًا: كيف تعرف انك مسحور ( علامات السحر )
موانع استخدام الحجامة
من المؤسف أن ليس جميع البشر بإمكانهم الاستفادة من الحجامة للعلاج بها، حيث إنه هناك حالات يُمنع فيها استخدامها أو يُحذر وهي كالآتي:
- مرضى السرطان.
- مرضى الفشل الكلوي.
- أمراض القلب والشرايين.
- المصابين باضطرابات النزيف وأمراض سيولة الدم.
- من يعانون من الأنيميا الحادة.
- في حالة التبرع بالدم حديثًا لا يجب عمل الحجامة إلا بعد مرور الوقت على ذلك.
في ختام مقالة الحجامة في الرأس شفاء من سبع الحديث الذي ورد عن أهمية الحجامة في الرأس ضعيف الإسناد، ولكن هذا لا ينفي أنها تقي من الإصابة الزهايمر والأمراض المتعلقة بالذاكرة كما تساعد في الشفاء من الصداع وغيرها من المشكلات الصحية.