ما هي سمات الشخصية القلقة الوسواسية
سمات الشخصية القلقة الوسواسية تساعد في الكشف عن حقيقته، فإن هناك الكثير من حولنا يعانون من ذلك القلق والخوف الزائد عن الحد، وهو ما ينتج عنه التخبطات الكثيرة في العلاقات الاجتماعية، ناهينا أننا أثناء مرورنا ببعض المواقف في يومنا نرى أن تصرفاتنا قد تكون وسواسية بعض الشيء، فدعونا ننقل سمات وطباع تلك الحالة بالضبط لكي يتمكن كل فرد من فهم نفسه ومن حوله.
الشخصية القلقة
الوسواس القهري | نوع من أنواع الاضطرابات التي ترتبط بأفكار غير منطقية أو مخاوف واضطرابات نفسية إجبارية لها عوامل زمنية. |
إن شخصيات الناس تختلف تبعًا للعديد من العوامل، منها ما يكون ناتج عن بعض الأفكار التي ترسخت نظرًا لمواقف مرّ بها منذ الصغر، ومنها ما يكون ناتج عن العادات والتقاليد وأخرى نتيجة لطباعه الخاصة.
الشخصية القلقة أو الوسواسية كما يطلق عليها بعض الناس هو من لا يقوى على رؤية شيء غير مرتب أو منظم، فإنه يعشق الدقة والحرص ويبغض الأمور الغير منظمة أو العشوائية، وتلك نبذة فقط من صفاته.
لا يفوتك أيضًا: أفضل طرق علاج الوسواس القهري الشديد
سمات الشخصية الوسواسية
هناك فئة كبيرة من الناس تحب النظام والترتيب وتبغض أن يكون هناك شيء غير مرتب أو منظم، ولكن لا يمكننا أن نطلق على كل محب للنظام أنه شخصية وسواسية، فإن الأمر يكمن في المبالغة وأن يكون الشيء متزايد عن حده الطبيعي.
فالشخصية القلقة تمتاز بالمثالية من الدرجة الأولى، ويحب كذلك أن يكون كل شيء مرتب من حوله كما هو بالضبط، فيدقق في أصغر التفاصيل ويحاول أن يكون هناك روتين لكل شيء في حياته.
فحتى وجباته أو مهامه اليومية يحب أن تسير وفقًا لجدول محدد، ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد فإنه يصل إلى الضيق والتذمر بشدة لعدم حدوثه أو سيره كما هو منظم في مخيلته.
فيسيطر عليه شعور أنه يرغب في أن تقف كل الأمور التي تسير بلا ضوابط حتى يحاول جعلها مستقرة بعض الشيء، والانضباط إلى تلك الدرجة من الأمور العمياء التي تجعل الفرد تابع لتطبيق قواعد وثوابت في أي شيء بحياته فهو هدفه المنشود.
الضمير والشخصية القلقة
من ضمن السمات التي تتواجد في الشخصية الوسواسية أن الحديث معه يشعرك أنك قد تكون بلا ضمير، فإنه يتحلى بالصدق تجاه نفسه ومن حوله بشكل كبير، ولا يرغب في أن يحدث أي شيء يضر بتلك العلاقة.
فدائمًا ما ينظر في أفعاله ويرغب في أن يكون رد فعله أفضل، وأن حديثه كان لابد أن يكون لبق بشكل أكثر، فينظر في كل لحظة بيومه ويرى أن هناك مثالية تنقصها، وهذا ما يتسبب له في الانزعاج والضيق بشدة، ويؤثر على حياته وسلوكياته.
هل الشخص القلق عديم الثقة
إن الشخصية القلقة أو الوسواسية في نظر بعض من الناس قد تُفهم بالشكل الخاطئ، فإن رغبتهم في أن يكون كل شيء منظم وعلى أكمل وجه تجعلهم يعيدوا التفكير أكثر من مرة في أن يتم توزيع المهام على من حوله.
من ثم عندما يتمكن من توزيعها يقوم بمتابعتهم كل ثانية لكي يتأكد أن كل شيء على ما يرام ـ من وجهة نظره ـ، بل وهذا ما يجعل من حوله يعتقدون أنه غير واثق بهم ويزعجهم، علاوة على هذا فهو يتسم بالعناد ولا يقبل أي وجهة نظر مخالفة لرأيه الشخصي، وذلك ما لا يكون سوى لانعدام المرونة داخله بالأساس.
الحياة العملية للشخصية القلقة
لكي تتمكن من فهم إن كنت من الشخصيات القلقة أم لا أو في حالة كنت ترغب في فهم من حولك ونسبة كونه شخصية وسواسية، فعليك أن تلاحظ حياته العملية، فإنه يتسم فيها بحب العمل والتواجد فيه لساعات طويلة دون أن يتواجد مانع لذلك.
لكن كأي ناحية أخرى في حياته فهو لا يحب أن تطرأ المستجدات في علمه، فأيضًا يرغب أن يكون الأمر روتينيًا وتقليديًا بشكل بحت كل يوم، وألا يتم طلب الأمور الجديدة منه، لأنه يفتقر القدرة على التواصل مع الآخرين، وهو مستعد أن يتخلى عن الراحة والرفاهية مقابل ذلك الروتين.
كما أن تعاملاته رسمية فلا تجد لديه من المعارف أو الزملاء الكثير، ومشاعرهم وأحاسيسهم تكون مقلقة جدًا بالنسبة لهم كيلا يكون هناك تهديد على استقرارهم.
الجدير بالذكر هنا أن الشخصية الوسواسية تجده يحب أن يرى من أقوى منه سعيدًا، بل وتجده يحاول أن يلبي كل ما يحتاجونه ورغباتهم كأوامر وواجبات عليه، ويتملك منهم الوقوع في الخطأ بالعمل ولا يكون لديهم القدرة على اتخاذ القرار.
أما بخصوص الأموال في حياة الشخصية القلقة فإنه دائمًا ما يحاول أن يقوم باكتناز ما يقوى عليه من أموال، نظرًا لرؤيته أنه يخاف أن يحدث أي شيء في المستقبل يمنعه من ذلك.
لا يفوتك أيضًا: كيفية التعامل مع الشخصية اللئيمة
القلق دائمًا مشغول بالمثالية
من ضمن السمات التي تعرقل حياة الشخصية الوسواسية أنه يحب دائمًا المبادئ والأخلاق والمثاليات، فتجده يبحث عن أي خطأ يصدر ممن حوله لكي يعبر عن غضبه ولا يتمكن من التغافل عنه، بينما يكون الأمر من وجهة نظر أخرى لا يستدعي كل ذلك الانفعال.
كما أنه من علاماته أنه يحاول دائمًا أن يستشهد بالنصوص الشرعية والأشعار ولكنه يعد استشهادًا حرفيًا لا معنى فيه مرتبط بالأحداث، المكان أو الأشخاص حتى.
الشخصية الوسواسية مترددة
إحدى السمات المميزة للشخصية القلقة هي أنه لا يتمكن أبدًا من اتخاذ القرار الأنسب في حياته، فتجده بشكل دائم يحاول أن يصل إلى أمر ما ولا يتمكن، فيكون التردد هو رفيقه بدرب حياته، حتى وإن كان القرار مرتبطًا بقلبه أو أمور لا تتطلب التفكير الزائد.
الشخصية القلقة ووسواس النظافة
بالحديث عن الشخصية الوسواسية هنا وسماتها فإننا لا نخص بالذكر من يعاني من مشكلة وسواس النظافة، فذلك شق آخر وحده وكبير، ويكون صاحبه يعاني منه هو فقط، أما الشخصية القلقة بطبعها فإنه يكون جامع لجزء من طباعه.
فإن فئة منهم تجدهم حريصين أن يقوموا بغسل اليد لأكثر من مرة قبل تناول الطعام، فإن قلقه وتردده يجعله يرى أنها لم تعد نظيفة بعد، وأنه إن تناول الطعام كذلك سوف يتعرض إلى الاضطراب الهضمي أو أي مشكلة صحية.
الحياة العاطفية للشخص القلق
على عكس المتوقع أن الشخصية القلقة لن تقوى على الدخول في علاقة عاطفية وأن يكون التعامل مع شريك حياتها جيد، فإن هناك عدد كبير ممن يعانوا اضطراب القلق قد تمكنوا من النجاح في علاقاتهم العاطفية.
ذلك نظرًا لأن شريك الحياة يمكنه أن يتفهم ما يحبه الشخصية القلقة وما يبغضه، فبالتالي يحافظ على ما يريد بقدر الإمكان، وعلى الصعيد الآخر فإن الشخصية القلقة يحاول أن يغيّر من طباعه بكل ما يملك من قوة، فإنه حساس للغاية وعاطفي.
ناهينا أن هناك بعض التخبطات التي تأتي في العلاقة مع الطرف الآخر ويكون هناك بعض النزاعات، إلا أنه مع مرور الوقت تنحل عقدة التواصل لديه ويتمكن من أن يكون جزءًا من شخصًا آخر، بل وقد يتخلى عن طباعه في الترتيب والتنظيم ويقبل عشوائية الآخر بحب.
نصائح التعامل مع الشخصية القلقة
إن سمات الشخصية الوسواسية تجعل من الصعب التعامل معها من قبل من حولهم، وذلك ما قد ينتج عنه التباعد أو التعرض لكثير من النزاعات والخلافات، وفي حالة كان الشخص القلق قريبًا منك للغاية ولا يمكنك أن تتخلص من علاقتك به، فمن الهام تعلم كيفية التعامل معه:
- حاول دائمًا أن تتفهم أنك تحب الأمور المرتبة، فاطلب ممن حولك أن يقوموا بتنفيذ ذلك، مع تحديد أهداف واقعية يمكنك أن تقوم بتنفيذها، فحين يتم ذلك تشعر بالرضا والسعادة.
- تخلص من مشكلة القلق أو التوتر الزائد، وذلك من خلال التجربة وعدم انتظار النتيجة بشكل قوي، واعتاد أن النتائج من الممكن أن تكون غير مرضية بالنسبة لك ولهو أمر طبيعي.
- حاول أن تتفهم من حولك وأنهم كذلك لديهم شخصيات أخرى، ولا يجب أن يتم تطبيع الناس.
- في حالة شعرت أن الأمر يتفاقم فعليك أن تستشير اختصاصي نفسي وطلب المساعدة منه.
- يمكن للعلاج المعرفي السلوكي أن يكون مناسب للتخلص من التوتر الزائد لدى الشخصية القلقة.
لا يفوتك أيضًا: كبسولات ديبريبان لعلاج الوسواس القهري Depreban
عوامل خطر الإصابة بالوسواس القهري
هناك بعض من العوامل التي ما إن وجدت بجانب السمات السالفة الذكر فقد تكون عُرضة للوسواس القهري، وحينها عليك أن تحاول استشارة طبيب للحصول على العلاج المناسب، وتتمثل فيما يلي:
- ينتشر الوسواس القهري بين النساء والمراهقين.
- من يعاني من مشكلات نفسية أو مرضية.
- الناشئ في بيئة بها الكثير من الانضباط والتعاليم والأوامر.
- من لا يكون لديه مرونة في التعامل مع الناس من حوله
- المعاناة من الاكتئاب أو أي مرض نفسي آخر.
- من تعرض للاعتداء الجنسي أو الجسدي في صغره أو كبره.
الوسواس القهري ليس سهلًا ولكن يمكن التأقلم معه ومحاولة التخلص منه مع مرور الوقت، ولكن يجب أن يكون هناك دعم من النفس أولًا ومن ثم الأهل والأصدقاء من حولنا، فعلى الرغم من رؤيته أنه أمرًا طبيعيًا وسمات إلا أن تركها قد ينقلب للخطر.