هل الحجامة تفطر في رمضان؟
من الضروري التعرف على إجابة هل الحجامة تفطر في رمضان؟ نظرًا لأن هناك العديد من الآراء والفتاوى الغير متفقة على حكم استخدامها.. لذا فمن خلال السطور المقبلة سنعاونك على التوصل إلى الحكم الصحيح، وبعض التفاصيل الخاصة بهذا الشأن.
هل الحجامة تفطر في رمضان؟ | لا |
أفضل وقت للحجامة في رمضان | في الصباح الباكر من أيام 17 و19 و21 من الشهر الهجري |
شروط الحجامة |
|
هل الحجامة تفطر في رمضان أم لا؟
هناك العديد من الآراء المختلفة بخصوص مسألة استخدام الحجامة خلال شهر رمضان المبارك.. فالبعض يقول بأنها من الأفعال التي تُبطل الصوم، فيما يرى البعض الآخر أن الصيام لا يزال صحيحًا في حال أن تم استخدامها.
من هنا نجد أن الفيصل في تلك المسألة هو ما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.. وإليك الأدلة الواردة في السنة النبوية فيما يلي:
عن أبي عباس -رضي الله عنه- قال، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه احتجَمَ وهو صائِمٌ“. صدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
سُئل أنس بن مالك -رضي الله عنه- :”هل كُنتُم تَكرهونَ الحِجامةَ؟ فقال: لا، إلَّا مِن أجلِ الضَّعفِ”.
عن أصحابِ رَسولِ الله -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: “أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نهى عن المُواصَلةِ والحِجامةِ للصَّائِمِ، ولم يُحَرِّمْهما؛ إبقاءً على أصحابِه“.
اقرأ أيضًا: حكم استخدام الألعاب الزوجية في الإسلام
حكم الاحتجام خلال الصيام
على عكس الرأي السابق الإشارة إليه.. نجد أن بعض الآراء الأخرى تشير إلى أن استخدام الحجامة يمكنه أن يُفسد الصيام، والدليل من السنة النبوية الشريفة قد ورد على النحو التالي:
عن شدَّادِ بنِ أوسٍ -رَضِيَ اللهُ عنه- أنَّ النَّبيَّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- قال: “أفطَرَ الحاجِمُ والمَحجومُ“. صدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
تجدر الإشارة إلى أن بعض الآراء الفقهية تشير إلى أن أفضل موعد لاستخدام الحجامة خلال شهر رمضان المبارك.. هو في في الصباح الباكر من أيام 17 و19 و21 من الشهر الهجري، مع العلم أنها من الوسائل العلاجية التي يصح الصوم في حال أن تم استخدامها بالتزامن معه.
الدليل العلمي على ذلك يتمثل في أنها من البدائل الطبية التي تعمل على منح الإنسان الصحة.. كما أنها لا تؤثر على المعدة أو الدماء؛ لذا فعلى الأرجح هي لا تُفطر الصائم.
اقرأ أيضًا: حكم تعطر المرأة في الإسلام
مشروعية الحجامة في الإسلام
هناك العديد من الآراء التي وردت بخصوص مدى مشروعية استخدام الحجامة من الأساس في الدين الإسلامي.. فعلى الرغم من أنها تهدف إلى التخلص من بعض الأمراض والتداوي إلا أن البعض يجد أنها من الأمور المحرمة استخدامها.. وإليك الآراء الفقهية فيما يلي:
عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: “أنَّه سُئِلَ عن أجْرِ الحَجَّامِ، فَقَالَ: احْتَجَمَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، حَجَمَهُ أبو طَيْبَةَ، وأَعْطَاهُ صَاعَيْنِ مِن طَعَامٍ، وكَلَّمَ مَوَالِيَهُ فَخَفَّفُوا عنْه، وقَالَ: إنَّ أمْثَلَ ما تَدَاوَيْتُمْ به الحِجَامَةُ، والقُسْطُ البَحْرِيُّ وقَالَ: لا تُعَذِّبُوا صِبْيَانَكُمْ بالغَمْزِ مِنَ العُذْرَةِ، وعلَيْكُم بالقُسْطِ“.
عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال.. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إنْ كانَ في شيءٍ مِن أدْوِيَتِكُمْ – أوْ: يَكونُ في شيءٍ مِن أدْوِيَتِكُمْ – خَيْرٌ، فَفِي شَرْطَةِ مِحْجَمٍ، أوْ شَرْبَةِ عَسَلٍ، أوْ لَذْعَةٍ بنارٍ تُوافِقُ الدَّاءَ، وما أُحِبُّ أنْ أكْتَوِيَ“. صدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
عن بن مالك -رضي الله عنه- قال: “احْتَجَمَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، حَجَمَهُ أَبُو طَيْبَةَ، فأمَرَ له بصَاعَيْنِ مِن طَعَامٍ، وَكَلَّمَ أَهْلَهُ، فَوَضَعُوا عنْه مِن خَرَاجِهِ، وَقالَ: إنَّ أَفْضَلَ ما تَدَاوَيْتُمْ به الحِجَامَةُ، أَوْ هو مِن أَمْثَلِ دَوَائِكُمْ“.
أدلة من السنة النبوية على مشروعية الحجامة
إلى جانب الأحاديث النبوية الشريفة السابق الإشارة إليها.. نجد أنه لا زال هناك العديد من الأدلة النبوية التي وردت بخصوص استخدام الحجامة، ومنها ما يلي:
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “يا عبادِ اللهِ تداوُوا، فإن اللهَ لم يضعْ داءً إلا وضعَ له شِفاء -أو دواء- إلا داءً واحدًا، فقالوا: يا رسولَ اللهِ وما هُوَ؟ قال: الهرمُ”. صدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- قال.. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “نعم العبدُ الحجَّامُ يَذهَبُ بالدَّمِ ويجلو البصرَ ويُخِفُّ الصُّلبَ“. صدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
روى عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- ” أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ احتجمَ وأعطى الحجَّامَ أَجْرَهُ واسْتَعْطَ“.
اقرأ أيضًا: حكم إفطار المريض في رمضان
حكم الحجامة ومواعيدها
ورد عن الدكتور ـ عبد الرزاق الكيلاني.. الذي تناول مسألة استخدام الحجامة من الناحية الطبية الفقهية.. بأن النوع الجاف منها يُفيد في تسكين الآلام.. واستند في هذا الرأي إلى الحادث الذي مر به أشرف المرسلين -صلى الله عليه وسلم-.
إذ سقط على وركه وأُصيب حينها بالأذى.. فاستخدم آنذاك الحجامة في التداوي والشفاء من الألم، إلى جانب ذلك فإنها من الوسائل العلاجية التي يمكن من خلالها التخلص من الصداع والآلام التي تصيب الفقرة القطنية في الظهر.
ناهيك عن أن مفعولها يشمل أيضًا تسكين الآلام المفصلية وألم ذات الجنب.. علاوة على أنها تفيد في التخلص من التهاب القصبات والاحتقان وذات الرئة التي تطرأ على الكبد والعديد من المناطق الأخرى المتفرقة في الجسم.
لذا فبالنسبة إلى حكم استخدام الحجامة كما ورد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- فلا حرج فيها.. وفيما يخص المواعيد التي من المقرر استخدامها فيها فمن الأفضل أن يتم استخدامها في النصف الثاني من الشهر الهجري.
إذ ورد عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: “أن رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يَحْتَجِمُ في الأَخْدَعَيْنِ والكاهِلِ، وكان يَحْتَجِمُ لسَبْعَ عَشْرَةَ، وتِسْعَ عَشْرَةَ، وإحدى وعشرين“.. وفي قولٍ آخر قال: “حثَّ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم على التَّداوي بما هو نافِعٌ، ومِن ذلك الحِجامةُ، وقد احتَجَم النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، وبيَّن أنَّها مِن الأدويةِ النَّافعةِ“.
إلى جانب ذلك فقد قال ابن عباس -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “إنَّ خيرَ ما تحتجِمون فيه يومَ سبعَ عشرةَ، ويومَ تسعَ عشرةَ، ويومَ إحدى وعشرينَ“. صدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
الجدير بالذكر أن البعض يشير إلى أن الحجامة ليست محددة بفترة معينة أو موعد معين.. إذ أنها من الوسائل العلاجية التي يلجأ لاستخدامها الأفراد عند الحاجة فقط، وهي من البدائل الطبية المسموح لهم باستخدامها.. بغض النظر عن الفترة التي يرغبون فيها باستخدامها.
فيما سبق تعرفنا على إجابة هل الحجامة تفطر في رمضان؟ والحكم الصحيح في تلك المسألة.. لكي لا يقع المسلم في المحظورات، التي يمكنها أن تُبطل صيامه.. وحتى لا يكون في حيرة من أمره نتيجة لظهور العديد من الآراء والأقوال بهذا الخصوص.