آثار الاستعمار الإيجابية والسلبية

آثار الاستعمار الإيجابية والسلبية

آثار الاستعمار السلبية والإيجابية يظن البعض أن القوى الاستعمارية لم تترك على مستعمراتها سوى الأثر السلبي فقط في العديد من النواحي، ولكن بالنظر لهذا الموضوع من زاوية أخرى نجد أنه ترك أثراً إيجابياً أيضاً في بعض الجوانب، ولكن فكرة الاستعمار وأهدافه سوف تظل حاملة معها صور الخراب والدمار والدماء والقهر والظلم ونهب الخيرات، التي عانت منها الدول التي تم استعمارها لعشرات السنوات، يمكننا القول أن الاستعمار عبارة عن وحش جائع يقوم بالتدمير والاستيلاء على كل ما يقابله من ثروات.

الآثار السلبية للاستعمار (السياسية)

آثار الاستعمار الإيجابية والسلبية

  • فرضت دول الاستعمار تداخلها في البلاد التي احتلتها في كل ما يتعلق بشئون الحكم والحياة النيابية وتشكيل الوزارة وحلها.
  • بالإضافة إلى السيطرة على الشئون الخارجية وعلاقاتها بالدول الأخرى هي كانت تملك حق أخذ القرارات التي تناسب مع تحقيق أطماعها.
  • وقامت بعمل ترسيم جديد للحدود السياسية وقامت بتقسيم البلاد بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى.
  • واستخدمت العديد من وسائل القمع والشدة لكل من حاول معارضة سياستها، أو أعلن رغبته في خروج المستعمر وترك الحكم للشعب كي يختار من حاكم وقائد من بينهم.
  • ولكن حكومة الاستعمار كان لها رأياً آخر وهو قيامها بتكوين وزارات موالية لها تنفذ ما ترغب فيه دون النظر لرغبات الشعب.
  • وكانت تقوم بتجنيد عملاء لها من أجل معرفة أي أخبار عن حركات ثورية أو حركات وطنية تدعو لعمل مظاهرات شعبية تطالب المستعمر بالخروج.
  • وكان نتيجة التفكير في هذا أما السجن والتعذيب أو النفي أو القتل كما حدث للمتظاهرين في مصر والجزائر.
  • وكانت تصل في بعض الأحيان لإعلان الأحكام العرفية وتطبيق حظر التجول.

الآثار السلبية للاستعمار (الاقتصادية)

  • كان هذا هو الهدف الأساسي للاستعمار حيث كانت تلك المستعمرات بمثابة مناجم مفتوحة للمواد الخام من الذهب والألماس وبعض المعادن الأخرى مثل الحديد والنحاس.
  • لم ينسوا التفكير في استغلال أراضيها للزراعة لأنها تتمتع بتربة خصبة ستمد شعوبهم بالعديد من المحاصيل الزراعية التي يحتاجون إليها مثل القمح والقطن.
  • بالإضافة إلى كميات البترول الهائلة التي توجد في باطن الأرض ورغبة الاستعمار في التنقيب عنه.
  • ولم تنسى أيضاً فرض السيطرة على الطرق التجارية سواء كان بحراً أو براً.
  • كما فعلت بريطانيا عندما قامت باحتلال الهند وأعقبها بسنوات احتلال مصر، حيث جعل لها القدرة أن تفرض سيطرتها على واحد من أهم الموانئ في العالم وهو ميناء قناة السويس.
  • هذا إلى جانب أنها استغلت تلك البلاد وجعلتها أسواقاً مفتوحة تصدر إليها كل المنتجات التي تقوم بصناعتها، ويمكننا القول بأنها لم تترك أي ثغرة يمكن أن تجني منها المال إلا وقامت باستغلالها.

الآثار السلبية الاجتماعية

  • قام المستعمر بقتل آلاف من المواطنين الأصليين للبلاد التي قام باحتلالها، والتي تنوعت ما بين الحروب وقمع المظاهرات وتعذيب الثوريين ويوجد الكثير من القتلة بسبب انتشار الأوبئة والمجاعات.
  • كل هذا ترك أثراً سلبياً لا يمكن نسيانه في نفوس تلك الشعوب الضعيفة التي تم استغلالها من قبل الدول الاستعمارية الظالمة، ولقد تغيرت خريطة العالم بعد أحداث الحرب العالمية الأولى والثانية حيث نشأت دول وتفككت دول أخرى.
  • وبدأت العادات والتقاليد الأوروبية تحل محل عادات موطني تلك الشعوب، من حيث الملبس وقصات الشعر الحديثة ونجح الاستعمار في إدخال ثقافات جديدة مثل الاختلاط بين الشباب والفتيات وشرب المنكرات.
  • وتم الاستغناء عن اللباس العربي الفضفاض الواسع الذي لا يكشف جسد المرأة ووصل التأثير إلى الأطعمة والمشروبات.
  • ونجح في طمس الهوية العربية وغيرها من هويات الدول المستضعفة الأخرى ليحل محلها اللغات الأجنبية تحدثًا وكتابة وإهمال الاعتماد على اللغة الأم مثل العربية وغيرها.

آثار الاستعمار الإيجابية (الاقتصادية)

  • قامت الدول الاستعمارية بعمل العديد من المشروعات التي تحتاج إليها أي دولة كي تصبح متقدمة ومتطورة، ولكن تلك المشاريع كانت هدفها هو خدمة مصالحها الاقتصادية والسياسية في المقام الأول ولكن لا يمكن أن ننكر أن كان لها أثر إيجابي على تلك البلاد بعد أن نالت استقلالها.
  • أعدت مشروعات لبناء بعض المدن الجديدة وعمل إعادة تخطيط للبعض الآخر، إلى جانب إنشاء العديد من الطرق التي تم تزويدها بالعديد من خطوط السكك الحديدية، وأدخلت السيارات التي تم صناعتها في المصانع الأوروبية إليها وأصبحت من وسائل النقل الحديثة.
  • قيامها بإنشاء العديد من محطات المياه التي استخدمتها في مشروعات الري بهدف زراعة الأراضي الخصبة التي توجد في تلك الدول، ولقد استفادت المدن أيضاً بتلك الشبكات لأنها وجدت الطريقة السهلة التي تحصل بها على المال.
  • أقامت أيضاً بعضاً من محطات الكهرباء وأنشئت شبكات للتليفون الذي كان طفرة بأوروبا في هذا الوقت، ولا يمكنا نسيان خطوط التلغراف التي ساهمت بإرسال الرسائل وإن كانت قصيرة في وقت سريع، هذا إلى جانب استخدام آلات البخار والاحتراق والمحركات التي اعتمدت عليها الصناعة فيما بعد.

الآثار الإيجابية على الصحة والتعليم

  • كان السبب في تعرف الدول المستعمرة على الأدوية التي اكتشفها علماء أوروبا في معالجة العديد من الأمراض المعدية مثل الحصبة والجدري والأوبئة مثل الطاعون والكوليرا وغيرها، حيث كانت تلك الشعوب تعتمد في هذا الوقت على الطب البديل أو الطب الشعبي وعلى بعض الخرافات التي لا أساس لها من الصحة، وكانت لهم الفضل في اكتشاف البنسلين والمضاد الحيوي الذي أصبح يعتمد عليه في علاج العديد من الأمراض فيما بعد.
  • جعلت الطلاب يتطلعون إلى دراسة العلوم الأخرى مثل الفيزياء والأحياء بعد أن كان التعليم مقتصراً فقط على اللغة العربية والعلوم الدينية ولكن هذا لاقي نوع من الرفض والتعصب من قبل البعض، ومع ذلك نجح الاستعمار في إدخال هذه العلوم إلى جانب اللغات خاصة بعد أن قامت بإنشاء العديد من المدارس والجامعات.
  • عرف بعض الشعوب عن طريقها أنظمة الحكم الحديثة بعد أن كانت لا تعرف سوي الحكم القبلي والمشايخ والممالك وكانت أغلب تلك الشعوب يقع تحت الحكم العثماني الذي أصابه الوهن والضعف، فأصبحت تعرف معنى البرلمانات ومجالس الشيوخ والأحزاب، وكيف يتم انتخاب الحكام والحكومات عن طريق انتخابات شرعية يدلي فيها المواطنين بأصواتهم بالإضافة إلى وجود دستور في البلاد يقر بالسلطات وبحقوق المواطن والواجبات المفروضة عليه.

تعريف الاستعمار

عرف المؤرخون الاستعمار بأنه فرض النفوذ والسيطرة من الدول القوية على غيرها من الدول الضعيفة، كي تستولي على أراضيها وما تحمله من خير وثروة ومال واستعباد شعوب تلك الدول ليكونوا عبيداً يتم تسخيرهم لخدمة الأهداف الاستعمارية، وتكتمل هذه السيطرة بالتحكم الذي يفرضه على الشئون الداخلية والخارجية، واستغلال كل ما تتمتع به الدول من مرافق مثل الموانئ والطرق التجارية التي كانت حلقة وصل بين الشرق والغرب.

ولكن الأهم هو جعل تلك البلاد تعيش حالة من الرعب والضعف والقسوة قدر المستطاع، ويتم ذلك من خلال طمس الهوية والثقافة الأصلية وفرض الثقافة الاستعمارية على تلك الشعوب الضعيفة، ويتخفى الاستعمار في العديد من الصور مثل الانتداب والحماية والوصايا وغيرها والتي تكون في ظاهرها تقديم المساعدة، وإنما في الخفاء ما هي إلا مجرد طريقة كي تنشئ لها مستعمرات على تلك الأراضي.

تاريخ الاستعمار

  • يبدأ تاريخ الاستعمار منذ عصر ما قبل تاريخ فهو ليس مستحدث ولكن الظروف والقوى هي التي تتغير، ولكن ما لا يتغير هو الأهداف التي يسعى الاستعمار والمستعمرين في تحقيقها على حياة الدول الأخرى.
  • فبدأت منذ عهد اليونان والرومان الذين أقاموا مستعمراتهم في العديد من الدول مثل مصر وسوريا وآسيا الصغرى، وأيضًا في سواحل إفريقيا والبحر الأسود والبحر الأبيض المتوسط وغيرها.
  • ومع مرور السنوات وانهيار الخلافة الإسلامية بدأت إسبانيا والبرتغال في البحث عن طريق آخر للاستعمار وجاء هذا باكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح الذي يلتف حول القارة الإفريقية، فاتحاً طريق جديد للتجارة البحرية التي كانت تمر عبر مياه البحر الأحمر والبحر الأبيض، ووصلت رحلات البرتغال إلى سواحل المحيط الهادي والجزر التي تقع عليه.
  • ولقد سارت بريطانيا وفرنسا وهولندا على نفس النهج لرغبتها في بناء مستعمرات لها في تلك الدول، كي تستفيد منها تجارياً عن طريق النهب والاستغلال وسرقة مناجم الذهب والمعادن وإرسالها إلى القارة الأوروبية.
  • وهذا هو الفكر الاستعماري الجديد الذي كانت بدايته في القرن السادس عشر الميلادي ونهايته في القرن العشرين، وما حفز أوروبا على التفكير في بناء مستعمرات في تلك الدول الضعيفة هو خروجها من عصور الظلام إلى عصر النهضة والثورة الاقتصادية والصناعية التي شاهدتها في القرن السادس عشر وجعلها تصبح مسؤولة عن مصادر للمواد الخام التي تحتاج إليها تلك الصناعات الكبيرة.

أنواع الاستعمار

آثار الاستعمار الإيجابية والسلبية

الاستيطان:

  • تقوم الدول الاستعمارية بدعوة مواطنيها كي يهاجروا إلى الدول التي لهم رغبة بها من أجل نهب كل الثروات والخيرات التي تنعم بها.
  • ويعتبرون تلك الأفعال بأنها حق مكتسب لهم دون النظر إلى انتهاك الحريات وسرقة الأوطان.
  • ومن أجل تحقيق الهدف في الاستيطان يمكنهم اللجوء إلى أساليب العنف والقمع وسفك الدماء، ويصل الأمر إلى طرد تلك الشعوب من أرضها ليحل المستعمرين محلهم وهذا ما يحدث في فلسطين من قبل سلطات الاحتلال.

الاحتلال العسكري

  • هو احتلال دولة قوية لواحدة من الدول القوية دون سابق إنذار عن طريق القوة العسكرية، وهي تعلم أنها ليست لديها قدرة للدفاع عن نفسها لأنها فقيرة لا تمتلك المال أو السلاح.
  • حيث تقوم بفرض سيطرتها الكاملة على البلاد داخلياً وخارجياً وهنا تكون الفرصة متاحة أمامها لسرقة كل ما ترغب من أرضها وهذا فعلته فرنسا بدول المغرب العربي في القرن الماضي.

الاستعمار بهدف الحماية

  • وهي عبارة عن معاهدة أو اتفاقية يجبر المستعمر حاكم الدولة على توقيعها بالشروط التي يراها مناسبة له.
  • وهي ما يسمى بالاستعمار المقنع الذي يكون ظاهره الدفاع عن الدولة وحمايتها، ولكن في باطنه غرض آخر وهو التحكم وفرض النفوذ من أجل تحقيق المطامع، عن طريق نهب الثروة والأرض التي يريد الحصول عليها كي يستفيد شعبها.
  • وهذه المعاهدة تعطي الحق للمستعمر التدخل كما يحلو له في كل الأمور السياسية والعسكرية والاقتصادية وغيرها، لأنه بموجبها هو الحاكم الفعلي للبلاد أما الحاكم الشرعي لا يكون أكثر من صورة.

الانتداب:

  • هو أحد المواثيق التي قامت عصبة الأمم المتحدة بإصدارها بعد الحرب العالمية الأولى، وبمقتضاه أتاحت للدول الاستعمارية وتحديدا إنجلترا وفرنسا التدخل في شئون الدول الضعيفة وخاصة التي فقدتها ألمانيا والدولة العثمانية في الحرب، بغرض حماية تلك البلاد ومساعدتها على التطور وتعليمها أصول الحكم الصحيح.
  • ولكن الحقيقة تختلف عن هذا لأن الغرض الأساسي هو السيطرة الكاملة عليها والتحكم في الشأن الداخلي، كما ترغب من الاستفادة الاقتصادية التي تخرج من مناجمها ومن باطن الأرض.

الوصاية:

  • هو واحد من الأنظمة التي شرعتها منظمة الأمم المتحدة من أجل التحكم في كل ما تملكه الدول التي هزمت في الحرب، تحت وصاية المنظمة بغرض الحفاظ على الحقوق والموارد التي يمتلكها الشعب.
  • ولكن هذا ليس إلا كلام مضل يحمل في باطنه أطماع كثيرة ترغب في الاستيلاء على كل شيء يحقق فائدة للمستعمر.
  • وهذا ما سمح للدول الاستعمارية أن تنهب وتسرق وتقتل مواطني تلك البلاد، والوصاية لا تختلف في مضمونها عن الانتداب فكلاهما استعمار مقنع.

وفي الختام نتمنى أن نكون قد وضحنا كافة المعلومات حول آثار الاستعمار السلبية والإيجابية ، ولسهولة التواصل معنا يرجى ترك تعليق أسفل الموضوع وسيتم الرد عليكم على الفور.

إغلاق