بحث عن الجملة الاسمية ونواسخها
بعد اختلاط اللغة العربية مع لغات أخرى نتيجة توسع الدول وانصهار الشعوب مع بعضها البعض، ظهر اللحن في اللغة أي الخطأ فكان لابد من وضع قوانين تحفظ قواعد اللغة العربية، ومن هنا بدأت القواعد النحوية والتي تُعد أهم فروع اللغة العربية والتي تقوم بحمايتها، وتتعدد قواعد النحو والتي تم إجراء الكثير من الأبحاث عنها، ومنها بحث عن الجملة الاسمية والتي هي من أنواع الجمل التي تتألف من مبتدأ وخبر.
مقدمة بحث عن الجملة الاسمية
- الكلمة هي أساس اللغة ومع تنظيم الكلمات بشكل مناسب تتكون الجمل، وتنقسم الجمل في اللغة العربية إلى جملة اسمية وجملة فعلية.
- لكلاً منها أركان تُميزها والتي يجب أن تكون مكتملة حتى تكون الجملة صحيحة، واللغة العربية لغة متكاملة فلا تجد بها أي كلمة أو حرف إلا وله محل من الإعراب.
- هناك ما يُسمى بأركان الجملة الاسمية، حيث يوجد ركنين أساسيين لا يمكن أن تتم بدون إحداهما، وهما المبتدأ الذي نبدأ به الجملة والآخر هو الخبر المتمم للمعني.
شاهد أيضًا: ما هي علامات جزم الفعل المضارع
الركن الأول للجملة الاسمية
المبتدأ
- هو ما نبدأ به الجملة الاسمية، لذلك يُسمى المبتدأ ولابد أن يكون اسم وليس فعل.
- المبتدأ في الأساس يكون مفرد ولكن لكل قاعدة شواذ، فيُمكن أن يأتي جملة ولكن في حالات قليلة.
- منها جملة (لا إله إلا الله من أفضل الذكر) هنا جملة (لا إله إلا الله) تُعرب مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة.
- العلامة الإعرابية الخاصة به هي الرفع، سواء كان معرب أو مبني أو كانت علامة الإعراب ظاهرة أو مقدرة.
- يُمكن أن يكون المبتدأ ضمير منفصل أو اسم موصول أو اسم إشارة، كما يُمكن أن يكون معرف بالإضافة أو مصدر مؤول، مثل (وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ) والتقدير هو (صيامكم خير لكم).
الركن الثاني للجملة الاسمية
الخبر
- يأتي الخبر ليتمم المعنى الذي بدأه المبتدأ، وقد سمي بالخبر لأنه يُخبر عن المراد من الجملة الاسمية.
- الرفع هو العلامة الإعرابية الخاصة بالخبر.
- لا يُشترط تواجد الخبر مفرد مثل المبتدأ، بل من الممكن أن يكون خبر جملة اسمية مثل (الورد رائحته جميلة)، هنا الخبر هو الجملة الاسمية (رائحته جميلة) والتي جاءت متممة للخبر (الورد).
- أو خبر جملة فعلية مثل (الخير ينتصر دائمًا)، هنا الخبر هو الجملة الفعلية (ينتصر دائمًا) والتي جاءت لتوضيح معنى الجملة.
- يأتي خبر شبه جملة والتي تنقسم إلى ظرف مثل (العصفور فوق الشجرة)، هنا الخبر هو (فوق الشجرة).
- أو جار ومجرور مثل (المعلم في الفصل) فيكون هنا شبه الجملة متعلق بمحذوف خبر في محل رفع، ومن الممكن أن يكون الخبر جامد أو مشتق.
ملاحظة: الشائع أن يسبق المبتدأ الخبر ولكن هذا ليس ضروري، فيمكن أن يأتي الخبر قبل المبتدأ ويكون مبتدأ مؤخر مثل (في الحديقة شجرة)، لا يمكن أن يأتي المبتدأ شبه جملة فهنا شجرة هي المبتدأ وفي الحديقة خبر.
شاهد أيضًا: أصل الألف اللينة في الفعل سقى هي
نواسخ الجملة الاسمية
كما عرفنا أن العلامة الإعرابية الأصلية للمبتدأ والخبر هي الرفع، ولكن هناك حالات تغير تحدث نتيجة دخول الحروف والأفعال الناسخة على الجملة، فتُغير من هذا الإعراب بطريقة معينة، وقد سميت بالناسخة لأنها تقوم بنسخ أي تغيير حكم المبتدأ والخبر وإعرابهما.
الحروف الناسخة
ستة حروف يكون لكل منها استخدام ومقصد مختلف عن الآخر، وهي تضاف للجملة الاسمية فتقوم بتغيير حكم المبتدأ، فتجعله منصوب بعد أن كان مرفوع ويُسمى اسمها، وتترك الخبر مرفوع ويُسمى خبرها، وهذه الحروف هي:
أنًّ
هو حرف ناسخ يقع في منتصف الكلام وليس بدايته، وهي تفيد التوكيد مثل قوله تعالى (واعلموا أن الله شديد العقاب) وتُعرب كما يلي:
- أن: حرف توكيد ونصب.
- الله: لفظ الجلالة اسم أن منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
- شديد: خبر أن مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
إنَّ
حرف ناسخ يأتي في بداية الكلام، ويفيد التوكيد ومنه قوله تعالى (إن الله غفور رحيم) وإعرابها:
- إن: حرف توكيد ونصب.
- الله: لفظ الجلالة اسم إن منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
- غفور: خبر إن مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
ليت
- حرف ناسخ يأتي ليشير إلى تمني حدوث شئ مستحيل، مثل (ليت الشباب يعود يومًا).
- ليت: حرف ناسخ.
- الشباب: اسم ليت منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
- يعود: خبر جملة فعلية في محل رفع خبر ليت.
لكن
حرف ناسخ يأتي ليفيد الاستدراك وتصحيح الخطأ، مثل أن يصحح مفهوم خطأ منفي ويثبته، أو ينفي مفهوم خطأ مثبت، ومنه قوله تعالى (ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكنَّ الله يفعل ما يريد).
- لكن: حرف ناسخ يفيد الاستدراك.
- الله: لفظ الجلالة اسم لكن منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
- يفعل: جملة فعلية في محل رفع خبر لكن.
لعل
- حرف ناسخ يُفيد الترجي وتمني شئ قريب الحدوث وسهل المنال، وذلك في حالة أن يكون الأمر خير.
- أما في حالة توقع حدوث شئ ضار يُطلق عليه كلمة إشفاق، مثل (لعل الساعة قريب).
- لعل: حرف ناسخ يفيد الترجي.
- الساعة: اسم لعل منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
- قريب: خبر لعل مرفوع وعلامة نصبه الضمة الظاهرة.
كأن
- هو حرف نسخ وتشبيه يأتي ليشبه الاسم بالخبر، مثل قوله تعالى (كأن في أذنيه وقرا).
- كأن: حرف تشبيه.
- في أذنيه: شبه جملة في محل رفع خبر كأن.
- وقرا: اسم كأن منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
- وأي ضمير يتصل بإن وأخواتها يعرب اسمها، ويكون إعرابه ضمير متصل مبني في محل نصب اسم.
شاهد أيضًا: أدوات الجزم الفعل المضارع واعرابها
الأفعال الناسخة
النواسخ الفعلية هي أفعال ماضية تدخل على الجملة الاسمية، وتقوم بتغيير حكم إعراب أركانها فتقوم برفع المبتدأ ويُصبح اسمها، وتنسخ حكم الخبر وتجعله منصوب ويُسمى خبرها، ويطلق عليها الأفعال الناقصة حيث أنها لم تكتفي بالرفع بل تجعل الخبر منصوب، وهي:
كان
- هو فعل ماض يأتي ليدل على الأزمان سواء مضارع أو ماض أو مستقبل، ومنها قوله تعالى (وكان فضل الله عليك عظيمًا).
- كان: فعل ناقص.
- فضل: اسم كان مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
- عظيمًا: خبر كان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
أصبح
- فعل ناقص يأتي ليدل على أحداث فترة الصباح، ومنه قوله تعالى (قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورًا).
- أصبح: فعل ناسخ ناقص.
- ماؤكم: اسم أصبح مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
- غورًا: خبر أصبح منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
أضحى
- يأتي ليدل على وقوع الخبر في فترة الضحى من النهار، مثل (أضحى الغمام كثيفًا).
- أضحى: فعل ناسخ ناقص.
- الغمام: اسم أضحى مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
- كثيفًا: خبر أضحى منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
أمسى
- يأتي ليدل على وقوع الخبر في وقت المساء، مثل (أمسى الرجل مهمومًا).
- أمسى: فعل ناقص ناسخ.
- الرجل: اسم أمسى مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
- مهمومًا: خبر أمسى منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
نواسخ الجملة الاسمية من الأفعال
ظل
- تُستخدم للدلالة على الأحداث التي تحدث في فترة النهار، مثل قوله تعالى (وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودًا وهو كظيم).
- ظل: فعل ناقص ناسخ.
- وجه: اسم ظل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
- مسودًا: خبر ظل منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
صار
- تأتي لتدل على التحول والتغيير مثل (صار العبد حرًا).
- صار: فعل ناسخ.
- العبد: اسم صار مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
- حرًا: خبر صار منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
بات
- تأتي لتشير إلى الأحداث التي تقع في الليل، مثل (بات الرجل ساهرًا).
- بات: فعل ناسخ.
- الرجل: اسم بات مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
- ساهرًا: خبر بات منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
ليس
- هو فعل جامد يُفيد النفي مثل قوله تعالى(إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب).
- ليس: فعل ناسخ.
- الصبح: اسم ليس مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
- قريب: خبر ليس منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
شاهد أيضًا: اسم التفضيل من الفعل اقترب
الأفعال ناقصة التصرف
هناك أفعال لا يُمكن أن نشتق منها سوى الفعل المضارع أو الماضي، وجميعها أفعال تفيد الاستمرارية ومنها:
- “ما زال”: مثل قوله تعالى (ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين).
- “مَا برح”: مثل قوله تعالى (لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبًا).
- “ما فتئ”: مثل (قالوا تالله تفتأ تذكر يوسف).
- “ما دام”: مثل (وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيًا).
ومما سبق يمكن أن نستنتج ما يلي:
- اسم كان وأخواتها يكون مرفوعًا دائمًا.
- خبر كان وأخواتها يكون منصوبًا دائمًا.
- اسم إن وأخواتها يكون منصوبًا دائمًا.
- اسم أن وأخواتها يكون مرفوعًا دائمًا.
النحو العربي بحر واسع به الكثير من التفاصيل التي يجب الحرص على معرفتها ودراستها، وإتقان التعامل مع القواعد النحوية، مما يُساعدنا على القراءة بصورة سليمة ولا سيما قراءة القرآن الكريم، والجملة الاسمية لابد أن يكتمل ركنيها المبتدأ والخبر، حتى يتم معنى الجملة ويصل إلى القارئ المُراد منها.