قصة من سيرة الامام الشافعي
نقدم لكم اليوم موقف طريف ورائع حدث مع الإمام الشافعي عندما حاول بعض العلماء الذين يكنون له بالغيرة من علمه وتفوقه، فطلبوا منه الحضور ليُجيب على اسئلتهم التي حضروها مسبقاً لكي يقحموا الإمام الشافعي في الخطأ، ودار بينهم النقاش، الذي نقدمه لكم اليوم بعنوان قصة من سيرة الامام الشافعي.
قصص من سيرة الامام الشافعي
فقال الأول: ماذا تقول في رجل ذبح شاة في منزله، وعندما خرج وعاد قال لأهله: لقد حُرمت عليا الشاه كلوها انتم، فقال أهله: وقد حُرمت علينا كذلك.
فأجاب الإمام الشافعي: هذا الرجل كان مُشركاً وعندما ذبح الشاة ذكرها على الانصاب ثم خرج من منزله لقضاء بعض الحاجات فهداه الله الى دين الاسلام فحرمت عليه بذلك الشاه، وعندما علم أهله اسلامه أسلموا ايضاً، فأصبحت الشاه مُحرمه عليهم هم أيضاً.
أما الثاني فسأله: شرب مُسلمان عاقلان خمراً، فسر لنا سبب اقامة الحد على احدهما وعدم اقامته على الآخر؟
فأجاب الشافعي: لأن احدهما كان صبي صغير بينما كان الآخر بالغاً.
فسأله الثالث: زنا خمسة رجال بامرأة، فأصبح من الواجب قتل الأول، ورجم الثاني، واقامة الحد على الثالث، ونصف الحد على الرابع، والعفو عن الخامس، فلماذا؟
فأجاب الإمام: استحل الرجل الأول الزنا فوجب قتله، بينما كان الثاني مُحصناً والثالث غير مُحصن، والرابع كان عبداً، بينما الخامس مجنون.
أما الرابع فقال له: ما رأيك في رجل صلى وعندما سلّم ونظر الى اليمين طلق زوجته، وعندما نظر الى اليسار بطُلت صلاته، ولما نظر الى السماء أصبح من الواجب عليه دفع ألف درهم؟
قصة دينية هادفة
فقال الإمام: لما سلم ونظر الى يمينه رأى زوج امرأته الذي كان غائباً لمدة طويلة، وعندما رآه أمامه طلق زوجته، ولما سلم على يساره اكتشف وجود نجاسة في ثوبه فبطلت صلاته، وعندما نظر الى السماء وجد الهلال ظهر في السماء، وكان علي دين يستحق الرد في أول الشهر.
أما الخامس فسأله: ماذا تقول في إمام بأربعة رجال في مسجد، فدخل عليهم رجل آخر وعندما سلم الإمام وجب على الإمام القتل وعلى المصلين الأربعة الجلد، و وجب هدم المسجد ؟
فأجاب الشافعي: ان الرجل الذي حضر متأخراً كان متزوجاً فسافر وترك زوجته في بيت أخيه فقتل إمام المسجد هذا الأخ، وزعم ان تلك المرأة هي زوجة المقتول وتزوجها، وشهد على هذا الأربعة مصلون، وكان المسجد بيت المقتول، فحوله الإمام مسجداً.
تعرف علي: دعاء الخوف والجزع للإمام الشافعي
فتاوى الامام الشافعي
وكان من بين الحضور هارون الرشيد، وعندما رأى سرعة بديهة الإمام الشافعي قال له: والله لقد بينت فأحسنت، وعبرت فأفصحت.
فقال الشافعي: أطال الله من عمرك يا أمير المؤمنين، واني سأسأل هؤلاء سؤالاً وناظراً بماذا يجيبون.
قال الرشيد: لك ذلك أسألهم ما تريد.
قال الشافعي: مات رجل وترك من بعده 600 درهم، فلم تستحق اخته سوى درهماً واحداً، فكيف تم توزيع التركة؟
قصة ذكاء الامام الشافعي
فلم يستطع أحد من الجلوس الإجابة على سؤال الامام الشافعي، فقال الامام الشافعي: مات هذا الرجل وترك ابنتين وأمه وزوجته واثني عشر أخاً وأخت واحده، فأخذت البنتان ثلثي التركه وهي 400 درهم، بينما اخذت الأم السدس 100 درهم.
واستحقت الزوجه بعد ذلك 75 درهم اي الثمن، بينما الأثنا عشر أخاً فقد كان نصيبهم 24 درهماً، وبذلك يكون قد بقي درهماً واحداً من نصيب الأخت؛ فتبسم هارون الرشيد وأمر له بألفي درهم، فأخذهم و وزعهم على خدام القصر.