كيف أصبر على الظلم والبلاء
كيف أصبر على الظلم والبلاء من خلال موقع محتوي ،الحياة الدنيا هي اختبار وامتحان من الله يمر فيه الإنسان بدروب من المحن والمنح كذلك، وقد خُلقت المحن لتعلمنا قيمة النعم والعطايا التي يمنحها لنا الله، والمؤمن الحق يعي أن الدنيا دار ابتلاء، فالابتلاء هو جنة المؤمن حيث أنه مطهر للذنب ورافع للدرجات في الجنة وليس من علامات الغضب كما يعتقد البعض.
فقد كان الابتلاء لمصاحبًا للأنبياء جميعًا ولا ينجو منه أحد حتى من اصطفاهم الله من عباده ولنا في نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قدوة في ذلك حيث كان أكثر الناس ابتلاءً، لذلك فهو أرفع الناس قدرًا ومكانه في الجنة، أما الظلم فهو مختلف، فالابتلاء يكون من الله ولكن الظل يكون من العباد، وقد يكون الظلم نوع من أنواع الابتلاء الذي يصيب المؤمن وهو أيضًا رفعة له في الجنة، ولكن هناك طرق مختلفة للتعامل مع كل من الظلم والبلاء سوف نتعرف عليها في هذا المقال.
معني الظلم في الإسلام
الظلم هي العدوان جورًا على حقوق العباد والعدول عن الحق إلى الباطل، وهو من الأمور المغلظة العقوبة في الإسلام نظرًا لما لها من أثر سئ على الفرد والمجتمع حيث تؤدي إلى انتشار العدوات والكره وربما تؤدي إلى الجرائم أحيانًا، وللظلم عقاب شديد في الدنيا والآخرة، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (إنَّ الله -عزّ وجلّ- يُملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته ثم قرأ: (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ)، وتعددت الآيات التي توصف جزاء الظالمين وعقوبتهم قال الله سبحانه وتعالى: “وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا” وقال الله تعالى: “أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ”
الابتلاء في الإسلام
الابتلاء في معناه الفقهي هو امتحان واختبار من الله يصب به عباده المؤمنين، والابتلاء أنواع وله أهداف مختلفة ودرجات، فمنها ماهو عقاب للعبد المذنب حتى يعيده الله إلى الطريق الصحيح إذا كان قد حاد عن الطاعة، وقد يبتلي الله تعالى المؤمن ليخلصه من ذنوبه ويرفعه درجات في الجنة، ومنها ما هو للتمحيص واختبار إيمان العبد وصدقه، وكلما ازداد إيمان العبد كلما ازداد ابتلاؤه، فأكثر الناس إيماناً على وجه الأرض هم الأنبياء.
الصبر على الظلم والابتلاء
ويجب على المسلم الصبر على البلاء ومحاولة التقرب من الله وإداراك حكمة الله من البلاء، والمؤمن الحق يدرك أن الابتلاء من الله كله خير، فهذا يساعده على القبول والصبر. أما الظلم فوقعه مختلف، فهناك من يصبر عليه ويستسلم لأامر الله وهناك من يحاول رد الظلم والسعي في أخذ حقه، وفي كل الأحوال فإن المسلم يتسلح في مواجهة الابتلاء والظلم بسلاح الإيمان والقرب من الله ويكون ذلك عن طريق اللجوء إلى الدعاء فهو من أكبر أسباب رفع الظلم والابتلاء.
وقد اختص الله المظلوم بدعائه فقال الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “ثلاث لا ترد دعواتهم الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام ويفتح لها أبواب السماء ويقول الرب: وعزّتي لأنصرنّك ولو بعد حين” ، كما يجب على المسلم مراجعة النفس ومحاسبة والتخلي عن المعاصي والذنوب فهي تمنع رحمة الله، المواظبة على الطاعات والصلاة والصدقات والصبر على البلاء فقال الله تعالى: “يأيها الذين امنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين”.
البلاء والظلم كلاهما من محن الدنيا التي يرفع الله بها المؤمن درجات، والدعاء والصبر هي السلاح لمواجهة هذه المحن، هل تعرضت لمحنة من قبل، كيف تغلبت عليها وهل هناك دعاء معين يساعدك على ذلك؟